السودان يطرح 15 حقلاً نفطياً للاستثمار الأجنبي منتصف العام

وجه الدعوة لشركات أميركية تزامناً مع رفع الحصار

السودان يطرح 15 حقلاً نفطياً للاستثمار الأجنبي منتصف العام
TT

السودان يطرح 15 حقلاً نفطياً للاستثمار الأجنبي منتصف العام

السودان يطرح 15 حقلاً نفطياً للاستثمار الأجنبي منتصف العام

وجهت وزارة النفط السودانية الدعوة لعدد من الشركات الأميركية والأوروبية والآسيوية للحضور للخرطوم، في يوليو (تموز) المقبل، والمشاركة في المناقصة العالمية للتنقيب عن البترول في 15 حقلاً نفطياً بالبلاد.
وكان من المقرر طرح المناقصة في مارس (آذار) الماضي، إلا أن معظم شركات النفط العالمية فضلت الانتظار لحلول يوليو المقبل، وهو الموعد المحدد للرفع الكلي للعقوبات الأميركية على السودان.
وتشمل المناقصة بجانب الـ15 مربعاً نفطياً للاستكشاف والإنتاج النفطي، عدداً من مشاريع الغاز والأنابيب التي تعتمد على التكنولوجيا الأميركية، وسيُسمح للسودان بعد رفع العقوبات الاقتصادية بالاستفادة من هذه التكنولوجيا الحديثة في صناعة النفط.
وأوضح الدكتور محمد زايد عوض وزير النفط والغاز السوداني لـ«الشرق الأوسط»، أن الشركات الأجنبية طلبت تأجيل العطاء لإعطائها مزيداً من الوقت لجمع المعلومات وتقييمها قبل اتخاذ قرار الاستثمار بالبلاد، مبيناً أن الوزارة وفرت جميع المعلومات الخاصة بالشأن النفطي والغاز.
وأضاف أن بلاده قدمت بعض المعلومات للشركات الأميركية بغرض دراستها وتحليلها ومن ثم الدخول معها في تفاهمات حول الاستثمار النفطي، مبيناً أن حجم المقابلات والطلبات من الشركات الأجنبية في زيادة كبيرة، معلناً عن اتصالات مع شركة «توتال» الفرنسية للاستثمار في قطاع البترول بالبلاد.
وقال زايد إن تقييم الشركات المتقدمة للعطاءات سيتم وفق المعايير الفنية والقدرات المالية والناحية القانونية، بجانب سجل الشركة الخاص بالسلامة والبيئة، وإنهم يركزون على تكنولوجيا الزيت الصخري الأميركية في استخراج الغاز الطبيعي خصوصاً في مربع 8 الواقع في الدندر، بجانب الاستثمار في توسعة المصافي بما يمكن البلاد من الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية.
وتوقع الدكتور زايد عودة عدد كبير من الشركات التي كانت تعمل في مجال النفط في السودان خاصة الشركات الأميركية التي لديها خبرة ودراسات جاهزة عن المشروعات النفطية في السودان، باعتبارها أول من بدأ عمليات التنقيب عن النفط بالسودان عام 1975، إلا أنها خرجت من السوق في 1984، ثم باعت حصتها لشركة «كونكورب» إبان الحظر الأميركي 1997، كما توقع زايد عودة شركتي «شلمبرجير» و«تليسمان» الكندية.
وأعلن الوزير في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» عن دخول عدة اكتشافات جديدة دائرة الإنتاج النفطي أواخر العام الحالي، قائلاً: «إن السودان أصبح يمتلك منشآت نفطية ضخمة تمثل ركيزة الاقتصاد، لذلك تسعي وزارته إلى التوسع في العمليات الاستكشافية من أجل زيادة الإنتاج».
وبين وزير النفط أن الظروف الآن أصبحت مواتية لقطاع النفط في البلاد للانطلاق إلى الأمام بعد إزالة المعوقات، كاشفاً عن أن بلاده تنتج حالياً 115 ألف برميل يومياً، بعد انفصال جنوب السودان في 2011، وانتقال ملكية 75 في المائة من الآبار النفطية لجوبا، بينما يقدر الاحتياطي النفطي بـ24.5 مليار برميل وفقاً لإحصاءات حكومية.
وكانت شركتا نفط قطرية وهندية أبديتا رغبتهما في زيادة استثماراتها النفطية في السودان. وأبلغ السفير الهندي بالخرطوم وزير النفط، أن بلاده لديها الرغبة في استثمارات نفطية جديدة في السودان تضاف إلى أعمالها الحالية، حيث تعتبر شريكاً ضمن الشركات المكونة لشركة النيل الكبرى لعمليات البترول، التي تضم الشركة الوطنية الصينية للبترول وشركة بتروناس الماليزية.
كما أبدت شركات قطرية رغبتها في الاستثمار في قطاع الغاز. وأعلن الوزير أن الباب مفتوح أمام الشركات القطرية للاستثمار في مجال استخراج الغاز الطبيعي، مؤكداً أن السودان يزخر بموارد كبيرة لا سيما في مجال النفط والغاز، مشيراً لوجود دراسات جدوى فنية واقتصادية لا سيما في مجال الغاز.
وأضاف أن الشركات القطرية لها خبرة واسعة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي، لكونها من ضمن الدول الكبرى المصدِّرَة للغاز الطبيعي في العالم، مشيراً إلى أن بلاده ستقدم كل التسهيلات إذا رغبت في الاستثمار في هذا المجال، وأشاد بالتعاون المثمر والبنَّاء بين السودان وقطر في المجالات الاستثمارية المختلفة.
واستحوذت وزارة النفط السودانية في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي على كامل حصص الشركاء في مربع 2 النفطي المكون الرئيسي لإنتاج النفط، بعد شراكة مع الشركة الصينية للبترول والهندية، على أن يتم التوصل إلى اتفاقيات جديدة بشأن الإنتاج مستقبلا وتجديد اتفاقية قسمة الإنتاج حول المربع.
وثَمّن الوزير الدور الكبير الذي لعبه الشركاء في تأسيس الصناعة النفطية بالبلاد، عبر أفضل النظم التي مكَّنت السودان من امتلاك بنية تحتية راسخة، وكوادر بشرية مؤهلة ومدربة على فنيات الصناعة النفطية كافة، تمكنها من قيادة المرحلة المقبلة بصورة علمية دقيقة.



كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».