الإفراج عن 26 قطرياً وسعوديين في العراق بعد عامين من الاختطاف

انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق «البلدات السورية الأربع»

القطريون والسعوديون المفرج عنهم أثناء مغادرتهم الاراضي العراقية  (أ.ف.ب)
القطريون والسعوديون المفرج عنهم أثناء مغادرتهم الاراضي العراقية (أ.ف.ب)
TT

الإفراج عن 26 قطرياً وسعوديين في العراق بعد عامين من الاختطاف

القطريون والسعوديون المفرج عنهم أثناء مغادرتهم الاراضي العراقية  (أ.ف.ب)
القطريون والسعوديون المفرج عنهم أثناء مغادرتهم الاراضي العراقية (أ.ف.ب)

انتهت أمس أزمة المختطفين القطريين والسعوديين في العراق بعد نحو عامين من اختطافهم على يد ميليشيا عراقية مجهولة.
واستقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر مساء أمس المواطنين القطريين المفرج عنهم في العراق ومعهم مواطنان سعوديان بعد نحو عامين من اختطافهم.
وأعربت السعودية عن تقديرها لجهود «الحكومة العراقية وعلى رأسها الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء في العثور على المختطفين القطريين وإطلاق سراحهم ومن بينهم اثنان من المواطنين السعوديين».
ووصلت طائرة قطرية مساء أمس إلى الدوحة قادمة من بغداد وهي تقل المخطوفين القطريين المفرج عنهم وعددهم 26 قطريا كانت مجموعات مسلحة قد اختطفتهم قبل عامين تقريبا خلال رحلة صيد في العراق.
‎‎‎‎‎وكان وهاب الطائي مستشار وزير الداخلية العراقي أعلن الجمعة أن الصيادين القطريين المختطفين في العراق منذ 16 شهرا أفرج عنهم وسيتم تسليمهم إلى وفد قطري.
وقال الطائي: «تسلمت وزارة الداخلية الصيادين القطريين الـ26 ونقوم الآن بعمليات التدقيق والتحقق من الوثائق والجوازات وكذلك التصوير وأخذ البصمات لكل صياد وسيتم تسليمهم للسفير القطري».
وفي الوقت الذي يشار فيه إلى عدم وجود سفير لقطر في بغداد، أكد مصدر مقرب من المفاوضات لوكالة الصحافة الفرنسية «إطلاق سراح صيادين قطريين» بموجب اتفاق‪.
ولفت المصدر إلى أن الإفراج عن المختطفين جرى برعاية رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، مؤكدا أن الأخير بذل جهودا استثنائية لضمان سلامة المختطفين وعدم ربط القضية بجانب سياسي.
وفِي الرياض ثمنت السعودية جهود الحكومة العراقية وعلى رأسها الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء في العثور على المختطفين القطريين وإطلاق سراحهم ومن بينهم اثنان من المواطنين السعوديين.
وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن شكر بلاده وتقديرها لحكومة العراق وعلى رأسها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على جهودها في إطلاق سراح المختطفين، وهم بصحة جيدة، حيث غادر الجميع الأراضي العراقية بعد ظهر أمس.
إلى ذلك، شارفت المرحلة الأولى من الاتفاق الذي وقعته «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» مع إيران و«حزب الله»، الشهر الماضي بوساطة قطرية، والذي ينص بشكل أساسي على إخلاء أربع مناطق محاصرة في ريف دمشق وريف إدلب، على الانتهاء.
وفيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من المفاوضات أن «الاتفاق يشمل أيضا إطلاق سراح مقاتلين لبنانيين لدى جبهة النصرة، وخروج سكان بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في سوريا».
ومن المتوقع إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق التي تنتهي بتحرير 750 معتقلا من سجون النظام السوري. وقد أفيد عن وصول مئات الأشخاص إلى وجهاتهم النهائية بعد يومين على إجلائهم من مضايا والزبداني في ريف دمشق كما من الفوعة وكفريا في ريف إدلب.
وتضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق إجلاء نحو 11 ألف شخص على دفعتين، تضمنت الأولى 7200 شخص والثانية 3300 شخص. وانتظرت حافلات الدفعة الثانية بعد إجلائها الأربعاء في منطقتي عبور منفصلتين على أطراف مدينة حلب. فتوقفت 45 حافلة على متنها ثلاثة آلاف شخص من الفوعة وكفريا منذ صباح الأربعاء في منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة المعارضة غرب حلب، فيما توقفت 11 حافلة تقل 300 شخص من ريف دمشق منذ مساء الأربعاء في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام قرب حلب أيضا.
وأفاد الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» يوم أمس بدخول 46 حافلة تقل قرابة 3000 من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا إلى حلب، مقابل خروج 15 حافلة تقل نحو 500 مسلح مع عائلاتهم من الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي إلى منطقة الراشدين غرب حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال محمد الشامي، الناشط الإغاثي في صفوف المعارضة إن «مصير من وصلوا في الأيام الماضية من الزبداني ومضايا صعب للغاية، فهم لا يجدون إلا مجموعة خيام في انتظارهم على أن يكون عليهم تدبر أمورهم في مرحلة لاحقة».
ويُنتظر أن تُستكمل المرحلة الأولى من الاتفاق بالإفراج عن 750 معتقلا لدى النظام السوري. وفيما قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» إن مصير هؤلاء لا يزال مجهولا، أكّد الناطق باسم «أحرار الشام» محمد أبو زيد أن «النظام السوري سيطلق سراح 500 معتقل خلال الساعات القادمة و250 خلال 10 أيام كدفعة أولى من أصل 1500». من جهته، أكّد أبو عبيدة الشامي، المسؤول عن عملية الإجلاء لدى الفصائل المعارضة، أنه «عند انتهاء تبادل الحافلات سوف يتم الإفراج عن 750 أسيرا». وأضاف: «هذا الموضوع الذي كان يعرقل الأمر، والحمد الله تم حله».
ونص الاتفاق بين النظام السوري والفصائل المعارضة على أن يتم على مرحلتين، وبالتزامن، إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا وعددهم نحو 16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني وبلدات أخرى في ريف دمشق، على أن يتم بالتزامن الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام على مرحلتين.
وبدأت العملية الجمعة الماضي بإجلاء خمسة آلاف شخص من الفوعة وكفريا و2200 من مضايا والزبداني، إلا أنها توقفت أربعة أيام بعد تفجير دامٍ استهدف قافلة الفوعة وكفريا في منطقة الراشدين، أدّى لمقتل 150 شخصا.
وفيما لم تتبن أي جهة التفجير، اتهم رئيس النظام السوري بشار الأسد يوم أمس في مقابلة مع وسائل إعلام روسية «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام) بالوقوف خلف التفجير. وقال الأسد: «عندما اعتقدنا أن كل شيء بات جاهزا لتنفيذ الاتفاق، فعلوا ما كانوا قد أعلنوه. إنهم من جبهة النصرة، ولم يخفوا أنفسهم منذ البداية، وأعتقد أن الجميع متفق على أن النصرة قامت بذلك».
وخوفا من أي تفجير جديد استؤنفت عملية الإجلاء الأربعاء وسط إجراءات أمنية مشددة من الفصائل المعارضة في منطقة الراشدين. وأكد موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الخميس أن منفذي التفجير ادعوا أنهم موظفو إغاثة، وقال إن «أحدهم تظاهر بأنه يوزع مساعدات وأحدث هذا الانفجار الرهيب بعدما اجتذب أطفالا».
ومن المفترض استكمال المرحلة الثانية من عملية الإجلاء في يونيو (حزيران) المقبل، وفق المرصد. وتتضمن إجلاء ثمانية آلاف شخص من الفوعة وكفريا والراغبين من بلدات ريف دمشق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة بالإضافة إلى الزبداني ومضايا. وقال المتحدث باسم حركة أحرار الشام محمد أبو زيد لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هناك مقاتلين من (حزب الله) لا يزالون في الفوعة وكفريا ومن المفترض أن يتم إجلاؤهم خلال المرحلة الثانية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».