كيف تزيد من طولك؟

هل يمكن للإنسان أن يزيد من طوله فعليا؟ (يوتيوب)
هل يمكن للإنسان أن يزيد من طوله فعليا؟ (يوتيوب)
TT

كيف تزيد من طولك؟

هل يمكن للإنسان أن يزيد من طوله فعليا؟ (يوتيوب)
هل يمكن للإنسان أن يزيد من طوله فعليا؟ (يوتيوب)

يحاول كثير من الناس أن يزيدوا من طولهم عبر طرق كثيرة. رغم أن طول القامة أو قصر القامة من العوامل التي تحددها جينات الإنسان، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يُمكنها أن تزيد طولك ولو لبضعة سنتيمترات بسيطة. لكن في البداية، يجب أن تتقبل نفسك كما هي، وتدرك أن طول قامتك ليس ما يحدد هويتك، على العكس؛ فقصر القامة يكون مفيدا في بعض الأحيان، حيث يُضفى عليك مسحة طفولية ويعطيك عمرا أقل من عمرك في أغلب الأحيان.
ولكن ما مراحل النمو، وهل يمكن أن يستمر بعد سن البلوغ؟
إن الطول الذي نولد به، وهو على الأغلب 50 سم تقريبا يتغير خلال السنة الأولى إلى نحو 75، أي هنالك فرق 25 سنتيمترا. ومن ثم يزداد الطول كل سنة حتى سن الخمس سنوات، وقد أكد العلماء على أن معظم الطول نكسبه خلال السنوات الخمس الأولى من عمرنا.
بعد الخمس سنوات يتواصل النمو، ولكن بشكل أبطأ، أي ما بين 5 و7 سنتيمترات في السنة لغاية عمر العاشرة تقريبا. بعد هذه المرحلة ندخل مرحلة البلوغ. فعند الإناث، يتوقف النمو بعد الحيض. أما الذكور، فبعد سنة من البلوغ تأتي ما تسمى «هبَة النمو»، أي يزداد الطول فجأة بين 20 إلى و25 سنتيمترا خلال وقت قصير جدا. فقد يكون النمو اكتمل بنحو 99 في المائة، وتبقى النسبة المتبقية لغاية عمر الثامنة عشرة إلى العشرين.
فهنالك عاملان رئيسيان يؤثران على النمو؛ الأول الوراثة، فإذا كان الأبوان قصيران، فهنالك احتمال كبير لأن يكون المولود قصيرا، والعكس بالعكس. الثاني نمط العيش الذي ينمو فيه الشخص؛ فالتغذية الجيدة، مثلا، والرياضة، تلعبان دورا في هذا الموضوع.
فالمجتمعات التي تتغذى بشكل صحي غني بالكالسيوم والفيتامينات تكون أكثر طولا من المجتمعات التي تعاني من المجاعات، الذين غالبا ما يكونون قصار القامة بسبب سوء التغذية.
فمن أراد أن يزيد من طوله، فعليه بالتغذية الجيدة المليئة بالبروتين والكالسيوم والأسماك... وغيرها.
كما أن السباحة هي الرياضة الوحيدة التي تساعد الأشخاص على النمو بشكل سليم. وإن من أهم الأغذية التي ستزيد النمو بشكل طبيعي فيتامين «د»، فهو من الفيتامينات الأساسية لزيادة الطول ويعمل على امتصاص الكالسيوم ونمو العظام.
ويوجد هذا الفيتامين في السمك والبيض والقمح ولبن الصويا واللوز وفول الصويا.
أما البروتينات، الموجودة في العدس والدجاج والسلمون والتونا واللبن والشوفان وغيرها، فتقوم بإصلاح الأنسجة المصابة بالجسم، وأيضا فيتامين «أ» والكالسيوم والمعادن.

* تجنب مثبطات النمو

يوجد كثير من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على نمو الجسم، بخاصة في فترة الطفولة والمراهقة، فهذه أكثر فترة ينمو فيها الجسم، لذلك الإقبال على بعض العوامل كالتدخين وتعاطي المخدرات أو حتى المنشطات الرياضية، من شأنه أن يؤثر على نمو الجسم ويثبط نمو العظام بشكل خاص. هذا بالإضافة لسوء التغذية وعدم الحصول على قسط كاف من النوم. كل هذه العوامل أو أغلبها للأسف تلازم معظم المراهقين، فإن كنت ترغب في الوصول لأقصى طول ممكن لك، فعلى الأقل حاول إذن تجنب كل هذه العوامل قدر الإمكان.

* احرص على تقوية جهازك المناعي

العدوى المستمرة حتى ولو بأمراض بسيطة تسبب تأخير النمو بشكل ملحوظ بخاصة بين الأطفال، لأنها تستهلك طاقة الجسم في محاربة المرض والتخلص منه بدلا من تركيزها على نموه.
لذلك، احرص قدر الإمكان على تجنب أي عدوى والحفاظ على جهازك المناعي قويا بما يكفي للقضاء على المرض قبل دخوله للجسم. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «ج» مثل الحمضيات والأفوكادو والفريز... وغيرها، لأن فيتامين «ج» من أكثر الأشياء التي تقوي جهاز المناعة.



إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
TT

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)

الشكل الإنساني بالسترة الحمراء والبنطال الرمادي، يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها ويمنحها أنفاس الحياة. رسمُ الفنان الأميركي أندرو سكوت ظاهرُه فكرةٌ واحدة، وفي عمقه ولّادٌ وغزير. بطلُه بشريٌ يُطلق سراح المحبوس ويُجرّده من سجّانه؛ وهو هنا إطار اللوحة. ذلك القادر على ضبطها والتحكُّم بمساحتها، ثم إحالتها على قدرها: معانقة الجدار. التحريك الطارئ على المشهد، يُعيد صياغته بمَنْحه تعريفاً جديداً. الحركة والفعل يتلازمان في فنّ أندرو سكوت، على شكل تحوّلات فيزيائية تمسّ بالمادة أو «تعبث» بها لتُطلقها في فضاء أوسع.

صبيُّ الفنان يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها (أندرو سكوت)

في ثلاثينه (مواليد 1991)، يمتاز أندرو سكوت بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار، ومَيْله إلى تفضيل الوسيط المُحطَّم، مثل الزجاج، وما يطمُس الخطّ الفاصل بين الموضوع وحدوده، فإذا بالإطار المكسور يستميل الناظر إليه ويوقظ سؤال الـ«لماذا»؛ جرَّار الأسئلة الأخرى.

تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك... يعود إلى «سنّ مبكرة من حياتي حين شغفني الفنّ وكوَّنتُ ذكريات أولى عن الإبداع بحبسي نفسي في غرفتي بعد المدرسة للرسم لساعات». شكَّلت عزلته الإبداعية «لحظات هروب من العالم»، فيُكمل: «بصفتي شخصاً عانيتُ القلق المتواصل، بدا الفنّ منفذاً وتجربة تأمّلية».

يمتاز بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار (أندرو سكوت)

لكنَّ الإنجاز الفنّي لم يكن دائماً جزءاً من حياته: «في سنّ الـ13 تقريباً، تضاءل شغفي بالرسم. هجرتُ قلمي حتى سنّ الـ28. طريقي إلى الفنّ طويلة ومتعرّجة. لـ10 سنوات عملتُ في كتابة الإعلانات، وخضتُ تجربة زواج فاشل. أدمنتُ المُخدِّر وواجهتُ تحدّيات أخرى. بُعدي عن الفنّ لـ15 عاماً، شكَّل أسلوبي».

تسلَّل عدم الرضا لتعمُّق المسافة بينه وبين الرسم: «شعرتُ بحكَّة إبداعية، ولم أكن متأكداً من كيفية حكِّها! التبس السبب وراء عجزي عن العودة إلى الرسم. تفشَّى الوباء وفقدتُ وظيفتي، لأقرر، هنا فقط، إحياء شغفي بالإبداع».

شخصيته أقرب إلى الانطوائية، باعترافه، ويفضِّل عدم الخوض في مسارات حياته، وإنْ لمحاولة التعمُّق في قراءة فنّه. ذلك يُفسّر تطلُّعَه إلى شهرته في مواقع التواصل، بأنها «أقرب إلى الشرّ الضروري منه إلى المتعة». فتلك المساحة المُضاءة تُشعره بأنه «فنان بدوام كامل»؛ يُشارك أعماله مع العالم. لكنَّ متعة هذا النشاط ضئيلة.

وماذا عن ذلك الصبي الذي يتراءى حزيناً، رغم ارتكابه فعلاً «حراً» بإخراج الإطار من وظيفته؟ نسأله: مَن هو صبيّك؟ فيجيب: «أمضيتُ فترات من الأحزان والوحدة. لم يحدُث ذلك لسبب. على العكس، أحاطني منزل العائلة بالأمان والدفء. إنها طبيعتي على الأرجح، ميَّالة إلى الكآبة الوجودية. أرسم الطفل ليقيني بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا جميعاً. جوابي على (مَن هو صبيُّك؟) يتغيَّر. على الأرجح إنه بعضي».

رغم سطوع الحزن، يتلألأ الأمل ويعمُّ في كل مرة يُكسَر الإطار لتخرج منه فكرة مضيئة. يؤيّد أندرو سكوت هذه النظرة. فالأُطر المكسورة تُشبه مرايا حياته. لسنوات ارتمى في الفخّ، ثم تحرَّر: فخّ العادة السيئة، الكسل، التأجيل، العجز، والتخبُّط. كسرُه الإطار إعلانٌ لحرّيته.

لعلَّ إعلان الحرّية هذا يشكّل إيماناً بالنهايات السعيدة ويجترح مَخرجاً من خلال الفنّ. فأندرو سكوت يفضِّل فناً على هيئة إنسانية، لا يركُن إلى الأفراح حسراً، لاستحالة ثبات الحالة النفسية والظرف الخارجي على الوضع المُبهج. يقول: «أحب تصوير الحالة الإنسانية، بنهاياتها الحلوة والمريرة. ليست كل الأشياء سعيدة، وليست أيضاً حزينة. أمام واقعَي الحزن والسعادة، يعكُس فنّي النضال والأمل».

وتُفسِّر فتنتُه بالتحوّلات البصرية ضمن الحبكة، إخراجَ الإطار من دوره الكلاسيكي. فالتفاعل مع الأُطر من منطلق إخضاعها للتحوّل البصري النهائي ضمن حبكة الموضوع، ولَّده «بشكل طبيعي» التفكير بمعرضه الفردي. يقول: «لطالما فتنتني المنعطفات البصرية في الحبكة. لم يتأثر أسلوبي بفنانين آخرين. أمضيتُ معظم حياتي خارج عالم الفنّ، ولم أكُن على دراية بعدد من فناني اليوم المعاصرين. بالطبع، اكتشفتُ منذ ذلك الحين فنانين يتّبعون طرقاً مماثلة. يحلو لي التصديق بأنني في طليعة مُبتكري هذا الأسلوب».

فنُّ أندرو سكوت تجسيد لرحلته العاطفية وتأثُّر أعماله بالواقع. يبدو مثيراً سؤاله عن أعمال ثلاثة مفضَّلة تتصدَّر القائمة طوال تلك الرحلة، فيُعدِّد: «(دَفْع)، أو (بوش) بالإنجليزية؛ وهي الأكثر تردّداً في ذهني على مستوى عميق. لقد أرخت ظلالاً على أعمال أخرى قدّمتها. أعتقد أنها تُجسّد الدَفْع اللا متناهي الذي نختبره نحن البشر خلال محاولتنا الاستمرار في هذا العالم».

يرسم الطفل ليقينه بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا (أندرو سكوت)

من المفضَّل أيضاً، «المقلاع»: «هي من الأعمال الأولى التي غمرها الضوء، ولها أمتنُّ. لقد شكَّلت تلك القطعة المُبكِرة كثيراً من نجاحي. أحبُّ رمزية المقلاع، فهي اختزال للبراءة والخطيئة في الوقت عينه».

ثالث المفضَّل هي «الغمّيضة»، أو «الاختباء والبحث»: «قريبة وعزيزة على قلبي لتحلّيها بالمرح. أراها تُجسّد نقاء الطفولة وعجائبها. إنها أيضاً اكتشاف مثير للاهتمام لشكل الإطار. فهو يرتكز عادةً، ببساطة، على مستوى واحد، وإنما هنا ينحني باتجاه الزاوية. أودُّ اكتشاف مزيد من الأفكار القابلة للتلاعب بالأشكال مثل هذه الفكرة».

هل تتأكّد، بهذا التفضيل، «مَهمَّة» الفنّ المتمثّلة بـ«حَمْل الرسالة»؟ رغم أنّ أندرو سكوت لا يعتقد بوجود قواعد عالمية في الفنّ، وإنما آراء شخصية فقط، يقول: «بالنسبة إليّ، الرسالة هي الأهم. ربما أكثر أهمية من مهارة الفنان. لطالما فضَّلتُ المفهوم والمعنى على الجمالية عندما يتعلّق الأمر بجودة الخطوط والألوان. أريد للمُشاهد أن يُشارك رسائلَه مع أعمالي. وبدلاً من قيادة الجمهور، أفضّل إحاطة فنّي بالغموض، مما يتيح لكل فرد تفسيره على طريقته».