القوات العراقية تخوض معركة الموصل القديمة بـ«الدرون»

الأمم المتحدة: المدينة استهلكت أقصى طاقاتنا

تلميذات يقفن احتراما لمعلمتهن في فصل بمدرسة في الجانب الأيسر من الموصل (رويترز)
تلميذات يقفن احتراما لمعلمتهن في فصل بمدرسة في الجانب الأيسر من الموصل (رويترز)
TT

القوات العراقية تخوض معركة الموصل القديمة بـ«الدرون»

تلميذات يقفن احتراما لمعلمتهن في فصل بمدرسة في الجانب الأيسر من الموصل (رويترز)
تلميذات يقفن احتراما لمعلمتهن في فصل بمدرسة في الجانب الأيسر من الموصل (رويترز)

حققت القوات العراقية مكاسب جديدة في قتالها من منزل لآخر في الحي القديم بمدينة الموصل فيما دخلت الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة السيطرة على المعقل الرئيسي لتنظيم داعش شهرها السابع.
وحسب وكالة رويترز شوهدت أمس سحابة كثيفة من الدخان فوق الحي القديم قرب جامع النوري الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، قيام الخلافة في مناطق من العراق وسوريا. كما أمكن سماع تبادل كثيف لإطلاق النار وقذائف الهاون من الأحياء المقابلة للحي القديم عبر نهر دجلة الذي يقسم الموصل.
وتشتد وطأة الحرب بين متشددي «داعش» والقوات العراقية على حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة، فيما يصل أطفال رضع يعانون من سوء تغذية حاد إلى المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وقال مسؤول إعلامي من قوات الشرطة الاتحادية إن قوات الشرطة «تخوض معركة صعبة من منزل لآخر مع مقاتلي داعش داخل الحي القديم». وأضاف أن الطائرات من دون طيار (درون) تستخدم بشكل مكثف لتوجيه الضربات الجوية ضد المتشددين المندسين وسط المدنيين.
ويضع الجنود جامع النوري بمئذنته الشهيرة المائلة نصب أعينهم منذ الشهر الماضي، لأن السيطرة عليه ستمثل انتصارا رمزيا كبيرا على المتشددين. وقال متحدث باسم الشرطة إن الجنود يضيقون الخناق على المسجد دون تحديد المسافة المتبقية.
من جهتها، أعلنت فرقة الرد السريع العراقية أمس تحريرها لحي الثورة وسط الجانب الأيمن من مدينة الموصل بعد معارك شوارع وأزقة استمرت لساعات. وقال مدير إعلام فرقة الرد السريع المقدم، عبد الأمير المحمداوي، لـ«الشرق الأوسط»: «تقدمت قواتنا باتجاه الأهداف المرسومة لها والمتمثلة بتحرير حي الثورة، ونفذت قطعاتنا العملية بنجاح وحررت الحي بالكامل»، مضيفا أن فرقة الرد السريع أنهت مهمتها بوقت قياسي بإسناد من طيران الجيش العراقي، وقتلت خلال عملية تحرير حي الثورة العشرات من مسلحي التنظيم. وبين المحمداوي أن قطعات الرد السريع باشرت أمس بتنفيذ مهامها في أحياء المدينة القديمة، حيث نفذت عملية تمشيط وتطهير للطرق والأبنية المحررة من العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها مسلحو التنظيم قبل فرارهم منها. وتابع: «أمنا الطرق لخروج العوائل النازحة والمحاصرة من المناطق الخاضعة لسيطرة(داعش)، وقد نزحت ما بين 85 و95 عائلة باتجاه قطعاتنا، ونُقلت فورا من قبل قواتنا إلى مكان آمن، ووفرنا لها الغذاء والدواء».
وتتقدم القوات العراقية باتجاه مناطق وأحياء الجانب الأيمن من أربعة محاور، المحور الأيمن المحاذي لغرب نهر دجلة والمدينة القديمة حيث تخوض الشرطة الاتحادية المعارك فيه، والمحور الوسطي المتمثل بمحور فرقة الرد السريع التي تتمركز أيضا في الجانب من المدينة القديمة وحي الثورة، أما قوات جهاز مكافحة الإرهاب فتتقدم هي الأخرى بمحاذاة محور قوات الرد السريع من الجهة الغربية، وتخوض المعارك في مداخل حي الإصلاح الزراعي والصناعة الجنوبية، بينما تتقدم قوات الجيش العراقي غرب الجانب الأيمن، وتقدم طائرات التحالف الدولي والقوات الجوية العراقية ومروحيات الجيش العراقي الإسناد للقطعات الأمنية التي تحارب التنظيم برا.
من جهتها، كشفت خلية الإعلام الحربي العراقية في بيان لها، أن طائرات القوة الجوية العراقية ألقت فجر أمس مئات الآلاف من المنشورات على مناطق وأحياء الجانب الأيمن التي ما زالت خاضعة لسيطرة التنظيم. موضحة أن المنشورات تضمنت توصيات للمواطنين من أجل تجنيبهم الخطر، والحفاظ على سلامتهم أثناء العمليات العسكرية.
وتزامنا مع تواصل العمليات العسكرية لتحرير ما تبقى من مناطق وأحياء غرب الموصل، كشفت حكومة إقليم كردستان عن أعداد النازحين الذين وصلوا إلى الإقليم منذ انطلاقة عمليات تحرير مدينة الموصل، ونقل الموقع الرسمي لحكومة الإقليم عن مدير مركز التنسيق المشترك للأزمات في كردستان، هوشنك محمد، قوله: «استقبلت مخيمات النزوح في إقليم كردستان منذ انطلاقة عمليات تحرير الموصل في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى الآن 164 ألف نازح»، لافتا إلى أن النازحين وزعوا على مخيمات محافظتي أربيل ودهوك، مؤكدا أن مخيمات محافظة أربيل امتلأت بالنازحين ولم تعد باستطاعتها استقبال أعداد جديدة، وكشف محمد أن عمليات تحرير الموصل ولدت ضغطا كبيرا على كافة المجالات الخدمية في الإقليم، وأضاف: «قدمت مستشفيات الطوارئ في أربيل ودهوك حتى الآن العلاج لأكثر من 35 ألف جريح عسكري ومدني من جرحى عمليات تحرير الموصل».
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس نزوح نحو نصف مليون شخص جراء المعارك. ونقل بيان عن ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق قولها إن «أعداد المدنيين الذين يواصلون الهرب من مدينة الموصل مذهلة». ونقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، أن «أسوأ فرضية عندما بدأ القتال كان احتمال فرار مليون شخص من الموصل. وحاليا يبلغ عدد النازحين نحو 493 ألفا».
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى بقاء نحو نصف مليون آخرين تحت سيطرة المتشددين في الجانب الغربي من الموصل. وأكدت غراندي أن «الموصل استهلكت أقصى طاقاتنا العملانية». وأضافت: «المدنيون في الموصل يواجهون مخاطر هائلة ومروعة... يتعرضون لإطلاق النار وللقصف المدفعي كما تستنفد الأسر إمداداتها وتشح الأدوية وتنقطع المياه». وقال سكان تمكنوا من الهرب من الحي القديم إنه لا يوجد ما يأكلونه تقريبا سوى الطحين الممزوج بالماء أما ما تبقى من المواد الغذائية فيباع بسعر يفوق قدرة معظم السكان أو يحتفظ بها أعضاء «داعش» وأنصارهم.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.