مجسات لرصد تعبيرات الوجه في نظم الواقع الافتراضي

شعر تيج تيدي، رئيس شركة «مايندميز» الناشئة بإثارة كبيرة إزاء الحشوة الملاصقة لوجهه الموجودة داخل جهاز يوضع على الرأس يرتبط بنظام للواقع الافتراضي كان يرتديه أثناء جلوسه على مكتبه.
وبدت الحشوة طبيعية تماماً على نحو يشبه ما يوجد داخل الكثير من الأجهزة التي يجري ارتداؤها على الرأس، لكن يبقى عنصر واحد مميز في هذا الجهاز الذي ابتكره وهو أنه «مزود بأقطاب كهربائية بإمكانها التقاط إشارات كهربائية على صلة بحركات عضلات الوجه، بالإضافة إلى أنها مرتبطة بكومبيوتر يتولى برنامج داخله تحليل هذه الإشارات لإعادة إنتاج تعبيرات الوجه على الصورة الموجودة على شاشة الكومبيوتر».
* إضفاء التعبيرات
يطلق على هذا الجهاز الناقل لحركات عضلات الوجه اسم «ماسك» (أو القناع)، ويعتبره تيدي وسيلة لنقل التعبيرات الطبيعية والابتسامات وصور رفع الحواجب إلى الشخصيات الافتراضية دون إضافة حجم كبير إلى الأجهزة التي يجري ارتداؤها على الرأس. وأعرب تيدي في حديث لمجلة «تيك ريفيو» عن اعتقاده بأنه من خلال تيسير مسألة تعبير المستخدمين عن مشاعرهم - والتفاعل مع بعضهم البعض - في عالم الواقع الافتراضي، يمكن تشجيع مزيد من الأفراد على تجريب مثل هذه الأجهزة وتعزيز مستوى كفاءتها.
وعن ذلك، قال: «السبيل الوحيد نحو تحقيق ذلك يكمن في إضافة مزيد من المشاعر على الألعاب؛ ذلك أن المشاعر هي من تجعل منا بشراً، أليس كذلك؟ تلك الإشارات غير الشفهية».
في الوقت الحاضر، لا تزال أجهزة «الواقع الافتراضي المعزز» التي يجري ارتداؤها على الرأس تواجه صعوبات في بيعها لغالبية العملاء لأسباب كثيرة، منها أن أسلوب ارتدائها يثير الضيق، ولا يتوافر لها الكثير من التطبيقات العملية الواضحة، ومن الممكن أن تثير لدى المرء شعوراً بالعزلة.
من جانبها، تعرض بالفعل شركة «مايندميز»، التي تتخذ من سويسرا مقراً لها ونجحت في جمع 100 مليون دولار، معدات ترتبط بالواقع الافتراضي تجمع بين سمات متنوعة، مثل الألعاب، وتتبع الحركة، ومراقبة الإشارات الصادرة عن المخ بهدف المعاونة في إعادة تأهيل ضحايا السكتات الدماغية. وبالفعل، يجري استغلال هذه المعدات في الكثير من المستشفيات عبر مختلف أرجاء أوروبا.
* محاكاة الوجه والصوت
ويأتي «ماسك» ليبني على هذه الابتكارات التي طرحتها الشركة بالفعل، حسبما أوضح تيدي. حالياً، باستطاعة «ماسك» التعرف على 10 تعبيرات مختلفة بالوجه، منها غض الطرف والابتسام، والابتسام بتكلف، والتجهم ورفع الحواجب. وعند إضافة ميكروفون إليه، يصبح باستطاعة الجهاز أيضاً محاكاة صوت من يرتديه.
ويتوقع تيدي أن يصبح هذا الجهاز متاحاً للمستهلكين في وقت لاحق من هذا العام، إما كمنتج صادر عن «مايندميز» ذاتها أو من واحدة من الشركات المصنعة لأجهزة الرأس.
وأضاف: «من جانبي، شاهدت أحد أعضاء (مايندميز) يجري نموذجاً أولياً للجهاز، وبدا أنه يعمل على نحو جيد للغاية». من خلال جهاز رأس طراز «أو إس في آر OSVR» مزود بالتقنية الجديدة التي ابتكرتها «مايندميز» (MindMaze)، تمكن العضو من إظهار مجموعة متنوعة من التعبيرات على وجهه نجحت شخصية كارتونية تظهر على شاشة الكومبيوتر من محاكاتها بالفعل، إلا أن محاكاة الصوت لم تبد أفضل حالاً بكثير عن حركات «الحديث» الأساسية التي سبق معاينتها لدى شخصيات افتراضية.
ولم تكن هناك حاجة لتعديل جهاز الرأس كي يمكن تجريبه، لكن ظلت هناك مشكلات فيما يتعلق بقدرة الجهاز على التعرف على بعض تعبيرات الوجه التي يظهرها المستخدم. وشرح تيدي وفريق العمل المعاون له أن هذا ربما يكون بسبب تداخل بعض الشعرات مع أحد الأقطاب الكهربائية.
وقال تيدي: «كما أن الابتكار الجديد لا يزال غير عملي وفوضوي بعض الشيء، ذلك أنه جرى توصيله ببعض الأسلاك والإلكترونيات، إضافة لكومبيوتر، كما جرى توصيل قطب كهربائي مغطى بطبقة من الجل بشحمتي الأذن لدي».
والأقطاب الكهربية الخاصة بالأذن يمكن استبدالها بأخرى جافة ودمجها داخل سماعات الأذن المتصلة بجهاز الرأس، بجانب إمكانية تقليص حجم الإلكترونيات. ومع ذلك، تظل الحقيقة أن هذا الابتكار الجديد سيضيف المزيد إلى حجم أجهزة الرأس التي تواجه بالفعل انتقادات بسبب ضخامة حجمها، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت إضافة تعابير انفعالية من الممكن أن يتفوق في مزاياه على هذه النقاط السلبية.