أعلام الحضارم في جنوب شرقي آسيا

علوي عبد الرحمن شهاب......علي العطاس ...... عبد الله أحمد بدوي ..... مرعي الكثيري
علوي عبد الرحمن شهاب......علي العطاس ...... عبد الله أحمد بدوي ..... مرعي الكثيري
TT

أعلام الحضارم في جنوب شرقي آسيا

علوي عبد الرحمن شهاب......علي العطاس ...... عبد الله أحمد بدوي ..... مرعي الكثيري
علوي عبد الرحمن شهاب......علي العطاس ...... عبد الله أحمد بدوي ..... مرعي الكثيري

* اتصلت منطقة جنوب شرقي آسيا بالعالم العربي منذ مئات السنين قبل ظهور الإسلام فيها، وكان معظم التواصل عن طريق تجارة البهارات. ووفق المصادر التاريخية، فإن أول عربي استقرّ في تلك الأصقاع حل هناك في القرن الخامس الميلادي. ولقد برز العرب، وجلهم من حضرموت في كيانات المنطقة وأسس بعضهم سلالات حاكمة كسلاطين بونتياناك (أقام هذه السلطنة الشريف حسين أحمد القادري سلطان مانشان عام 1735م) بجزيرة بورنيو (كاليمنتان) التي تتقاسمها اليوم كل من إندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناي.
وحالياً يقيم المتحدرون من أصول حضرمية في الكيانات الأربعة المستقلة في جنوب شرقي آسيا، وهي إندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناي وتيمور الشرقية، التي كانت مستعمَرَة برتغالية حتى 1975، ضمتها إندونيسيا إليها في مرحلة الاستقلال، لكنها عادت فاستقلت عنها عام 2002. ومما قاله الرئيس مهاتير (أو محاضر) محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق، عن الحضارم في جنوب شرقي آسيا، قوله إن ماليزيا لم تتعرض لفتوحات إسلامية ولم تُرغَم على اعتناق الإسلام وإنما اختاره أهلها، واهتدوا إليه من خلال التجار المسلمين الذين جاءوا إلى بلادهم من حضرموت «وكانوا غزيري العلم ولم تكن فيهم حماقة أو جبروت المستعمرين بل كانوا بكل بساطة إخباراً ومرآة صادقة تعكس تعاليم الإسلام السمحة، فأسروا بسلوكهم حكام الولايات فاعتنقوا الإسلام بل حثوا شعوبهم على اعتناقه».
ومما يُذكَر عن ثراء الحضارم في هذه المنطقة أنهم احتكروا عملياً التجارة البحرية وكانت لهم أربعة أساطيل، يقال إنها كانت تمخر عباب المحيط الهندي والبحر الأحمر خلال القرن الميلادي الـ19 منها أسطولان لأسرة السقاف في جاوة وسنغافورة، وثالث لأسرة العيدروس، ورابع لأسرة خنيمان في سومطرة.
وفي المجال الثقافي يشير الزميل فاروق لقمان مِن على صفحات صحيفة «الشرق الأوسط» قائلا إن ريادة الحضارم في جنوب شرقي آسيا لم تكن تجارية فحسب، بل ثقافية أيضاً. ويضيف أنهم في «تلك البلاد البعيدة التي اكتشفوها من أقصى الركن الجنوبي في جزيرة العرب (حضرموت) قبل أقرب الناس والبلدان المجاورة، وأسسوا في بدايات القرن الماضي أكثر من صحيفة ومجلة لنشر الدين والآداب، فقد سعوا للتعريف بالدين الإسلامي والحضارة العربية الإسلامية، وعلى أيديهم اعتنق المئات من السكان الإسلام ديناً. وكانت أولى الصحف الدينية باسم (الإمام) عام 1906م وكانت تصدر أسبوعيا لمحمد بن عقيل بن يحيى. وبعد عامين أي 1908م أصدر صحيفة أخرى أطلق عليها اسم (الإصلاح) تعنى بالآداب والدين معاً. وفي عام 1931م أصدر حسين السقاف مجلة أسبوعية جامعه باسم (النهضة الحضرمية)، وأصدر أحمد عمر بافقيه (الشعب الحضرمي) كمجلة جامعة تُعنَى بشؤون الشعب الحضرمي في الغربة. وكذلك فعل عبد الله بن عبد الرحمن الحبشي مصدراً (الذكرى) نصف شهرية كمجلة دينية».
وأما في الميدان السياسي فلقد تبوأ عدد من المتحدرين من أصول حضرمية مواقع سياسية مهمة ومرموقة في بلدان المنطقة، كما ظهرت منهم شخصيات لعبت أدواراً مؤثرة.
من أبرز هؤلاء:
عبد الرحمن باسويدان (1908 - 1986): وزير الإعلام السابق، وأحد قادة الاستقلال في إندونيسيا.
علي العطاس (1932 - 2008): وزير خارجية إندونيسيا بين عامي 1988 و1999، وكان بذا وزير الخارجية الأطول خدمة في تاريخ البلاد.
علوي عبد الرحمن شهاب (1946): وزير تنسيق الخدمات الشعبية في إندونيسيا بين 2004 و2005، ووزير الخارجية بين 1999 و2001.
عبد الله أحمد بدوي (1939): رئيس وزراء ماليزيا بين 2003 و2009.
مرعي الكثيري (1949): ثاني رؤساء وزراء تيمور الشرقية (2002 - 2006).



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»