مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة العشرات في طوزخورماتو

الحكومة البريطانية تطالب بنشر تحقيق في حرب 2003 قبل نهاية العام

مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة العشرات في طوزخورماتو
TT

مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة العشرات في طوزخورماتو

مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة العشرات في طوزخورماتو

توالت الأحداث الأمنية في العراق أمس إذ أعلنت الشرطة ومصادر طبية أن سيارة ملغومة انفجرت أمام مطعم جنوب مدينة كركوك أمس مما أدى إلى مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة سبعة عشر بجروح خطيرة.
وقالت المصادر بأن السيارة كانت متوقفة أمام مطعم في بلدة طوزخورماتو، على بعد 70 كيلومترا جنوب كركوك المتنازع عليها، وانفجرت أثناء مرور سيارة يعتقد أنها كانت تقل جنودا يقومون بمهامهم بين بغداد والموصل. وشب حريق في السيارة مما أدى إلى مقتل ثلاثة ركاب كانوا يستقلونها. وقال مسؤولون في مستشفى ومن الشرطة بأن جثث القتلى الثلاثة تفحمت لدرجة لم يعد ممكنا التعرف على هوية أصحابها الذين يعتقد أنهم جنود.
ومن جهة أخرى، أفادت وكالة رويترز أن موظفا في وزارة الصناعة العراقية قتل في بغداد أمس بينما استهدف رجل أمن عراقيا غرب العاصمة العراقية.
ومن جهة أخرى، يتواصل الجدال في المملكة المتحدة حول حرب عام 2003 والأسباب وراءها. وأفادت صحيفة «ذا تلغراف» أمس أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أوضح للقائمين على تحقيق «تشيلكوت» أنه يريد نشر التقرير قبل نهاية العام. وكان حزب العمال البريطاني فضل عدم نشر التحقيق إلا بعد الانتخابات العامة البريطانية المرتقبة العام المقبل، خوفا من تأثير التقرير على الانتخابات وعلى حظوظ الحزب الذي كان يحكم بريطانيا حين اتخذ قرار الحرب. وأفادت الصحيفة البريطانية أن كاميرون قال لوزير الحكومة السير جيرمي حيود، المسؤول عن التقرير، بأن «صبره بدأ ينفد»، خاصة مع الأسئلة المتتالية في بريطانيا أن الحرب تبعتها أزمات أمنية وضحايا في العراق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.