كهوف الملح... سياحة علاجية للتخلص من الطاقة السلبية

60 دقيقة داخل كهف مصنوع من الملح من الاسترخاء تخلصك من الطاقة السلبية، كل ما عليك هو الجلوس في هدوء استنشاق الهواء المفعم باليود والأملاح المعدنية على أضواء خافتة مريحة للأعصاب وأنغام موسيقى هادئة ما بين الملح الكريستالي والملح الصخري. إنها تجربة السياحة العلاجية في كهوف الملح التي انتشرت مؤخرا في مصر، في شرم الشيخ والعين السخنة وواحة سيوة وبدأت تلقى رواجا بين الكبار والصغار، وتزاحم أنواعا أخرى من أنواع السياحة العلاجية التي تشتهر بها مصر ضمن سياحة العيون الساخنة والكبريتية والرمال العلاجية وحمامات الشمس والأعشاب الطبية الصحراوية.
كهوف الملح تعد من المزارات السياحة العلاجية التي تقصدها كثير من الجنسيات الأجنبية القادمة إلى مصر، وهي عبارة عن مكان يشبه قاعات «السبا» بديكورات قوامها الملح الصخري المستخرج من الصحراء الغربية المصرية، حيث تبطن الحوائط والجدران بقوالب من الملح والأرضيات بحبيبات الملح الكريستالي والصخري، توجد عدة أرائك ومقاعد مريحة للزوار يستلقون عليها بغرض الاستشفاء.
أحدث كهوف الملح في مصر كهف «خوفو» بهضبة الأهرامات بمنطقة الجيزة، يقول جمعة العجوري، صاحب الكهف، لـ«الشرق الأوسط»: «كهوف الملح ليست صرعة علاجية جديدة بل إن فوائد الملح العلاجية معروفة منذ القدم، فالملح معروف بقدرته على منح الإنسان الاسترخاء والطاقة الإيجابية، ويعقم الجو ويعالج الأمراض التنفسية، من حساسية الصدر وأمراض الربو، واستعادة التوازن الأيوني للجسم، وامتصاص الرطوبة من الجسم، كما يساعد في تخفيف آلام العظام والأمراض الروماتيزمية».
يعمل العجوري منذ سنوات كثيرة في مجال السياحة، ويؤكد أن السياحة العلاجية في مصر لها أهمية كبيرة ويدركها عدد كبير من الأوروبيين الذين باتوا يترددون على الكهف، ويقول: «يأتي الزائر للاستلقاء على شاطئ البحر ويغمر قدميه في حبيبات الملح، ويمسك بقليل منها في يديه فيخرج بعد نحو ساعة في قمة النشاط والانتعاش».
يعتبر العلاج في كهوف الملح مكملا علاجيا للعلاجات الطبية، وفقا للعجوري الذي يشير إلى أن قدماء الفراعنة استعانوا به للعناية بالبشرة وشدها، وإزالة الجلد الميت كطريقة قديمة للتقشير، وأيضا كمادة تساعد على التخلص من الجراثيم، كما كانوا يضعونه في أرجاء المعابد الفرعونية.
ويوضح العجوري أن الملح الصخري يوجد بوفرة في الصحراء المصرية الشاسعة، فهو يوجد في الصحراء البيضاء بالواحات البحرية والواحة الخارجة، والجبل الملحي الواقع في واحة سيوة، ومثلث حلايب وشلاتين على الحدود الجنوبية الواقعة بين مصر والسودان.
ويعمل الملح الصخري على تفتيت الطاقة السلبية في الجسم، التي تتكون من الأيونات السالبة، ما يساعد على الاسترخاء وتحقيق الهدوء النفسي والحدّ من التوتر.
وعن تجربتها، تقول نرمين هاني، محاسبة بشركة أوراق مالية: «أعاني كثيرا من ضغط العمل ومنذ أن نصحتني صديقتي بكهف الملح وتجربته وجدت أنها تجربة مميزة ساعدتني كثيرا على التخلص من التوتر وأعتبرها بديلا مناسبا وزهيدا مقابل جلسات العلاج بالمساج والعلاج الطبيعي». وتضيف: «أصبحت أصطحب ابنتي التي تعاني من أزمات سعال ولم تنجح العقاقير الطبية في علاجها، ومنذ أن داومت على زيارة كهف الملح، باتت تتنفس بشكل أفضل، بل تستمتع بوقتها باللهو بأدوات البحر ولكن بدلا من الرمال، فأنها تلهو بحبيبات الملح».
ويتم العلاج بالكهوف الملحية من خلال استنشاق جزيئات الملح التي تقوم بتنظيف المسالك التنفسية، فالملح معقّم ومضاد طبيعي للبكتيريا، ويمكن لأي شخص أن يخضع للعلاج الطبيعي، حتى الأطفال. ويتراوح ثمن الجلسة ما بين 50 إلى مائة جنيه، حسب الكهف وما يوفره من وسائل ترفيه.
تجربة زيارة كهف الملح ممتعة أيضا حيث يمكنك شراء عدد من المجسمات المصنوعة من الملح الصخري، التي يبرع بصنعها أهل سيوة والواحات البحرية، حيث تتنوع التصاميم الملحية داخل كهف الملح، من أباجورات على شكل أهرامات أو بلورات ملحية تضيء الحجرة إلى جانب الشموع الملحية.
ويلفت العجوري إلى أن هناك اختلافا كبيرا بين الملح الصخري وملح البحر، وإن كانت له الخصائص نفسها التي تساعد على الاسترخاء، قائلا: «قديما كانت الجدات والأمهات يقمن بنقع الأقدام في إناء به قليل من الماء وملح الطعام، إلا أنه الآن باتت صناعة ملح الطعام تحتوي على مواد كيميائية أثناء معالجته، وبالتالي لم يعد له تأثير ملموس كما كان قديما، بينما الملح الصخري آمن تماما حيث إنه مستخرج طبيعي مائة في المائة».
وتقول وفاء الإبراشي، اختصاصية العلاج الطبيعي، التي تقبل على الزيارة الدورية لكهوف الملح، إن للملح فوائد معروفة، وهو بالفعل يساعد على استرخاء عضلات الجسم والتخلص من التوتر، ويفيد في تحقيق التوازن وتنشيط الدورة الدموية، فهو مركب طبيعي وكل ما هو طبيعي له فوائد جمة على صحة الإنسان. وتشير إلى أنها زارت كهوف العين السخنة وشرم الشيخ وهي على أعلى مستوى، وتتمنى الإبراشي أن ينتشر الوعي بأهمية الكهوف الملحية في مصر وأن يتم الترويج لها على المستويين المحلي والدولي.