غارة أميركية تستهدف «القاعدة» في شبوة

طيران التحالف يدمر تعزيزات للانقلابيين في حجة وصعدة

قوات الجيش الوطني بعد استعادتها مناطق من الانقلابيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)
قوات الجيش الوطني بعد استعادتها مناطق من الانقلابيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)
TT

غارة أميركية تستهدف «القاعدة» في شبوة

قوات الجيش الوطني بعد استعادتها مناطق من الانقلابيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)
قوات الجيش الوطني بعد استعادتها مناطق من الانقلابيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)

قُتل خمسة من عناصر تنظيم «القاعدة» في هجوم لطائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، في جنوب اليمن. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في أجهزة الأمن اليمنية قوله، إن صاروخا استهدف سيارة تقل خمسة من عناصر القاعدة في بلدة السعيد في محافظة شبوة، ما أدى إلى قتلهم جميعا. كما قتل ثلاثة مدنيين هرعوا إلى السيارة المستهدفة في إطلاق صاروخ ثان، بحسب المصدر ذاته.
وكان مسؤول محلي قد قال في وقت سابق، إن ثلاثة من عناصر القاعدة كانوا في السيارة قتلوا، وأكد أن السيارة دُمرت بالكامل وتفحمت جثث من فيها.
وتكثفت الهجمات على المسلحين المتطرفين في اليمن، منذ تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة. وقتل في آخر هجومين في 19 أبريل (نيسان) الحالي خمسة من عناصر القاعدة.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية تنفيذ أكثر من 70 غارة جوية في اليمن منذ 28 فبراير (شباط) 2017. وتبدي واشنطن قلقها من ازدياد نفوذ «القاعدة» في اليمن، مستفيدة من الفوضى التي تشهدها البلاد جراء انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية عام 2014. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الشهر الماضي، إن إدارة ترمب منحت وزارة الدفاع الضوء الأخضر لتنفيذ غارات جوية أو عمليات كوماندوز في اليمن، من دون طلب موافقة مسبقة من البيت الأبيض.
من جهة أخرى، واصل طيران التحالف لدعم الشرعية في اليمن، تكثيف غاراته على جبهة ميدي بمحافظة حجة المحاذية للسعودية، واستهدف مواقع وتعزيزات عسكرية للميليشيات الانقلابية. وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة للقوات المسلحة اليمنية، في بيان على حسابه بموقع «فيسبوك»، إن «مقاتلات التحالف شنت مساء أول من أمس سبع غارات جوية، مما أدى لتدمير تعزيزات عسكرية كانت في طريقها للميليشيات في كل من وادي حيران ومزارع الجر جنوب مدينة ميدي. وكانت تلك التعزيزات متجهة إلى جبهتي حرض وميدي، وتضم منصة صواريخ كاتيوشا ومدفع هاوتزر في مزارع الخضراء شرق مدينة ميدي، وغارات أخرى استهدفت تجمعات للميليشيات الانقلابية».
وفي محافظة صعدة الواقعة شمال صنعاء، والمعقل الرئيسي للميليشيات الحوثية، نفذ طيران التحالف غارات جوية على تعزيزات للميليشيات في طريق البقع، أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من ستين عنصرا في صفوف الحوثيين. وقال مركز صعدة الإعلامي التابع المقاومة الشعبية في حسابه على موقع «فيسبوك»، إن الغارات أدت كذلك إلى تدمير عدد من الآليات والأسلحة «التي كانت في طريقها لتعزيز عناصر الميليشيات في البقع». وذكر المركز، أن قوات الجيش الوطني «سيطرت على جبال سلاطح شرق مدينة البقع بالكامل، إثر هجوم مباغت على مواقع الميليشيات في تلك الجبال». وأوضحت أن المعركة أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الميليشيات وفرار كثير منهم، في حين سيطر رجال الجيش على كميات من الأسلحة والذخائر.
يشار إلى أن محافظة صعدة المحاذية للحدود السعودية، شمال اليمن، تعد المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، وسبق أن خاضت فيها القوات الموالية للحكومة الشرعية معارك خلال الفترة الأخيرة تمكنت من خلالها السيطرة على عدة مناطق ومواقع.
من جهة أخرى، قضى سبعة جنود تابعين للجيش الوطني، وأصيب 15 آخرون، بانفجار عرضي بالعاصمة المؤقتة للبلاد عدن، أمس، حسبما أفاد مسؤولون أمنيون، وفي القطاع الصحي بالمدينة. ووقع الانفجار خلال تحميل شاحنة عسكرية بشحنة ألغام في معسكر جبل حديد بوسط المدينة.
ويضم المعسكر مستودع أسلحة داخل أنفاق في الجبل المسمى جبل حديد. وأشار مسؤول أمني إلى مقتل سبعة جنود وإصابة 15 آخرين، الأمر الذي أكده مصدر طبي في المدينة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».