المغرب يحقق إنتاجاً زراعياً قياسياً خلال العام الحالي

توقيع اتفاقيات تنموية جديدة باستثمارات بنحو 3 مليارات دولار

المغرب يحقق إنتاجاً زراعياً قياسياً خلال العام الحالي
TT

المغرب يحقق إنتاجاً زراعياً قياسياً خلال العام الحالي

المغرب يحقق إنتاجاً زراعياً قياسياً خلال العام الحالي

أعلن عزيز أخنوش، وزير الفلاحة المغربي، ارتفاع محاصيل الحبوب في المغرب بنسبة 203 في المائة، لتصل إلى 102 مليون قنطار خلال السنة الحالية، مقابل 34 مليون قنطار خلال العام الماضي، وذلك نتيجة الظروف المناخية الممتازة التي شهدها الخريف الماضي، سواء من حيث حجم الأمطار أو من حيث توزيعها الجيد على مختلف مناطق البلاد. وكان الإنتاج الفلاحي في المغرب قد تأثر في العام السابق بالجفاف وشح الأمطار، الشيء الذي ترتب عليه تراجع كبير في القيمة المُضافة للإنتاج الزراعي.
ومع هذا الإعلان الجديد، الذي يأتي متزامنا مع بداية موسم الحصاد في بعض مناطق المغرب، يرتقب أن تعيد كل الهيئات التي تشتغل في مجال التوقعات الاقتصادية بالمغرب النظر في توقعاتها بخصوص معدل النمو الاقتصادي للبلاد. وكانت التوقعات المعلنة سابقا والتي تحصر معدل النمو المرتقب في نحو 4 في المائة تراهن على موسم زراعي متوسط، أي على محصول أقل من 80 مليون قنطار، في حين أن المحصول الذي أعلن عنه أخنوش أمس في افتتاح المناظرة الوطنية للفلاحة يفوق ذلك بكثير.
وأشار أخنوش إلى أن محصول الحبوب المرتقب خلال السنة الحالية يتوزع بين 49.4 مليون قنطار من القمح اللين، و23.3 مليون قنطار من القمح الصلب، و28.9 مليون قنطار من الشعير.
كما أشار إلى أن باقي سلاسل الإنتاج الفلاحي في المغرب شهدت بدورها أداء جيدا مستفيدة من الظروف المناخية الجيدة؛ إذ ارتفع إنتاج المغرب من البرتقال بنسبة 20 في المائة، ليبلغ 2.4 مليون طن، وشهد إنتاج التمور بدوره ارتفاعا بنسبة 30 في المائة ليصل إلى 117 ألف طن، وهو إنتاج غير مسبوق في تاريخ الواحات المغربية.
وأشار أخنوش إلى أن تحقيق هذه الإنجازات يعكس التقدم الذي أحرزه المغرب على مدى 9 سنوات من تطبيق مخطط «المغرب الأخضر»، الذي مكن من زيادة عدد الضيعات الزراعية إلى 1.8 مليون ضيعة؛ إذ تم إنشاء 300 ألف ضيعة جديدة خلال هذه الفترة. كما ارتفعت مساحة الأراضي المغروسة بالأشجار المثمرة لتبلغ 700 ألف هكتار، 20 في المائة منها عبر استصلاح أراض شبه قاحلة لم تكن تستغل من قبل. كما تضاعفت نسبة استعمال الآليات الفلاحية من طرف المزارعين المغاربة، لتبلغ 8.03 جرار لكل ألف هكتار حاليا، مقابل 4.9 جرار لكل ألف هكتار في 2008 عند انطلاق مخطط «المغرب الأخضر».
بدورها، شهدت تربية المواشي تطورا ملموسا خلال هذه الفترة، تجلى في ارتفاع قطيع الأغنام والماعز إلى 26.1 مليون رأس، بفارق 4 ملايين رأس، مقارنة مع انطلاق «المخطط الأخضر» في 2008. أما الأبقار، فارتفع عددها بنسبة 43 في المائة خلال هذه الفترة ليصل إلى 3.3 مليون رأس.
وفي سياق مواصلة تنفيذ أهداف مخطط «المغرب الأخضر»، وقعت 3 اتفاقيات جديدة بين الحكومة والمهنيين تضمنت استثمارات بنحو 30 مليار درهم (3 مليارات دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة. وتتعلق الاتفاقية الأولى بالبرنامج التعاقدي لتطوير الصناعات الغذائية والصناعات المرتبطة بالفلاحة، باستثمارات تناهز 12 مليار درهم (1.2 مليار دولار) على 5 سنوات تساهم فيها الحكومة بـ4 مليارات درهم (400 مليون دولار).
أما الاتفاقية الثانية، فتتعلق بالبرنامج التعاقدي المتعلق بتجهيز الضيعات الزراعية بالآليات والمعداة الفلاحية، بقيمة 11 مليار درهم (1.1 مليار دولار)، تساهم فيها الحكومة بحصة 3.8 مليار درهم (380 مليون دولار)، ويمتد أيضا على 5 سنوات. أما الاتفاقية الثالثة فتعلقت بتطوير الري الزراعي وملاءمة الزراعات المسقية مع التغيرات المناخية في منطقة الراشدية. ويتوقع البرنامج استثمار 386 مليون درهم (39 مليون دولار)، وتساهم الوكالة الفرنسية للتنمية في هذا البرنامج بقرض قيمته 40 مليون يورو وهبة قدرها مليون يورو، كما يستفيد المشروع من دعم الصندوق الأخضر للأمم المتحدة في شكل هبة بقيمة 20 مليون يورو.
وتمحورت أشغال الدورة التاسعة للمناظرة الوطنية للفلاحة بمكناس، التي شارك فيها وزراء كثير من الدول الصديقة للمغرب، بينهم وزراء الزراعة من غينيا وإسبانيا ونيجيريا والأردن، حول موضوع «قطرة قطرة لكسب رهان الأمن الغذائي».
وعبر ألفا كوندي، رئيس غينيا كوناكري والرئيس الحالي لمنظمة الاتحاد الأفريقي، الذي اختير ضيف شرف في هذه الدورة، عن سعادته بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي في وقت قررت فيه القارة السمراء أخذ زمام أمورها بيدها. وقال كوندي: «كفى من التدخلات في الشؤون الداخلية لأفريقيا. لقد بلغنا من النضج ما يكفي لنعول على أنفسنا».
وأضاف كوندي أن على الأفارقة أن يرسموا طريقهم بأنفسهم، مشيرا إلى أن الديمقراطية نفسها التي تتكون من مجموعة من المبادئ الكونية تحتاج إلى تكييف مع واقع واحتياجات الأفارقة.
وأشاد كوندي بالتجربة المغربية للنهوض بالزراعة، وقال إن «النتائج التي حصل عليها المغرب كافية لإقناع باقي الأشقاء الأفارقة الذين لم يقتنعوا بعد بأهمية الفلاحة في تحقيق التنمية، مهما كانت الثروات المعدنية التي نتوفر عليها». وأضاف أن «المخطط المغربي يستند إلى الرؤية المتنورة للعاهل المغربي في مجالات التنمية القروية ومحاربة الفقر وضمان الأمن الغذائي». وأن العامل الأساسي في نجاح المغرب هو الاستقرار الذي ينعم به والاستمرارية في السياسات والإصلاحات والخطط التنموية.



لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن قرار مجلس الإدارة بخفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة للمركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس، يستند إلى التقييم المحدث لآفاق التضخم، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. وأشارت، في المؤتمر الصحافي عقب إصدار القرار، إلى أن عملية خفض التضخم تسير وفق المسار المخطط لها.

ويتوقع موظفو البنك أن يكون متوسط التضخم الرئيسي 2.4 في المائة خلال 2024، و2.1 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة خلال 2026، و2.1 في المائة خلال 2027، عندما يبدأ العمل بنظام تداول الانبعاثات الموسّع في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للتضخم، الذي يستثني الطاقة والطعام، يتوقع الموظفون متوسطاً يبلغ 2.9 في المائة خلال 2024، و2.3 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة في كل من 2026 و2027.

وأضافت لاغارد: «يشير معظم مقاييس التضخم الأساسي إلى أن التضخم سيستقر حول هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة بشكل مستدام. وعلى الرغم من انخفاض التضخم المحلي قليلاً، فإنه لا يزال مرتفعاً. ويرجع ذلك، في الغالب، إلى أن الأجور والأسعار في بعض القطاعات لا تزال تتكيف مع الزيادة السابقة في التضخم بتأخير ملحوظ».

وتابعت: «جرى تسهيل شروط التمويل، حيث أصبح الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأُسر تدريجياً نتيجة خفض الفائدة الأخير. لكن هذه الشروط لا تزال مشددة؛ لأن سياستنا النقدية تظل تقييدية، والفوائد المرتفعة السابقة لا تزال تؤثر على رصيد الائتمان القائم».

ويتوقع الموظفون، الآن، تعافياً اقتصادياً أبطأ من التوقعات السابقة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وعلى الرغم من تسارع النمو، خلال الربع الثالث من هذا العام، تشير المؤشرات إلى تباطؤه خلال الربع الحالي. ويتوقع الموظفون أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة خلال 2024، و1.1 في المائة خلال 2025، و1.4 في المائة خلال 2026، و1.3 في المائة خلال 2027.

وقالت لاغارد: «نحن ملتزمون بضمان استقرار التضخم بشكل مستدام عند هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة. سنتبع نهجاً يعتمد على البيانات ويعتمد على الاجتماع تلو الآخر لتحديد السياسة النقدية المناسبة. بشكل خاص، ستكون قراراتنا بشأن الفائدة مبنية على تقييمنا لآفاق التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. نحن لا نلتزم مسبقاً بمسار معين للفائدة».

النشاط الاقتصادي

نما الاقتصاد بنسبة 0.4 في المائة، خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وكان النمو مدفوعاً أساساً بزيادة الاستهلاك، جزئياً نتيجة العوامل الفريدة التي عزّزت السياحة في الصيف، وبناء الشركات للمخزونات. لكن أحدث المعلومات يشير إلى فقدان الاقتصاد الزخمَ. وتشير الاستطلاعات إلى أن التصنيع لا يزال في حالة انكماش، وأن نمو الخدمات يتباطأ. وتُحجم الشركات عن زيادة الإنفاق على الاستثمار في ظل الطلب الضعيف وآفاق غير مؤكَّدة. كما أن الصادرات ضعيفة، مع مواجهة بعض الصناعات الأوروبية صعوبة في الحفاظ على قدرتها التنافسية.

ووفق لاغارد، لا تزال سوق العمل مرنة، حيث نما التوظيف بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وظلَّ معدل البطالة عند أدنى مستوى تاريخي له بنسبة 6.3 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي الوقت نفسه، لا يزال الطلب على العمل في تراجع، حيث انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة خلال الربع الثالث، وهو أقل بمقدار 0.8 نقطة مئوية من ذروته. وتشير الاستطلاعات أيضاً إلى تقليص خلق الوظائف في الربع الحالي.

تقييم المخاطر

أشارت لاغارد إلى أن المخاطر الاقتصادية تظل مائلة نحو الجانب السلبي، حيث يمكن أن تؤثر الاحتكاكات التجارية والتوترات الجيوسياسية على نمو منطقة اليورو، وتقلل من الصادرات وتضعف الاقتصاد العالمي. كما قد يعوق تراجع الثقة تعافي الاستهلاك والاستثمار. في المقابل، قد يتحسن النمو إذا أسهمت الظروف المالية الميسَّرة وانخفاض التضخم في تسريع التعافي المحلي.

وأضافت: «قد يرتفع التضخم إذا زادت الأجور أو الأرباح أكثر من المتوقع، كما أن التوترات الجيوسياسية قد تدفع أسعار الطاقة والشحن إلى الارتفاع، وتؤثر سلباً على التجارة العالمية. علاوة على ذلك، قد تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر. في المقابل، قد ينخفض التضخم إذا أدى انخفاض الثقة والمخاوف الجيوسياسية إلى إبطاء تعافي الاستهلاك والاستثمار، أو إذا كانت السياسة النقدية تعوق الطلب أكثر من المتوقع، أو إذا تفاقم الوضع الاقتصادي عالمياً. كما يمكن أن تزيد التوترات التجارية من عدم اليقين بشأن آفاق التضخم في منطقة اليورو».