مسؤول مغربي يدعو لمحاربة السلوكيات المضرة بقطاع التعليم

بينها الغش والعنف والتحرش

مسؤول مغربي يدعو لمحاربة السلوكيات المضرة بقطاع التعليم
TT

مسؤول مغربي يدعو لمحاربة السلوكيات المضرة بقطاع التعليم

مسؤول مغربي يدعو لمحاربة السلوكيات المضرة بقطاع التعليم

يواصل المغرب بحثه المتواصل عن إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبط فيها قطاع التعليم والمدرسة العمومية بالبلاد، حيث أضحت المدرسة فضاء لتوليد عدد من الظواهر والاختلالات السلبية التي تهدد منظومة القيم داخل الأسر والمجتمع المغربي، الأمر الذي دفع المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إلى دق ناقوس الخطر تجاهه وطالب بمواجهته.
ودعا عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ومستشار عاهل المغرب، أمس بالعاصمة الرباط، إلى التصدي الحازم لما سماها «السلوكات اللامدنية المضرة بالفرد وبالجماعة»، واعتبر مؤسسات التربية والتكوين أحد الفضاءات التي تنتج وتنمو فيها.
وذكر عزيمان في كلمة باللقاء التواصلي، الذي خصصه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، لتقديم المحاور والمضامين الأساسية للتقرير الذي أعده حول «التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي»، بعدد من السلوكات المضرة التي تنتشر بين تلاميذ المدارس والمؤسسات التعليمية بجميع مستوياتها، مثل «غياب الانضباط وعدم احترام مهام المسؤولين وعدم احترام الآخر»، بالإضافة إلى «الغش، والعنف والتحرش، والإضرار بالملك العام وبالبيئة»، التي تبقى كلها قيما سلبية مخالفة تماما لوظائف ومهام المدرسة، وتؤكد عمق أزمة التعليم بالمغرب.
وأمام هذا الوضع، قال رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن هناك «ضرورة قصوى لتملك وترسيخ منظومة القيم التي يحددها دستور بلادنا في أذهان وتصورات وتصرفات وسلوكات الأفراد والجماعات والمؤسسات»، مؤكدا في الآن ذاته أهمية الدور المركزي للمدرسة في «التنشئة الاجتماعية المبكرة للمتعلمات والمتعلمين، وفي تربيتهم على القيم الروحية وقيم المواطنة وفضائل السلوك المدني».
وشدد عزيمان على تكامل الأدوار بين مختلف المؤسسات والفاعلين للتغلب على الإشكالات والتحديات التي تواجهها التربية على القيم الفضلى في الفضاءات التعليمية، معتبرا أن المدرسة مع «باقي تنظيمات وفعاليات الدولة والمجتمع، ولا سيما الأسرة والهيئات السياسية والنقابية والجمعيات المدنية والحقوقية ووسائل الإعلام»، مطالبة ببذل مزيد من الجهود والتنسيق في هذا المجال.
وأوضح رئيس المجلس أن بلاده في حاجة ملحة إلى «تكوين المواطن الواعي، القادر على الموازنة بين حقوقه وواجباته، المتشبث بهويته المتعددة الروافد وبتاريخه، وحضارته ووطنه، الملتزم بمسؤولياته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه»، كما أكد عزيمان أن المجلس يطمح إلى «الإسهام الجماعي في بناء مدرسة مواطنة تقوم بدورها الكامل في ترسيخ مغرب المواطنة والديمقراطية والعدل والتسامح والسلام».
وكان التقرير الذي قدمه المجلس الأعلى للتربية والتكوين، في اللقاء التواصلي ذاته، قد توقف عند تفشي «السلوكات المخلة بالقيم»، داخل محيط المدرسة، مسجلا «عدم وضوح وانسجام بين منظومة القيم والحقوق والواجبات، والممارسة الفعلية لها»، كما تحدث عن «شبه غياب التقييمات المنظمة لهذه البرامج»، الأمر الذي شكل عاملا رئيسيا في إضعاف «سيرورات الإصلاح وإهدار الطاقات والإمكانيات».
وأشار التقرير إلى جملة من الاختلالات التي تعاني منها المنظومة التعليمية بالمغرب، من ضمنها «ضعف تكوين الفاعلين التربويين في مجال القيم والتربية عليها، وما له من آثار على ممارساتهم التربوية وانخراطهم في إنجاح الإصلاحات ذات الصلة»، وهو ما يمثل تلميحا من التقرير لتحميل مسؤولية انتشار هذه السلوكيات الخاطئة في صفوف التلاميذ والطلاب للأساتذة والمدرسين، فضلا عن الهيئة الحكومية المسؤولة عن القطاع.
ودعا المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في تقريره إلى وضع «برنامج عمل وطني وجهوي للتفعيل، وإعداد ميثاق تربوي تعاقدي وطني للتربية على القيم مؤطر للتدابير والشراكات، وبلورة إطار مرجعي عام لمنظومة القيم المستهدفة ومجالات التربية عليها»، كما حث على ضرورة «تنويع المقاربات والأساليب في تفعيل المقترحات والتوصيات مع مراعاة تكاملها وانسجامها»، بالإضافة إلى تعزيز «أدوار الرصد والتقييم المنظم، مع توفير الإمكانات البشرية والمستلزمات الضرورية لتفعيل مقترحات وتوصيات التقرير»، الذي يراهن على تصليح الأعطاب والاختلالات التي تعانيها المنظومة التعليمية بالمغرب.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.