بروتين من حبل السرة يحسن قدرة المخ لفأر عجوز

نجح باحثون في إعادة تنشيط المخ لدى فئران عجوزة باستخدام دم من حبل السرة لدى البشر، وتبين أن الفئران العجوزة التي حُقِنت بهذا الدم أصبحت تتعلم بسرعة، وتحسنت ذاكرتها مقارنة بأقرانها الذين لم يعالجوا بهذه الطريقة.
كما أوضح فريق الباحثين، تحت إشراف توني ويسكوراي من كلية طب جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، في دراستهم التي نشرت أمس الأربعاء في مجلة «نيتشر»، أنه فصل البروتين TIMP2 المسؤول عن هذا التأثير وحقنه في الفئران العجوزة.
وقال الباحثون إن «تأثير هذا البروتين المأخوذ من الدم كان أفضل من تأثير الدم نفسه». وأوضح الباحثون، أن ذلك يلعب دورا أيضا لدى مرضى ألزهايمر.
ورأت هانيلوره ايرينرايش، من معهد ماكس بلانك للطب التجريبي في جامعة جوتنجِن الألمانية، التي لم تشارك في الدراسة، أن «هذه النتائج مثيرة، ولا بد من الاستمرار في متابعتها في أبحاث الشيخوخة».
غير أن إيرينرايش أوضحت، أنه من السابق لأوانه تعميم هذه النتائج على مخلوقات أخرى، واستخدامها في بث الأمل بين كبار السن أو المرضى. وشددت على ضرورة التأكد من نتائج الدراسة من خلال دراسات أخرى وتجريب بروتين TIMP2 على حيوانات أخرى، ثم على البشر. من المعروف لدى الباحثين أن تركيز بروتين TIMP2 في الدم لدى الإنسان والفئران يتراجع بتقدم السن.
وكان ويسكوراي قد دلل في دراسة سابقة على أن حقن فئران عجوزة ببلازما دم مأخوذة من فئران صغيرة يكون له تأثير إيجابي في مخ هذه الفئران العجوزة. والبلازما سائل دموي بلا صفائح دموية. وبرهنت الدراسة الجديدة لأول مرة - حسب الباحثين - على أن دم حبل السرة البشري أيضا له تأثير إيجابي في مخ الفئران العجوزة.
كما أوضح أستاذ علم الأعصاب، وايس كوراي، أن معرفة أن بروتينا منفردا يمكن أن يكون مسؤولا عن مثل هذا التأثير الإيجابي أمر مهم. وأضاف: «لم نختبر بعد فترة استمرار هذا التأثير».
غير أن وايس كوراي، أوضح أيضا أنه في حالة تطوير عقار باستخدام هذا البروتين فسيكون من الضروري تعاطيه بشكل منتظم؛ لضمان استمرار تأثيره. قاس الباحثون خلال الدراسة تركيز 66 بروتينا في الدم البشري المأخوذ من حبل سرة بالغين شباب (في سن 19 إلى 24 عاما)، وعينات مأخوذة من بالغين كبار في السن (61 إلى 82 عاما)، وتبين لهم وجود فروق هائلة بين بعض البروتينات كل على حدة.