فيلم جديد لمايكل أبتد حول عملية إرهابية قيد التنفيذ

تعرض صالات السينما بدءاً من الأسبوع الأول من الشهر المقبل فيلماً جديداً للمخرج المتمرّس مايكل أبتد بعنوان «غير مقفل» (Unlocked). وهو الفيلم الأول له منذ خمس سنوات عندما أخرج عملاً من بطولة جيرارد بتلر وإليزابث شو بعنوان «مطاردة منفردين» (Chasing Mavericks).
في الواقع أكمل أبتد إخراج ذلك الفيلم (2012) بعدما اضطر مخرجه الراحل كيرتس هانسن (المعروف بفيلميه «نهر متوحش» مع ميريل ستريب و«سري لوس أنجليس/Confidential L‪.A ‬») إلى التوقف عن العمل بسبب توعك صحته.
لكن الفيلم الجديد، «غير مقفل»، الذي يقود بطولته كل من أورلاندو بلوم ونوومي راباس وجون مالكوفيتش ويشترك في تمثيله أربعة ممثلين عرب؛ هم مكرم خوري وأيمن حمدوشي ومحمد علي ورامي نصر، لن يرى نور العرض في الولايات المتحدة قبل أسابيع معدودة من نهاية السنة. هذا إما عائد إلى أنه لا ينتظر منه نجاحاً كبيراً، أو أن القائمين على إنتاجه يرون أنه أهل بموسم الجوائز المقبل.
موضوعه يدور حول عملية إرهابية يتم التخطيط لها لكي تُنفذ في لندن ويتصدى لها عملاء حكوميون أميركيون وبريطانيون، ساعين للكشف عن تفاصيلها قبل وقوعها. ما يجعلها، والفيلم إلى حد، مختلفة هي أن المنفذين ينوون إطلاق قنبلة جرثومية.
* حياة على مراحل
مايكل أبتد، الذي ولد في مدينة أليسبوري في بريطانيا سنة 1941، هو واحد من السينمائيين الذين تجاوزوا خط التجاهل التام من دون أن يتمكّن من الحفاظ على قمة الشهرة. من رعيل أنجز نجاحات جيدة طوال عقدين ماضيين (السبعينات والثمانينات)، ثم تباعدت هذه الإنجازات في التسعينات ثم أخذت تضمحل تدريجياً فيما بعد.
تاريخه حافل (41 فيلماً) وتجربته تستحق اهتماماً أعلى مما نالته وعمله رصد، في أفضل أفلامه، حالات البشر في المحنة، وحافظت، في تلك العادية منها، على مستوى تنفيذي رصين وجيد.
درس مايكل أبتد في البداية القانون والتاريخ في جامعة كمبردج، إنجلترا. لكنه عندما اختار العمل بدأ كاتباً لمشاريع تلفزيونية سنة 1963. في عام 1964 عمل مساعداً لمخرج تلفزيوني كندي اسمه بول ألموند على مشروع فيلم تسجيلي للتلفزيون بعنوان «Seven Up» الذي عمد إلى تصوير حياة 14 ولداً في سن السابعة. بعد ذلك قام أبتد بالعودة إلى هؤلاء الأولاد بعد سبع سنوات ثم كل سبع سنوات بعد ذلك، مما شكل حتى الآن ثمانية أفلام تتابع مراحل نمو وحاضر كل فترة زمنية في الأعوام 1964 و1970 و1977 و1984 و1991 و1998 و2005 و2012.
إذن، من مساعد مخرج في مطلع الفترة التلفزيونية إلى الإخراج من عام 1967 لمسرحيات تلفزيونية وبرامج تسجيلية وحلقات وأفلام روائية منجزاً حضوراً كبيراً طوال تلك الفترة وإلى اليوم.
لجانب تلك السلسلة التسجيلية، أخرج أبتد حلقات روائية من السلسلة البريطانية الشهيرة «كورنايشن ستريت»، بالغة النجاح (ما زالت معروضة على نظامها الإنتاجي ذاته من 1960) تدور حول شخصيات متعاقبة في مراتب اجتماعية شعبية في الأساس وتعكس، طوال تلك السنوات من حياة المسلسل، تعاقب أجيال مختلفة في مشكلات عاطفية واجتماعية متعددة. من بين أعماله التلفزيونية الأخرى «Haunted» (‬«مسكون»، 1967) و«Dustbinmen» («الزبالون»، 1969) و«Play for Today» («مسرحية اليوم»، 1972). هذا المسلسل الأخير استمر حتى عام 1977 وشمل تقديم عدد كبير من المسرحيات على شاشة «BBC» البريطانية التي انتقل إليها من بعد عمله في محطة «ITV» المنافسة.
خلال ذلك نقل أبتد خبرته الممتزجة بين الدراما والتسجيلي إلى السينما وحافظ عليها، فأنجز أفلاماً تسجيلية وأفلاماً روائية. أول أعماله السينمائية كان روائياً بعنوان «The Triple Echo» («الصدى الثلاثي»، 1972) الذي وجد ردود فعل إيجابية مهدت له البقاء في العمل السينمائي منذ حينها، ولو أنه لم يتخلَّ كذلك عن تحقيق برامج وأفلام تلفزيونية كلما سنحت الفرصة.
لكن فيلمي أبتد التاليين، «ستاردست» (Stardust) و«البوليس» (The Squeeze) مرّا كعملين عاديين. في عام 1979 قام بتحقيق أكبر أفلامه حينها وهو «أغاثا» (عن حقبة من حياة أغاثا كريستي) وبه دلف للسينما الأميركية على نطاق أكبر عبر سلسلة ناجحة على أكثر من مستوى كما في «ابنة عامل منجم الفحم» و«غوركي بارك» و«غوريلات في الضباب»، لكن ليس من دون سقطات خصوصاً في فترة الثمانينات من مسيرته.
في عام 2003 تم انتخابه رئيس «نقابة المخرجين في أميركا» بعدما كان نقل نشاطه إلى الولايات المتحدة. على ذلك، عاد للإخراج التلفزيوني سنة 2005 عبر مسلسل «Rome» (روما).
* التقاط التفاصيل
أظهر أبتد ميلاً نحو الأفلام التي تتناول المرأة كشخصية رئيسية، وهذا واضح في «أغاثا» و«ابنة عامل منجم الفحم» و«غوريلات في الضباب» و«قضية نوعية» و«طرفة عين» بين أخرى. هذه الأفلام لم تغفل عن تصوير المحيطين الاجتماعي والاقتصادي لبطلاته، سواء في «ابنة عامل منجم الفحم» في حياتها المرتبطة بأوضاع المنطقة الاقتصادية الصعبة، أو في «فعل ذو مستوى» (Class Action) الذي قدم فيه وضعاً معيشياً مرتفعاً. هذا الاهتمام يتجاوز بديهية الحدث ومكانه ليتعامل مع موجباته وآلياته.
أسلوب عمل أبتد مباشر في فهمه لما يقصد تصويره. الكاميرا بمثابة العين الملاحظة لشتى ما تلتقطه من تصرفات وأحداث، لكن دورها، كما المعالجة الكلية لأبتد، لا ينتميان، رغم ذلك، إلى الواقعية. إنه منطلق من حب التقاط التفاصيل الذي تأسس لديه من خلال خبرته التسجيلية، لكنه ملتزم بالمعالجة الدرامية التزاماً كاملاً، وهو الذي عاين أنواعاً متعددة من الدراما تشمل التشويق ودراما المحاكم وأفلام أكشن ودراميات اجتماعية وبيئية. النتائج الفنية تراوحت بين المعتدل والجيد، هذا التباين بين مستويات أفلامه يعود، في عدة مناسبات، إلى السيناريوهات المختلفة التي لم يكن من الممكن تلافي هبوطها إلا بعدم الإقدام على تنفيذها. أعماله ازدادت قيمة في التسعينات وما بعد، مستفيدة من باعه الطويل في العمل.
أول فيلم قام أبتد بإخراجه هو «The Triple Echo» («الصدى الثلاثي»، 1972). شركة «همدال» (Hemdale) التي كانت إحدى أنشط الشركات البريطانية نجاحاً في مطلع السبعينات، اختارت المخرج لتحويل آخر رواية نشرها المؤلف هربرت آرنست بايتس قبل وفاته. والحكاية دارت، ككثير من أعمال المؤلف، في رحى الحرب العالمية الثانية حول زوجة (غلنيدا جاكسون) تشرف وحدها على المزرعة في غياب زوجها المجند. ذات يوم (يبدأ الفيلم به) تستقبل هارباً من الجندية اسمه بارتون (برايان ديكون)، ولكي تخفيه تقترح عليه ارتداء ثياب نسائية. هذا التنكر يقود جندياً آخر (أوليڤر ريد) للوقوع في حبه/ حبها. لم يسع أبتد لخلق حالة كوميدية (ولا يوجد بين أفلامه إلا فيلمان كوميديان) بل اكتفى بمتابعة الظرف الذي نشأ عن هذه الخدعة التي تنكشف بعد حين.
فيلمه اللاحق «Stardust» (من بطولة المغني ديڤيد أسكس، 1974) نوع من البيوغرافيا المتخيلة لم يترك أثراً يُذكر، لكن فيلمه الثالث كان أنضج وأنجح. عنوانه «The Squeeze» (تعني «العصر» لكنها تعبير إنجليزي شائع لوصف البوليس) حققه سنة 1977 من بطولة ديڤيد همنغز والأميركيين ستايسي كيتش وستيفن بويد. بوليسي يتعامل مع حكاية فتاة شابّة تم اختطافها لتكون رهينة، بينما تدبّر العصابة أمر سرقة شاحنة مصرفية.
منحى المخرج التسجيلي يمكن ملاحظته هنا على كل الفيلم، خصوصاً في المشاهد المغلقة كالمشهد الذي يتم فيه التخطيط والاستعداد للعملية. توزيع الشخصيات وحركتها والتصوير غير المشروط بتقاليد كما مونتاج اللقطات داخل المشهد.
* شخصيات نسائية
رابع أفلام أبتد كان «أغاثا» (Agatha) الذي حول مرحلة من حياة المؤلّفة البوليسية الروائية الشهيرة. ففي عام 1926 اختفت الكاتبة البوليسية لأسباب ما زالت غامضة إلى اليوم قبل أن يُكتشف وجودها في فندق صغير تحت اسم مستعار. يومها قيل إن خلافها مع زوجها الذي أمّ علاقة عاطفية مع سكرتيرتها هو السبب. في الفيلم يتبرع السيناريو بتوفير مسببات وأحداث غير موثّقة.
ڤنيسا ردغراف كانت رائعة، كعادتها، في أي دور، لكن دستن هوفمن أقل من جيد في دور الصحافي الأميركي الذي يتحرّى عن مكان وجود كريستي. المشكلة نبعت من تدخل الممثل في السيناريو واستسلام المخرج لذلك تحت ضغط شركة «وورنر» المموّلة. هوفمن أراد الفوز بنصيب أكبر من الظهور، وكان له ذلك إنما على حساب الفيلم الذي قام بتصويره الإيطالي ڤيتوريو ستورارو.
في كل الأحوال، قاد هذا الفيلم مايكل أبتد لتصوير أول عمل له في الولايات المتحدة وهو «ابنة عامل منجم» سنة 1980 (لحساب يونفرسال). هذه المرة السيرة الغنائية ليست متخيلة بل مستمدة من الواقع: لوريتا لِن التي ولدت في مطلع الثلاثينات في بيئة اقتصادية جافّة كابنة عامل منجم ثم تحوّلت إلى واحدة من أكثر مغنيات نوع «كنتري أند وستر» نجاحاً. سيسي سبايسك تؤدي الدور وأبتد يؤمّن للفيلم محيطه الاجتماعي المعاش وأجواء الفترة والمكان جيداً، والأوسكار في السنة التالية كان من نصيب سبايسك عن دورها في هذا العمل.
من «أغاثا» و«ابنة عامل منجم» رعى المخرج بضعة أعمال من بطولة نسائية في محيط حاد البيئة. هو جيد في إدارة شخصياته النسائية كما في «Gorillas in the Mist» («غوريلات في الضباب» مع سيغورني ويڤر، 1988) و«Blink» («طرفة عين» مع مادلين ستاو، 1994). في دور امرأة عمياء تستعيد بعض بصرها وتشاهد شبح قاتل. هي الشاهدة الوحيدة والتحري (إيدن كوين) لا يأخذ أقوالها على محمل الجد، لكنه لاحقاً يدرك أنها باتت مهددة من قِبل القاتل. يرمي المخرج نظرة بانورامية لمدينة باردة الأوصال (شيكاغو) ليضم هذه النظرة إلى حسنات الفيلم الأخرى.
من ناحيته، نجد «غوريلات في الضباب» بحثاً في الموقف ذاته (عالمة تعيش بين الغوريلات الأفريقية) معالجاً بإدارة مكان وأحداث وشخصيات جيداً، ولو أن سيغورني ويڤر ستبقى محط الاهتمام الأول لجانب الوسائل التي استخدمها الفيلم لتصويرها وسط غوريلات متأقلمة معها (إلى ما قبل النهاية). لكن السيناريو لا يصرف وقتاً على منح المشاهد معلومات عن بطلته، علماً بأنها شخصية حقيقية.
يقف «غوريلات في الضباب» على مسافة قريبة من فيلم آخر لأبتد يتعامل والمرأة والغابة هو «Nell» («نل»، 1994). هنا حكاية فتاة (جودي فوستر) تم اكتشافها في بعض المجاهل المعزولة في إحدى الولايات تعني بها الباحثة باولا (ناتاشا رتشردسون) وتحاول نقلها من حياة همجية إلى أخرى مدنية.
ليس غريباً، وهذا الجزء من أعماله تناول المرأة في أوضاع الخطر، أن أحبّت الممثلة جنيفر لوبيز أن يتعاون معها في مشروع فيلم كتبه نيكولاس كازان، ابن المخرج الراحل إيليا كازان، تحت عنوان «Enough» («كفاية»، 2002) كونه يتحدّث عن امرأة تواجه خطر حدة طباع، ثم شرور، زوجها (بيلي كامبل). كعادته في مثل هذه الأفلام التشويقية، أم المخرج العمل بعدته الكاملة من إجادة تنفيذ المشاهد ومنح الحكاية عناصر الحدث الذي تتطلّبه.
«طرفة عين» و«كفاية»، ومن قبلهما «Firstborn» («مولود أول»، 1984) اجتمعت على معايشة البيت من خلال المرأة. فيها كشف أبتد عن عنايته بتشريح العلاقات بين الرجال والنساء وتخصيص المرأة بدور الضحية الماثلة تحت سطوة الرجل. في «مولود أول» تقع الأم المطلقة تيري غار في حب رجل يطمع في الاستيلاء على ثروتها الصغيرة ومنزلها ومن فيه (بيتر وَلر) ويقودها إلى الإدمان. الأمر يتوقف على ابنها الفتى (كريستوفر كولِت) لمواجهته وحماية أمّه.
* البحث عن عدالة
وهناك فيلمان مهمّان لا يتعاطيان مسائل نسوية حققهما أبتد في عام واحد (1992). هما «Thunderheart» و«Incident at Oglala».
في «ثندرهارت»، الذي قام روبرت دي نيرو بالمشاركة في إنتاجه، نجد ڤال كيلمر (الذي هو نصف شيروكي) يؤدي دور محقق هجر جذوره الهندية إلى أن يجد نفسه مطالباً بالتحقيق في جريمة قتل ضحيتها فرد من القبيلة التي ينتمي إليها (سيوكس). التحقيق نافذته صوب تاريخه وإدراكه بموقعه. لكن الفيلم فيه أكثر من هذا الخلط، إذ يتعامل مع الوضع المعيشي الصعب لسكان المناطق الممنوحة للقبائل وسط ظروف عيش مهملة.
أما «حادثة في أوغلالا» فهو تسجيلي عن المواطنين الأميركيين الأصليين، قام روبرت ردفورد بالتعليق على ما يرد فيه. وهو يتعامل مع حادثة فعلية وقعت سنة 1975 إثر خلاف بين محققين من «إف بي آي» وأفراد من قبيلة سيوكس نتج عنه مقتل اثنين من المحققين. هذا تبعه مسلسل طويل من التحقيقات والمحاكمات ادعت فيها السلطات على ثلاثة مواطنين، لكنها عمدت إلى إغفال حقائق عدّة؛ من بينها استفزاز المحققين للقبيلة وسقوط أحد أفرادها. ما ينجح أبتد في الكشف عنه هنا هو الوضع الاجتماعي المتأزم لشعب وجد نفسه، بفعل التجاهل، خارج التاريخ والحاضر.
إلى ذلك، شهدت مهنة أبتد نشاطاً في مجال الفيلم التسجيلي كما الحال في «Moving the Mountain» («تحريك الجبل»، 1992) و«Inspiration» («إلهامات»، 1997) و«Me & Isaac Newton» («أنا وإسحاق نيوتن»، 1999). كلها أفلام جيدة مثيرة في مواضيعها، ولو أن فيلمه التسجيلي الأسبق «Bring on the Night» («أحضر الليل»، 1985) يبرز كأكثرها ابتكاراً. ‬
هو فيلم ساحر حول المغني البريطاني ستينغ وفريقه الأفرو - أميركي تم تصويره في 9 أيام في باريس. في مطلعه لقطات متفرقة وسريعة لباريس ثم تتقدّم الكاميرا من باب فيلا وصولاً إلى ستينغ وفريقه يعزفون الأغنية التي في العنوان. يستمر الفيلم بهذا التنويع والسلاسة طوال وقته وأبتد يحسن التقاط جوانب العمل الفنية والتقنية كما السياسية، إذ يتحدث ستينغ عما يراه تفرقة عنصرية بين البوب الأبيض والجاز الأسود. يؤكد الفيلم موهبة ستينغ كأحد أبرز فناني عصره وموهبة المخرج أبتد في النوع التسجيلي. مقابلات وتصوير حي للتمارين وانتقالات سلسة بين المشاهد والشخصيات.
في سنة 1999 اختير أبتد لكي يخرج حلقة من مسلسل جيمس بوند وقام بالمهمّة على خير وجه في «The World is Not Enough»، وبذلك انتمى إلى حلقة المخرجين الذين حققوا أفلام بوند المعروفة. عاد أبتد للسينما الجاسوسية في «Enigma» وهو فيلم سابق لـ«لعبة المحاكاة» (The Intimate Game لمورتن تيلدَم، 2014) عن عالِم الحسابات الذي فك الشفرة النازية خلال الحرب العالمية الثانية وأفضل منه. نسخة أبتد تمزج الأحداث الواقعية بالتشويق على نحو كامل ومن دون اللجوء إلى مواضيع جانبية.
* أهم أفلام أبتد
أحضر الليل: تسجيلي موسيقي (1985)
ابنة عامل منجم الفحم: سيرة حياة (1980)
حديقة غوركي: تشويق بوليسي (1983)
حادثة عند أوغلالا: تسجيلي (1992)
ثندرهارت: تشويق (1992)
طرفة عين: تشويق بوليسي (1994)
العالم غير كافٍ: أكشن جيمس بوند (1999)