أمهات معتقلين يتهمن الميليشيات بإطلاق النار على أبنائهن في الحديدة

هيئة الدفاع تنسحب من محاكمة «تعسفية» للانقلاب ضد 36 يمنياً

أمهات معتقلين يتهمن الميليشيات بإطلاق النار على أبنائهن في الحديدة
TT

أمهات معتقلين يتهمن الميليشيات بإطلاق النار على أبنائهن في الحديدة

أمهات معتقلين يتهمن الميليشيات بإطلاق النار على أبنائهن في الحديدة

أطلقت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية النار على مختطفين في أحد سجون الميليشيات بمدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن.
واتهمت رابطة أمهات المختطفين بمحافظة الحديدة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بإطلاق الرصاص الحي على أبنائها المختطفين داخل سجونها، مما أدى إلى إصابة 4 منهم بإصابات بليغة.
وقالت الرابطة في بيان إن «أبناءها المختطفين داخل سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة تعرضوا لإطلاق الرصاص الحي مباشرة عليهم، مما أصاب 4 منهم بإصابات بالغة قد تعرضهم للموت ولا يعلم مصيرهم حتى الآن».
وأضافت: «لقد بلغنا أن حراس سجن حنيش في الأمن المركزي قاموا بفتح النار صباح يوم السادس من أبريل (نيسان) الحالي على نزلاء السجن في سابقة خطيرة، والمختطفون عزل ولم يشكلوا أي تهديد، مما أدى لإصابة بدر خالد مراد، وأحمد على يحيى درويش، ومحمد قاسم محمد حرية، ونور الدين علي مزرية، بإصابات خطيرة، بحسب ما وردنا، وتم نقلهم لأحد المستشفيات من دون علم ذويهم، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن».
وذكر البيان أن «المختطفين في السجن ينفذون إضراباً عن الطعام منذ أسبوعين احتجاجاً على منع الزيارة عنهم ومعاملتهم السيئة وإخفائهم عن أسرهم، مما يضع سلامتهم وحياتهم في خطر».
وحملت أمهات المختطفين بمحافظة الحديدة ميليشيات الحوثي وصالح «مسؤولية حياة وسلامة جميع أبنائها المختطفين» جراء ما وصفته بتصرف «همجي لا يقبله قانون ولا دين ولا عرف، وما يتعرضون له من إخفاءات قسرية وحرمان من الزيارة وأدنى الحقوق، كالطعام النظيف والماء النقي والدواء، ونطالب بسرعة إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط». وناشدت أمهات المختطفين والمختفين قسرياً الأمم المتحدة «سرعة التدخل للإفراج عن أبنائهن»، كما دعت الأمهات كل المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التدخل لإيقاف هذه الجرائم التي تحدث بحق المختطفين والكشف عن مصير أبنائهن.
على الصعيد ذاته، قالت هيئة الدفاع عن المعتقلين الـ36 المحالين من الأمن السياسي إلى المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة أمن الدولة)، من قبل ميليشيات الانقلاب، إن السلطات (الانقلابية) في صنعاء «تستغل ظروف الحرب كسيف مسلط على رقاب المواطنين، بل وامتد ذلك إلى قاعة جلسات المحكمة، حيث نعت بعض محامي الادعاء الخاص محامي الدفاع وموكليهم بأقذع العبارات والألفاظ مثل (العملاء والمرتزقة والأوغاد) وعلى مرأى ومسمع من هيئة المحكمة التي رفضت إثبات ذلك في محضر الجلسة رغم طلب محامي الدفاع... إجراءات المحكمة لا تبعث على الاطمئنان».
وعلى ضوء ذلك، أعلنت هيئة الدفاع عن المعتقلين من جلسة المحكمة الجزائية المتخصصة، أمس (الأحد)، انسحابها من الجلسة، وذلك احتجاجاً على «الاعتداء الهمجي الذي تعرض له المحامي عصام أحمد إبراهيم الرضواني الذي سبقته تهديدات لهيئة الدفاع في قاعة الجلسات من قبل الادعاء وبعض الموجودين في قاعة الجلسات من الطرف الآخر، حيث كانت القاعة تزدحم بأفراد من الأمن السياسي والأمن القومي ومسلحين آخرين. وقد نفذ الاعتداء على الزميل المحامي بإيعاز من أحد أعضاء النيابة العامة الذي كان موجوداً في المنصة»، وذلك بحسب بيان صادر عن هيئة الدفاع عن المعتقلين، أورد أن «المحامين كانوا قد اعترضوا على انسياق المحكمة على غير هدى وراء طلبات الادعاء العام ومحامي الادعاء الخاص في استعراض أدلة مخالفة لمبدأ المشروعية الإجرائية».
وأضاف البيان: «إننا وإن كنا ننازع في شرعية ومشروعية المحكمة والمحاكمة، لكننا على الرغم من ذلك لا نطالب سوى بحق موكلينا في محاكمة عادلة ومنصفة تصان فيها حرية الدفاع ويحترم فيها مبدأ البراءة كمبدأ أصيل من مبادئ العدالة ويحترم فيها الدستور والقانون وكرامة المعتقلين».
يأتي ذلك في الوقت الذي تُنتظر فيه محاكمة 36 مواطناً يمنياً من الناشطين والمفكرين والتربويين، من الذين وجهت لهم التهم من الانقلاب «بتشكيل خلايا اغتيالات والاشتراك في عصابة مسلحة ورفع الإحداثيات» لقوات التحالف التي تشارك قوات الجيش الوطني لاستعادة شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وعقدت محكمة أمن الدولة اليمنية في مقرها بالعاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الميلشيات الانقلابية، جلسة محاكمة لهم.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.