ترمب يأمر مجلس الأمن القومي بمراجعة «النووي» مع طهران

تيلرسون: إيران تطبق الاتفاق لكنها لا تزال الراعي الرسمي للإرهاب

ترمب يأمر مجلس الأمن القومي بمراجعة «النووي» مع طهران
TT

ترمب يأمر مجلس الأمن القومي بمراجعة «النووي» مع طهران

ترمب يأمر مجلس الأمن القومي بمراجعة «النووي» مع طهران

أكد شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض أن إدارة الرئيس ترمب تقوم بالفعل بمراجعة الاتفاق النووي الإيراني، وتدرس ما إذا كان رَفْع العقوبات من خلال الاتفاق في مصلحة الأمن القومي الأميركي. وفي سؤال خلال المؤتمر الصحافي، ظهر أمس (الأربعاء)، حول موقف الرئيس ترمب، وما إذا كان قد قَرّر إلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة والقوى العالمية مع إيران عام 2015 والانسحاب من الصفقة، أوضح سبايسر أن الرئيس ترمب أمر الوكالات التابعة لمجلس الأمن القومي بمراجعة الاتفاق وإصدار توصيات خلال 90 يوماً.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان البيت الأبيض قلقاً من أن فَرْض عقوبات إضافية أكثر صرامةً ضد إيران سوف يدفعها إلى انتهاك الاتفاق، قال سبايسر: «إننا ندرك جيداً الآثار السلبية المحتملة التي يمكن أن يحدثها فرض عقوبات صارمة»، وأضاف: «بغض النظر عما إذا كنا نقوم بعمل اقتصادي أو سياسي أو عسكري فإننا نَزِن دائماً تلك الاحتمالات والإجراءات».
وأبدى المتحدث باسم البيت الأبيض شكوكاً واضحة حول التزام إيران بتنفيذ التزاماتها وفق الاتفاق النووي، ففي سؤال حول اعتقاد إدارة ترمب بإقدام إيران على الغش في الاتفاق، قال سبايسر: «لهذا السبب فإن الرئيس طالَب الوكالات بمراجعة الاتفاق، وإذا كان يعتقد أن كل شيء على ما يرام لَمَا طالب بهذه المراجعة».
وأضاف سبايسر أن «جانب من المراجعة هو تحديد مدى امتثال إيران لالتزاماتها في الصفقة وتقديم التوصيات للرئيس».
من جهته ايضاً وجه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون رسالة إلى بول رايان رئيس مجلس النواب قال فيها إن الرئيس دونالد ترمب أصدر توجيهات للوكالات التابعة لمجلس الأمن القومي لمراجعة الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة والقوى العالمية مع إيران بشأن برنامجها النووي ومراجعة خطة العمل الشاملة المشتركة التي تشتمل على خطط تنفيذ الصفقة النووية، مشيرا إلى أن «إيران لا تزال دولة راعية للإرهاب».
وقال تيلرسون في رسالته إنه «حتى الآن تعمل إيران بالتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) لكن هناك مخاوف بشأن دور إيران كراعية للإرهاب»، منبهاً الكونغرس حول تقييم ما إذا كان الاستمرار في رفع العقوبات عن إيران (وفقا للاتفاق النووي) سيكون في صالح الأمن القومي الأميركي أم لا.
وقال تيلرسون: «لا تزال إيران هي الراعي الرسمي للإرهاب عبر كثير من المنصات والأساليب»، مشيرا إلى أن الرئيس ترمب سيتشاور مع الكونغرس فور اكتمال المراجعة والتقييم الذي طالب وكالات مجلس الأمن القومي بالعمل عليه. وكان ترمب خلال حملته الانتخابية قد وصف الصفقة النووية التي أبرمها سلفه الرئيس باراك أوباما بأنها «أسوأ صفقة تم التفاوض بشأنها على الإطلاق» وتباينت آراء المحللين حول ما إذا كان ترمب سوف يقوم بإلغاء الصفقة كلية أم سيقوم بتنفيذها مع فرض مزيد من العقوبات ضد إيران حول سجلها في مجال انتهاكات حقوق الإنسان ورعاية الإرهاب.
وكانت الست دول الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي) قد تفاوضت على الصفقة النووية مع إيران لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني ومنع إيران من امتلاك قنبلة نووية وفرض قيود على برنامجها النووي، مقابل تخفيف ورفع بعض العقوبات الاقتصادية عنها.
وتفاخر الرئيس السابق باراك أوباما بإتمام الصفقة ووصفها بأنها ستجعل العالم أكثر أمانا وأمنا. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2016 وتغاضت الدول عن سجل إيران حول الإرهاب من أجل التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي لمدة عشر سنوات، وإخضاع مواقعها لتفتيش الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتأتي رسالة ريكس تيلرسون باعتبارها أول شهادة من إدارة ترمب بعد توليه منصبه حول رعاية إيران للإرهاب وتقدم الإدارة الأميركية تقريرها الثاني في يوليو (تموز) المقبل.
وفي المقابل، رد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان على تيلرسون حول رعاية إيران للإرهاب وقال إن «الإرهابيين يحاربون بسلاح أميركي في العراق وسوريا» وفق ما نقل عنه موقع «خبر أونلاين». واعتبر دهقان تصريحات تيلرسون «محاولة للخلاص من مستنقعات تورطت بها أميركا بسبب تصرفات طائشة وتعسفية»، متهما الولايات المتحدة بارتكاب جرائم حرب في فيتنام والعراق والصومال وأفغانستان وسوريا.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».