خلال أسبوع الموضة لربيع وصيف 2017 بباريس، كان عرض دار «شانيل» مهماً كعادته، لكن أهميته هذه المرة زادت بسبب حقيبة جديدة أطلقتها الدار بعد ست سنوات على آخر إصدار لها في هذا المجال. فآخر حقيبة من الدار كانت «ذي بوي» الشهيرة في عام 2011، التي لا تزال تحقق مبيعات لا يُستهان بها.
أما الحقيبة فتُعرف باسم «غابرييل» Chanel’s Gabrielle فيما يمكن اعتباره تحية وفاء للمصممة غابرييل شانيل. فهي تحمل الكثير من بصماتها إلى جانب قدرات مديرها الفني الحالي كارل لاغرفيلد على ترجمة أفكارها ورؤيتها بأسلوب يتماشى مع تغيرات العصر ومتطلبات جيل جديد من الزبونات.
وهذا تحديداً ما تتمتع به «غابرييل» بتصميمها العملي الذي يمزج البوهو بالمستقبلي، إذ لا ننسى أن العرض الذي قدمته الدار في «لوغران باليه» أخيراً كان مستقبليا في ديكوراته وإكسسواراته، وليس أدل على ذلك من النظارات التي ظهرت فيه، وكانت تستحضر النظارات المكبرة التي حملها الرجال على أكتافهم في ميادين سباقات الخيل.
أول ظهور لهذه الحقيبة كان في فندق الريتز الباريسي في نهاية العام الماضي، خلال عرضها السنوي «ميتييه داغ»، لكنه كان ظهوراً خجولاً للغاية، توضح واستقوى في عرض الأزياء الجاهزة الأخير، ربما حتى يتزامن مع طرحها في الأسواق.
من ميزاتها، بالإضافة إلى عملية حجمها وخفة وزنها ومرونتها، تمتعها بحزام يمكن تعديله حسب الرغبة والذوق مع سلسلة مزدوجة متداخلة مع الجلود. أي أنه بالإمكان استعمالها على الكتف أو حول الصدر أو خلف الظهر أو حملها باليد. يمكن أيضاً استعمالها في الأيام العادية ومناسبات التسوق أو في حفل عشاء أو سهرة، وهذا ما تؤكده الحملات الترويجية التي صورها كارل لاغرفيلد شخصياً، وظهرت فيها الممثلة كريستين ستيوارت وعارضة الأزياء والكاتبة والمنتجة الموسيقية الفرنسية كارولين دو ميغريه، والموسيقي فاريل ويليامز، وأخيراً وليس آخراً العارضة كارا ديليفين.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن شُحّ الدار في هذا المجال وعزوفها عن إنتاج حقائب موسمية لتحقيق الربح أولاً وأخيراً، صادماً إلى حد ما. ففي الوقت الحالي يحاول الكل أن يستغل السوق بأي شكل حتى يحقق الربح ويستمر. ما يستوقفنا في الأمر أيضاً أن «شانيل» لا تفتقر للإمكانيات ولا الخيال أو الحرفيين المهرة، بل على العكس، تتمتع بكل ما يُخول لها إصدار حقيبة كل شهر، لكنها في المقابل لا تسبح مع التيار، وتبحث عن الاختلاف والتميز، وهو ما يمكن إرجاعه لأسباب تاريخية لها علاقة بـ«غابرييل شانيل»، المؤسسة.
ففي عام 1955، عندما قدمت أول حقيبة يد بتوقيعها، كانت فكرتها واضحة، تتلخص في تقديم حقيبة تجمع العملية بالأناقة.
وكانت النتيجة حقيبة «2.55» التي كانت أول حقيبة بسلسلة تُعلق على الكتف. كانت فكرتها أن تمنح المرأة حرية استعمال يديها، إذ إن قبل حقيبتها الأيقونية «2.55» كانت كل التصاميم تُحمل باليد.
وهكذا، كما أحدثت ثورة في عالم الأزياء تارة بالاستقاء من خزانة الرجل بما في ذلك استعمالها أقمشة مثل التويد والجيرسيه وتارة بالتخفيف من مبالغات التفاصيل الأنثوية، أحدثت ثورة مماثلة في مجال الإكسسوارات.
«غابرييل شانيل»... حقيبة تجمع العملية والأناقة
بعد ست سنوات... اصدار جديد يعكس رؤية المؤسسة
«غابرييل شانيل»... حقيبة تجمع العملية والأناقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة