نائب الرئيس الأميركي يحذر كوريا الشمالية من اختبار «حزم» ترمب

موسكو ترفض تدخلاً أميركياً أحادياً لحل الأزمة الكورية

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس يزور المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين أمس (أ.ف.ب)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس يزور المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين أمس (أ.ف.ب)
TT

نائب الرئيس الأميركي يحذر كوريا الشمالية من اختبار «حزم» ترمب

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس يزور المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين أمس (أ.ف.ب)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس يزور المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين أمس (أ.ف.ب)

بعد ساعات من تأكيد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن «عهد الصبر الاستراتيجي» انتهى، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، رسالة شديدة اللهجة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مؤكدا أن عليه أن «يحسّن سلوكه». وجاء تصريح ترمب لمراسل شبكة «سي إن إن» بعد مشاركته في احتفالات عيد الفصح برفقة زوجته ميلانيا. ولدى سؤاله: «هل تريد أن توجه أي رسالة إلى كيم جونغ أون»، قال ترمب: «يجب أن يحسّن سلوكه».
في المقابل، قال ممثل كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة إن بلاده مستعدة للرد على «أي شكل من أشكال الحرب» التي يمكن أن يتسبب بها عمل عسكري أميركي، وذلك في أعقاب تحذيرات بنس.
وصرح نائب سفير بيونغ يانغ لدى المنظمة الدولية، كيم إين ريونغ، في مؤتمر صحافي: «إذا تجرأت الولايات المتحدة واختارت العمل العسكري (...)، فإن كوريا الشمالية مستعدة للرد على أي شكل من أشكال الحرب، الذي قد ترغب فيه الولايات المتحدة». وحذر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس، بيونغ يانغ من اختبار «حزم» سيد البيت الأبيض دونالد ترمب، مؤكدا أن «جميع الخيارات مطروحة» في التعاطي مع ملفيها الصاروخي والنووي. فيما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «الأمل ألا تكون هناك خطوات أحادية كالتي شهدناها مؤخرا في سوريا».
وتزامن تحذير بنس مع إعلان رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، هوانغ كيو - اهن، أمس من أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر مبكر لمنظومة «ثاد»، فيما عبر بنس عن «قلق» واشنطن إزاء إجراءات صينية ضد سيول على خلفية نشر الدرع الأميركية المتطورة المضادة للصواريخ.
وفي تحد واضح للضغوطات الدولية عليها، أجرت كوريا الشمالية الأحد تجربة صاروخية جديدة باءت بالفشل، فيما تنامت المخاوف من أنها قد تكون تستعد لاختبارها النووي السادس.
وقال بنس في مؤتمر صحافي في سيول، بعدما زار المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين: «نأمل في الوصول إلى هذا الهدف (نزع سلاح الشمالية النووي) بالطرق السلمية، لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة هوانغ كيو - اهن، قال بنس: «خلال الأسبوعين الماضيين فقط، شهد العالم قوة وحزم رئيسنا الجديد من خلال تحركاته في سوريا وأفغانستان». وأضاف: «من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تختبر حزمه أو عزم القوات المسلحة للولايات المتحدة في هذه المنطقة».
وتصاعد التوتر بين بيونغ يانغ وواشنطن خلال الأسابيع الماضية، في وقت استدعت فيه سلسلة تجارب صاروخية كورية شمالية تحذيرات قوية من إدارة ترمب، الذي أكد أنه لن يسمح لبيونغ يانغ بتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على بلوغ غرب الولايات المتحدة.
وأكد بنس أن حقبة «الصبر الاستراتيجي» الذي اتبعته بلاده على مدى عقدين من الزمن في تعاطيها مع كوريا الشمالية قد انتهت. واتهم كوريا الشمالية «بالرد على انفتاحنا عليها بخداع متعمد، ووعود لم يتم الإيفاء بها واختبارات نووية وصاروخية». وأشار إلى أن الولايات المتحدة التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبية «ستهزم أي هجوم، وسنرد بشكل ساحق وفعال على أي استخدام لأسلحة تقليدية أو نووية».
وأكدت زيارة بنس إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، وتعد أكثر منطقة حدودية محصنة في العالم، على تغير سياسة واشنطن تجاه الدولة المعزولة. وتأتي الزيارة بعد عرض عسكري ضخم عرضت بيونغ يانغ خلاله ما يبدو أنها صواريخ باليستية عابرة للقارات، في وقت تمركزت فيه مجموعة قتالية أميركية تضم حاملة طائرات في شبه الجزيرة الكورية. كما أنها تأتي غداة فشل تجربة صاروخية لكوريا الشمالية. وقال بنس في قرية بانمونجوم الحدودية الواقعة في المنطقة الفاصلة إن علاقة الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية «صلبة وثابتة». وتصر بيونغ يانغ على أنها تحتاج إلى ترسانة قوية، تتضمن أسلحة نووية، لتحمي نفسها مما تعتبر أنه مخاطر اجتياح قد تقوم به قوات أميركية معادية.
وكان مستشار رفيع في البيت الأبيض آخر مسؤول من إدارة ترمب يحذر من أن التحرك العسكري مطروح على طاولة الخيارات، رغم أن الضغوط الدبلوماسية هي خيار واشنطن المفضل.
أما بنس، فقد حض المجتمع الدولي على المشاركة في مطالبة كوريا الشمالية بإنهاء برامجها النووية والصاروخية. وفي إشارة إلى منظومة «ثاد»، قال إنه «من المشجع رؤية الصين تلتزم بهذه الإجراءات (ضد بيونغ يانغ). ولكن الولايات المتحدة قلقة من انتقام الصين اقتصاديا من كوريا الجنوبية، بسبب اتخاذها خطوات مناسبة للدفاع عن نفسها»، في إشارة إلى «ثاد». وقدمت وزارة الخارجية الصينية توضيحا بشأن تعليق رحلات شركة الطيران الوطنية الصينية رحلاتها اعتبارا من أمس بين بكين وبيونغ يانغ، مؤكدة أن هذا الإجراء لا طابع سياسيا له بل يعود لاعتبارات «تجارية».



ترمب وزيلينسكي يوقّعان اليوم اتفاقية المعادن في اجتماع بالبيت الأبيض

صورة مركّبة تُظهِر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
صورة مركّبة تُظهِر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

ترمب وزيلينسكي يوقّعان اليوم اتفاقية المعادن في اجتماع بالبيت الأبيض

صورة مركّبة تُظهِر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
صورة مركّبة تُظهِر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

من المقرَّر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي دونالد ترمب بالبيت الأبيض؛ لتوقيع صفقة معادن مهمة، اليوم (الجمعة)، في الوقت الذي تسعى فيه كييف لاستعادة الدعم الأميركي لصد الغزو الروسي، مع تراجع واشنطن عن سياستها العقابية تجاه موسكو، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويواجه زيلينسكي، الذي حصل على أسلحة أميركية بمليارات الدولارات ودعم معنوي من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، موقفاً مختلفاً تماماً من ترمب. وقال الرئيس الأميركي الذي ينتمي للحزب الجمهوري إنه يريد إنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات بسرعة، وتحسين العلاقات مع موسكو، واستعادة الأموال الأميركية التي أُنفقت لدعم أوكرانيا.

كما تبنَّى ترمب موقفاً أقل التزاماً تجاه أمن أوروبا، الذي كانت الولايات المتحدة شريكاً لا غنى عنه فيه منذ الحرب العالمية الثانية.

وشكَّل التغيير في نبرة واشنطن، الداعم الأكثر أهمية لأوكرانيا، صدمةً لأوروبا، وأثار مخاوف من إجبار كييف على إبرام اتفاق سلام يصب في صالح روسيا. ولطّف ترمب الخميس من نبرته حيال زيلينسكي مقللاً من شأن الانتقادات اللاذعة التي وجهها إليه الأسبوع الماضي، ونعته فيها بأنه «ديكتاتور». وقال رداً على أسئلة الصحافيين بهذا الصدد: «هل قلت هذا؟ لا يسعني أن أصدق أنني قلت هذا» قبل الانتقال بسرعة إلى سؤال ثانٍ. وأكد لاحقاً أن لديه «الكثير من الاحترام» لنظيره الأوكراني. وقد يكون هذا التبدل في خطاب ترمب الذي يعتمد نهج «الصفقات»، على ارتباط بالاتفاقية التي يُتوقَّع إبرامها بين البلدين خلال هذه الزيارة.

«سنحفر ونحفر ونحفر»

ستُمكِّن هذه الاتفاقية الإطارية الولايات المتحدة من الوصول إلى موارد أوكرانيا من المعادن الاستراتيجية والنادرة واستغلالها، وهو ما يطالب به ترمب لقاء المساعدة العسكرية والمالية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ 3 سنوات. وقال الرئيس الجمهوري، البالغ 78 عاماً، الخميس: «سنحفر ونحفر ونحفر». غير أن الاتفاقية لا تستجيب للمطالب التي أعرب عنها ترمب بالأساس، إذ لا تتضمن أي إشارة إلى مبلغ الـ500 مليار دولار الذي ذكره الرئيس الجمهوري سابقاً، مطالباً باستعادته، بل تنصُّ على صندوق استثمار مشترك في المعادن والمحروقات. كما أن النص لا يلحظ أي ضمانات أمنية كانت كييف تطالب بها. لكن غرايسلين باسكارات وميريديث شوارتس، من «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، أوضحتا في مذكرة أن «الفكرة هي أنه من خلال استثمار مشترك في موارد البلاد، فإن الولايات المتحدة ستبقى معنية بضمان الأمن والاستقرار» في أوكرانيا. وقال ترمب، الخميس، إن هذه الاتفاقية ستكون بمثابة «شبكة أمان». وأضاف: «لا أعتقد أن أحداً كان سيبحث عن مشكلات إن كنا (في أوكرانيا) مع كثير من العمال» لاستغلال الموارد المعدنية.

المنغنيز والغرافيت

وتحتوي أوكرانيا على نحو 5 في المائة من الموارد المعدنية العالمية، بحسب الأرقام المتوافرة، غير أن المعادن التي تهم ترمب لم يتم استغلالها حتى الآن، ويصعب استخراجها، أو أنها تقع في المناطق التي تحتلها روسيا. لكن الرهانات خلف زيارة زيلينسكي تتخطى المنغنيز والغرافيت اللذين تزخر بهما بلاده. وراقبت أوكرانيا وأوروبا عموماً بقلق كبير التقارب بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اللذين أجريا مكالمةً هاتفيةً مطولةً في 12 فبراير (شباط) وباشرا مفاوضات ثنائية لوضع حدٍّ للحرب في أوكرانيا، مع إبداء الملياردير الجمهوري عزماً على المضي قدماً بخطى سريعة.

عامل في موقع منجم للمعادن النادرة في نانتشنغ بمقاطعة جيانغشي الصينية ... 14 مارس 2012 (رويترز)

وردَّد ترمب، الخميس، أنه يثق في الرئيس الروسي رغم تحذيرات لندن وباريس المتكررة بشأن هشاشة أي هدنة لا تترافق مع تدابير مراقبة وأمان متينة تضمنها الولايات المتحدة. وقال إنه على قناعة بأن بوتين «سيفي بوعده» في حال التوصُّل إلى وقف إطلاق نار. ويرفض ترمب اعتبار موسكو مسؤولةً عن الحرب، بل حمَّل أوكرانيا المسؤولية. وأغلق الباب أمام طلب كييف الانضمام إلى حلف «الناتو». لكن الرئيس الأميركي عدّ، الخميس، أنه في حال التوصُّل إلى اتفاق سلام فقد تستعيد كييف بعض المناطق. وقال: «سنحاول استعادة ما أمكن» مقراً بأن القوات الأوكرانية «مهما قلنا، قاتلت ببسالة كبيرة».