6 فرص لإحداث نقلة اقتصادية بين الرياض وواشنطن

خبير أميركي: المستثمرون الأجانب مهتمون بالسوق السعودية ومصير «جاستا» مجهول

6 فرص لإحداث نقلة اقتصادية بين الرياض وواشنطن
TT

6 فرص لإحداث نقلة اقتصادية بين الرياض وواشنطن

6 فرص لإحداث نقلة اقتصادية بين الرياض وواشنطن

أكد خبير اقتصادي أميركي، أن 6 فرص استثمارية تلوح في الأفق أمام المستثمرين الدوليين، ستحدث نقلة في العلاقات الاقتصادية بين الرياض وواشنطن، في مقدمتها الفرص التي أوجدها برنامج الصكوك والسندات الدولي الذي أطلقته السعودية أخيراً بقيمة تناهز 30 مليار دولار، في ظل فرص كبيرة تطرحها شركتا «أرامكو» و«سابك»، لتعزيز وتوطين القيمة الإضافية للمنتجات داخلياً، إضافة إلى فرص الاستثمار في مجالات الإسكان والصحة والتعليم والبنى التحتية.
وقال الخبير الاقتصادي الأميركي تود بوتشلز، وهو مدير السياسة الاقتصادية السابق في البيت الأبيض: «هناك فرص للمستثمرين الأجانب في السعودية أكبر مما كانت عليه منذ 10 أعوام، باستثناء سوق الأسهم (تداول)، على الأقل حالياً، حيث يعتبر غير جيد الآن، ولكن سيستعيد عافيته قريبا»، مشيرا إلى أن السوق الاستثمارية الحالية، تمثل سلسلة إمداد ضخمة خصوصاً فيما يتعلق بشركتي «أرامكو» و«سابك»، في ظل توجه سعودي لتوطين القيمة المضافة لمنتجاتها.
ويعتقد بوتشلز الذي كان يتحدث في لقاء صحافي نظمته «سدرا المالية» بالرياض أمس، أن الأسواق المالية السعودية لم تتأثر كثيرا بانخفاض أسعار البترول والنزاعات في دول مجاورة، مبينا أن التحرك نحو تحرير الاقتصاد ذكي وبعيد النظر، وأن فرص الاستثمار في الاقتصاد السعودي - خصوصاً خارج نطاق الطاقة - موجودة في الوقت الراهن، وعندما يتم التحول في الاقتصاد فإنه لن يرتبط كثيراً بأسعار الطاقة.
وأضاف أن مدناً ودولاً في العالم تمكنت من النمو الاقتصادي ولم تتأثر بانخفاض سعر الطاقة، ولم يرتبط فيها النمو الاقتصادي بتذبذب أسعار الطاقة، مؤكداً أن الاقتصاد السعودي متجه نحو رفاهية غير مرتبطة بأن يكون سعر البترول 80 أو مائة دولار للبرميل.
ورغم تراجع أسعار النفط، يعتقد بوتشلز أن أمام الاستثمار الأجنبي في السعودية 6 فرص استثمارية كبيرة للمستثمرين الدوليين، في مقدمتها الصكوك والسندات، التي تنوي جهات سعودية مهمة إصدارها ومنها «أرامكو»، وبذلك ستوفر فرصة كبيرة للاستثمار مضمون الربحية بقيمة تتجاوز 30 مليار دولار.
وعن تقييمه للعلاقة الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة، بالنظر إلى مخرجات زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لواشنطن أخيراً، قال بوتشلز: «لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، أثمر نتائج إيجابية مهمة، وعلى الصعيد الاقتصادي تحديدا... فقد أثمر عن صفقات بمبلغ ملياري دولار».
ولفت إلى أن الرئيس ترمب صانع صفقات في أي مقابلة له مع قادة أجانب، ولكن هناك علاقات متميزة بين الرياض وواشنطن، إذ إن هناك مشتركات مهمة وكثيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي بين الجانبين، فالسعودية تحاول تنويع اقتصادها وعدم الاعتماد على النفط فقط، في الوقت الذي ترى فيه إدارة ترمب فرصة في ذلك لا بد من اغتنامها واستثمارها، نظراً لإمكاناتها في مجالات البنى التحتية والهندسة.
وفيما يتعلق بمستقبل مشروع قانون «جاستا» وتأثيره على الاستثمارات السعودية في أميركا، ذكر بوتشلز أن الكونغرس وافق في عهد أوباما بأغلبية على هذا القانون، وفي عهد ترمب من الصعب تحديد هل سيتجه - ويستخدم قدرته وإمكاناته كرئيس - لإيقاف هذا القانون أم لا.
وعن ردة فعل المستثمرين السعوديين بقبول «جاستا» من عدمه، أوضح بوتشلز، أنه تحدث إلى عدد كبير منهم، وقال: «هناك احتمال لتطبيق قانون جاستا مع إجراءات أمنية صارمة في المطارات، وهو ما يؤدي لإثارة مخاوف المستثمرين للمجيء إلى الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي يؤدي إلى آثار سلبية وتقليل خطط الاستثمار لدى المستثمرين الخليجيين في أميركا»، لافتاً إلى أن إدارة ترمب تشجع الاستثمار مقارنة بإدارة أوباما.
وتطرق إلى أن كثيرا من المستثمرين الذين قابلهم أبدوا إعجابهم بالسياسية الخارجية لترمب، نظرا لموقفها من إيران وبرنامجها النووي بخلاف السياسة الخارجية في عهد أوباما، منوها إلى أن المستثمرين يعتقدون أن سياسة أوباما «كانت ساذجة إلى حد كبير».



كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)
أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)
TT

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)
أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)

تتسابق كندا لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم، مع ارتفاع أسعار المعدن المشعّ، استجابةً للطلب المتزايد على الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات والتوترات الجيوسياسية التي تهدد الإمدادات، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وقد توقعت شركة «كاميكو»، أكبر منتج في البلاد، أن يقفز إنتاج اليورانيوم بمقدار الثلث تقريباً في عام 2024 إلى 37 مليون رطل في منجميها بقلب صناعة اليورانيوم في البلاد، شمال ساسكاتشوان.

ووفقاً لبنك الاستثمار «آر بي سي كابيتال ماركتس»، فإن المناجم والتوسعات الجديدة التي تخطط لها الشركة، وكذلك مناجم «دينيسون»، و«أورانو كندا»، و«بالادين إنرجي» و«نيكسجين إنرجي» في المنطقة نفسها، يمكن أن تضاعف الإنتاج المحلي بحلول عام 2035.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية في كندا، جوناثان ويلكينسون، إن الاستثمار في سوق اليورانيوم في البلاد بلغ أعلى مستوى له منذ 20 عاماً، مع ارتفاع الإنفاق على التنقيب وتقييم الرواسب «بنسبة 90 في المائة ليصل إلى 232 مليون دولار كندي (160 مليون دولار أميركي) في عام 2022، و26 في المائة إضافية في عام 2023، ليصل إلى 300 مليون دولار كندي».

أضاف: «لا تقوم كندا باستخراج ما يكفي من اليورانيوم لتزويد مفاعلاتنا المحلية بالوقود فحسب، بل نحن أيضاً الدولة الوحيدة في مجموعة الدول السبع التي يمكنها تزويد اليورانيوم، لتزويد مفاعلات حلفائنا بالوقود. وتصدّر كندا كل عام أكثر من 80 في المائة من إنتاجنا من اليورانيوم، مما يجعلنا دولة رائدة عالمياً في هذه السوق».

أسعار اليورانيوم

تتسابق هذه الصناعة للاستفادة من الارتفاع الكبير في أسعار اليورانيوم التي ارتفعت فوق 100 دولار للرطل في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، وهو مستوى لم نشهده منذ عام 2008. وعلى الرغم من انخفاضها منذ ذلك الحين إلى 73 دولاراً للرطل، فإنه لا يزال أعلى بكثير من المتوسط الذي يقل عن 50 دولاراً سنوياً على مدار العقد الماضي.

ويمثل هذا التوسع تحولاً في صناعة اليورانيوم في كندا، التي كانت أكبر منتج للمعدن في العالم (المكون الرئيسي للوقود النووي) حتى عام 2008، لكنها تقلَّصت عندما انخفضت الأسعار في أعقاب كارثة «فوكوشيما» في اليابان عام 2010 التي دمَّرت الصناعة النووية في الغرب، وفق الصحيفة البريطانية.

وضع كازاخستان

وقد ساعد الانكماش شركة «كازاتومبروم»، وهي شركة كازاخستانية مملوكة للدولة، على تعزيز مكانتها كأكبر منتج في العالم. وبحلول عام 2022، أنتجت كازاخستان 43 في المائة من إجمالي اليورانيوم المستخرج (وهي الحصة الأكبر على مستوى العالم)، وجاءت كندا في المرتبة الثانية بنسبة 15 في المائة، تليها ناميبيا بنسبة 11 في المائة، وفقاً لـ«الرابطة النووية العالمية».

لكن الزخم قد يتحوّل لصالح كندا؛ حيث من المتوقَّع أن يرتفع الطلب على اليورانيوم بعد تعهُّد 31 دولة بمضاعفة نشر الطاقة النووية 3 مرات، بحلول عام 2050، لمعالجة تغيُّر المناخ.

وتتجه شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل «أمازون» و«غوغل» و«ميتا»، أيضاً إلى الطاقة النووية لتشغيل مراكز البيانات المتعطشة للطاقة، لأن الوقود لا ينتج غازات الدفيئة.

وتُقدِّر شركة «نكست جين»، التي تعمل على تطوير منجم «روك 1» في حوض أثاباسكا شمال ساسكاتشوان، أنها يمكن أن تفوق إنتاج كازاخستان في غضون السنوات الـ5 المقبلة، مما يعزز أمن الطاقة للصناعة النووية في الغرب.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «نكست جين»، لي كوريير: «مشروعنا لديه القدرة على رفع كندا مرة أخرى إلى الصدارة، المنتج الأول لليورانيوم في العالم».

وأضاف أن شركات مرافق الطاقة في الولايات المتحدة تصطف لشراء اليورانيوم من مشروع «روك 1»، الذي هو في المراحل النهائية من التصاريح، ويمكن أن يبدأ البناء في منتصف عام 2025، إذا تم تأمين الموافقات والتمويل.

وتتوقع شركة «نكست جين» أن يكلف المنجم 1.6 مليار دولار أميركي، ويُنتِج 30 مليون رطل من اليورانيوم سنوياً عند الإنتاج الكامل، أي ما يقرب من خُمس الإنتاج العالمي الحالي.

وفي الوقت نفسه، تقوم شركة «دينيسون» بتطوير مشروع «ويلر ريفر»، كما تقوم شركة «بالادين للطاقة» بتطوير بحيرة باترسون، وكلاهما في ساسكاتشوان، ويمكنهما معاً إنتاج ما يصل إلى 18 مليون رطل من اليورانيوم سنوياً.

وتدرس شركة «كاميكو» زيادة الإنتاج في مشروع «ماك آرثر ريفر» بأكثر من الثلث ليصل إلى 25 مليون رطل سنوياً.

وقال غرانت إسحاق، المدير المالي لشركة «كاميكو»: «لم نشهد رياحاً خلفية كهذه من قبل. ليس هناك شك في أن هناك طلباً متزايداً على اليورانيوم».

وقال محللون في بنك «بي إم أو كابيتال ماركتس» الاستثماري إن الاهتمام التكنولوجي الكبير بالطاقة النووية «يفتح الأبواب أمام مجموعة كبيرة من الاستثمارات الخاصة، بالإضافة إلى السياسات الحكومية الإيجابية المتزايدة»، ويمثل «عودة الاهتمام باليورانيوم».

وأشاروا في مذكرة صدرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى أنه «يبدو أن الحديث قد تجاوز مرحلة كسب الدعم الحكومي والعام الحاسم إلى مرحلة التمويل».

وعلى الرغم من أن منتجي اليورانيوم في أستراليا والولايات المتحدة وعدد من البلدان الأخرى يخططون أيضاً لتوسعات مناجم اليورانيوم، فإنها على نطاق أصغر بكثير من تلك الموجودة في كندا وكازاخستان.

وفي الوقت نفسه، اصطدمت قدرة كازاخستان على التوسُّع أكثر استجابةً للطلب المتزايد بعدد من العقبات؛ فقد شهدت شركة «كازاتومبروم»، التي تمثل 23 في المائة من الإنتاج العالمي، تعثُّر قدرتها على زيادة الإنتاج، العام الماضي، بسبب نقص حامض الكبريتيك الذي يُستخدَم في عمليات التعدين بالغسل.

كما جعلت التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022 من الصعب على الشركة إمداد الدول الغربية.

وفي أغسطس (آب)، حظرت الولايات المتحدة واردات اليورانيوم الروسي كجزء من جهودها لأمن الطاقة، على الرغم من وجود إعفاءات حتى عام 2027 لبعض العقود التي تُعتبر حيوية. وردَّت موسكو بفرض قيود مماثلة على تصدير اليورانيوم إلى الولايات المتحدة.

وتعتبر الصين أكبر مشترٍ لليورانيوم الكازاخستاني، وقد اشترت في 17 ديسمبر (كانون الأول) حصصاً في بعض الرواسب التي طورتها «كازاتومبروم» و«روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية.

وقال رئيس مجموعة الأبحاث «يو إكس سي»، جوناثان هينز، إن «تسارع اتجاه معظم اليورانيوم الكازاخستاني المتجه شرقاً، والصين على وجه الخصوص، قد يكون بمثابة جرس إنذار لشركات المرافق الغربية».

وقال إسحاق من «كاميكو» التي تمتلك 40 في المائة من «إنكاي» إن سوق اليورانيوم العالمية تعاني حقاً من انقسام لم يكن موجوداً من قبل. وقال إسحاق إن الحرب في أوكرانيا دفعت بعض شركات المرافق الغربية إلى التحول عن الإمدادات المرتبطة بروسيا، بينما كانت شركات أخرى تنتظر لمعرفة مدى تقدُّم الصراع قبل اتخاذ القرارات النهائية.

ويعني هذا التأخير أن شركة «كاميكو» لم تتخذ بعد قراراً استثمارياً نهائياً بشأن أحدث توسعاتها المقترحة في موقع «ماك آرثر ريفر» بساسكاتشوان.

وقال: «هذه ليست سوقاً من نوع (قم بالبناء وسيأتون)»، مضيفاً أن التأخير أدى فقط إلى زيادة الطلب وزيادة خطر حدوث أزمة في العرض وارتفاع الأسعار في السنوات اللاحقة.