طلبات الترشح للرئاسة تثير جدلاً في إيران... والبرلمان ينتقد

مرجع اعتبر تسجيل الناخبين «فضيحة على مستوى العالم وسخرية من النظام»

توأم إيراني وعد بالتصدي لأزمة البطالة بعد تقديم طلب الترشح - رجل دين له 18 ابناً وعد بإلغاء الشرطة وإباحة الترياق (أ.ف.ب) - رجل قدم طلب الترشح في اليوم الثاني للتسجيل (أ.ف.ب)
توأم إيراني وعد بالتصدي لأزمة البطالة بعد تقديم طلب الترشح - رجل دين له 18 ابناً وعد بإلغاء الشرطة وإباحة الترياق (أ.ف.ب) - رجل قدم طلب الترشح في اليوم الثاني للتسجيل (أ.ف.ب)
TT

طلبات الترشح للرئاسة تثير جدلاً في إيران... والبرلمان ينتقد

توأم إيراني وعد بالتصدي لأزمة البطالة بعد تقديم طلب الترشح - رجل دين له 18 ابناً وعد بإلغاء الشرطة وإباحة الترياق (أ.ف.ب) - رجل قدم طلب الترشح في اليوم الثاني للتسجيل (أ.ف.ب)
توأم إيراني وعد بالتصدي لأزمة البطالة بعد تقديم طلب الترشح - رجل دين له 18 ابناً وعد بإلغاء الشرطة وإباحة الترياق (أ.ف.ب) - رجل قدم طلب الترشح في اليوم الثاني للتسجيل (أ.ف.ب)

انتقد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني تسجيل طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية لأشخاص لا يملكون المواصفات المطلوبة معتبرا ما شهدته الأيام الماضية «وهنا» لعملية الانتخابات الإيرانية وذلك غداة انتقادات من المرجع الإيراني مكارم شيرازي لمسؤولين إيرانيين اعتبروا تدفق مئات المرشحين عاملا لبث الحماس في الانتخابات الإيرانية معتبرا ما شهدته الانتخابات «فضيحة على مستوى العالم وسخرية من النظام».
وأثارت عملية تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية جدلا واسعا تحت تأثير قضايا هامشية نافست الأجواء السياسية في مقر وزارة الداخلية. وقالت لجنة الانتخابات الإيرانية إنها استقبلت نحو 1636 وهو أكبر عدد تسجله في تاريخ الانتخابات الرئاسية في البلاد. وقالت وكالة «إيلنا» إن 32 فقط من مجموع المرشحين يملكون فرصا لتجاوز مرحلة دراسة طلبات الترشح وخلال أيام تسجيل طلبات الترشيح التي بدأت منذ 11 لغاية 15 أبريل (نيسان) تناقلت وسائل الإعلام تدفق مئات المرشحين بدوافع مختلفة مما شكل مادة دسمة للسخرية في الشارع الإيراني. وعلى مدى الأيام الخمسة من عملية التسجيل كان مقر وزارة الداخلية مسرحا للطرائف والغرائب بسبب حضور مرشحين بهيئات وخلفيات مختلفة.
وبدأ رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أعمال البرلمان بانتقاد عملية تسجيل طلبات الترشيح رغم ترحيبه بتلقي عدد كبير من الطلبات وفي إشارة إلى قضايا هامشية خيمت على عملية التسجيل، أعرب لاريجاني عن استغرابه من توجه أفراد لا يملكون الشروط المطلوبة لتقديم طلب الترشح للانتخابات الرئاسية ودافع عن قوانين أقرها البرلمان سابقا لتحديد شروط المرشحين بما فيها الشرط الأساسي وهو أن يكون المرشح تنطبق عليه مواصفات «الرجل السياسي أو رجل الدين». وانتقد لاريجاني عدم الوضوح في تطبيق القوانين المتعلقة بعملية تسجيل المرشحين.
وبحسب القوانين الانتخابية الإيرانية فإن الشرط على أن يكون في سجل المرشحين مسؤوليات تنفيذية وسياسية كبيرة تؤهله للجلوس على كرسي الرئاسة.
وفور انتهاء عملية التسجيل أول من أمس، نقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» انتقادات وردت على لسان المرجع الإيراني مكارم شيرازي أعرب فيها عن قلقه تجاه مسار تسجيل طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية وجاء ذلك في سياق رده على مسؤولين اعتبروا تسجيل عدد كبير من الطلبات الترشح عامل «الحماس» في الانتخابات. وقال شيرازي في خطاب له في قم إن «شابا في السادسة عشرة وعجوزا تبلغ من العمر 90 عاما أو أشخاصاً لديهم مشكلات نفسية أو يدعون النبوة قدموا طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية».
وبدأت عملية النظر في أهلية المرشحين أمس من قبل مجلس صيانة الدستور ومن المتوقع أن تعلن القائمة الأولية للمرشحين المقبولين في 20 من أبريل. وقال المتحدث باسم لجنة «صيانة الدستور» المكلفة بدراسة طلبات الترشيح إن أغلب المرشحين سترفض طلباتهم.
وطالب شيرازي لجنة «صيانة الدستور» بتطبيق صارم لقوانين الانتخابات على غرار تطبيق المرجعية الشيعية لدلالات يستندون إليها في إصدار الفتاوى الدينية، مشددا على ضرورة تطبيق «الدلالة الإلزامية» في توضيح شروط الترشيح مؤكدا على أن المرشحين يجب أن يكونوا حاصلين على شهادات دكتوراه أو «الاجتهاد» من الحوزة العلمية وألا يقل عمر المرشح دون الخامسة والثلاثين.
وقال شيرازي إن «الوضع الحالي لتسجيل المرشحين للرئاسة لا يليق بالنظام الإيراني» نافيا أن يكون تسجيل مئات ممن يفتقرون للشروط عاملا حماسيا في الانتخابات.
في الأثناء، دعا رئيس مجلس «صيانة الدستور» أحمد جنتي وضع قيود على عملية الترشح مطالبا البرلمان بإقرار قوانين خاصة بهذا الشأن. وقال جنتي إن بعض المرشحين «لا يملكون أدنى معلومات عن مهام رئيس الجمهورية» وفق ما أوردت عنه وكالة «إيلنا».
في غضون ذلك، اتهم نائب رئيس البرلمان الأول علي مطهري هيئة الإذاعة والتلفزيون بالوقوف وراء إثارة موجة السخرية من عملية تسجيل المرشحين للسباق الرئاسي منتقدا إصرار القنوات الرسمية على إجراء مقابلات مع مرشحين غير معروفين على هامش عملية التسجيل كما وجه انتقادات إلى وزارة الداخلية بسبب قصورها في تطبيق قوانين تسجيل المرشحين مشددا على أن «المعايير العامة لا تسمح للداخلية بتسجيل أي شخص للانتخابات الرئاسية» وفق ما نقل عنه موقع «خبر أونلاين».
في نفس الاتجاه، انتقد نواب في البرلمان الإيراني تغطية القنوات الإخبارية الإيرانية لنقلها مقابلات مع أشخاص قدموا أوراق الترشح للانتخابات الرئاسية أغلبهم من الشباب والمراهقين وقال النائب منوشهر جمالي خلال اجتماع البرلمان أمس «مدعاة للأسف أن تعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون على إثارة هذه الأجواء»، معربا عن اعتقاده بأن القنوات الرسمية «سخرت» من عملية تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية.
ومنذ أولى لحظات فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية سجلت وسائل الإعلام الإيرانية غرائب وطرائف من الانتخابات وخصصت وكالات الأنباء الإيرانية تقارير مطولة عن تلك الأحداث إلى جانب الترقب الذي ساد محيط وزارة الداخلية بانتظار دخول الشخصيات السياسية والمنافسين الأساسيين في الانتخابات.
وكان لافتا أن العدد الكبير من المرشحين يفتقرون للشروط الصارمة التي من المتوقع أن تطبقها لجنة «صيانة الدستور» وتجدر الإشارة أنه في الانتخابات الأخيرة أبعدت لجنة «صيانة الدستور» الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي شغل المنصب لفترة ثمانية أعوام منذ 1989 كما استبعدت مستشار الرئيس الإيراني السابق، اسفنديار رحيم مشايي بسبب ما قالت افتقارهم لشروط الترشيح.
ومنذ إعلان وزير الداخلية رحمان فضلي انطلاق عمليات التسجيل تدفق المئات من المواطنين لتقديم طلبات الترشيح وبحسب ما تناقلت الوكالات فإن الدوافع كانت متباينة إلى حد بعيد. فبينما اتخذ فريق من المرشحين عملية التسجيل منبرا لإعلان احتجاجه على الأوضاع المعيشية الحالية في البلاد حاول فريق آخر استعراض مهاراته في الكاراتيه والتذكير بسجله في دخول موسوعة غينيس وكان المواطن أبو القاسم خاكي 45 عاما يبلغ 200 كيلوغرام وهو عامل قدم لطهران من يزد وسط إيران أول من اجتاز بوابة التسجيل وقال بعد تقديم الطلب إنه سينقل مياه الخليج إلى صحراء يزد وسيواجه أزمة البطالة بين الشباب بترويج تربية النعام في عموم إيران ووعد بالانسحاب من الانتخابات لصالح المرشح الذي يفوقه بالوزن. ومن طرائف اليوم الأول تؤأمان رفعا شعار مواجهة أزمة البطالة وادعت مرشحة تحمل شهادة الماجستير تدعي آذر بهرام أنها كتبت المفاوضات النووية قبل أن يقصيها وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف من فريق المفاوضين بينما وعد المرشح محمد جواد غروسي وهو يرتدي نظارات شمسية وربطة عنق حمراء بأن ينقل وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» إلى طهران. كما ترشح رئيس رابطة مشجعي فريق «تراكتورسازي» لكرة القدم الذي قال للصحافيين إنه من أصدقاء أحمدي نجاد ويسميه بـ«البهلوان». وحمل صانع المفاتيح عدد كبير من الأقفال والمفاتيح للسخرية من شعار الرئيس الحالي حسن روحاني قائلا: إنه يجيد فتح الأقفال أفضل من روحاني.
أما اليوم الثاني فشهد تسجيل شاب في التاسعة عشرة قال إنه يريد أن يكون رئيسا لإطاعة أمر المرشد 100 في المائة وركض في أول ساعات الصباح لقطع الطريق على مرشح يحمل بيده حقيبة وردية ووعد شاب في السابعة والعشرين بإبعاد روحاني من حكومته. كذلك شهد اليوم الثاني دخول شاب من بلوشستان بملابس محلية كما توجه ثلاثة يرتدون ملابس عربية من الأحواز لتقديم طلب الترشح احتجاجا على تجاهل الأوضاع البيئية حسب ما ذكرت وكالة «إيلنا». وكانت مصممة أزياء من بين النساء المتقدمات لطلب الترشح.
وبدأ اليوم الثالث بدخول عامل بناء 29 عاما اعتبر نفسه رجلا سياسيا وكان رجل يرتدي ملابس رجال الدين الأكثر إثارة للجدل في اليوم الثالث وقال للصحافيين إن لديه خمس زوجات و18 من الأولاد ووعد برفع القيود عن الترياق وإلغاء جهاز الشرطة ومنع الإعدام. وقال مرشح آخر إنه نظرا لأوضاع شبه الجزيرة الكورية فإن البلد ليس بحاجة إلى رئيس معتدل. رجل آخر يرتدي ملابس محلية كردية قال للصحافيين إنه «أسرع دهان في الشرق الأوسط».
أما مرشح آخر لفت انتباه الصحافيين عندما أخرج الجبن والخبز من حقيبته بانتظار دوره لتقديم الطلب بينما نقلت القناة الإخبارية الرسمية مقابلة مع رجل سجل ابنته البالغة أربعة أعوام على قائمة المرشحين.
وأوضح رجل في الخمسينات أنه قدم طلب الترشح للمرة الرابعة مشددا على تشكيل حكومة «حربية» معلنا أن تشكيلته الوزارية ستبقى من الأمور السرية في البلد.
وقال رجل في 88 من العمر إنه أرسل 40 صفحة من مذكراته إلى المرشد مضيفا أن مستوى دراسته دكتوراه لكنه يحمل شهادة السادس ابتدائي. وتقدم أب في الأربعينات وطفلته دون العاشرة بتقديم طلب الترشح.
أما اليوم الرابع فقد قال رجل بشعر كثيف وشارب كبير إنه تقدم بطلب الترشح لأنه يملك أجمل الشوارب في إيران، وقالت مشكان صيامي 43 عاما إنها تريد «فصل الدين عن السياسة» وأطلق رجل حمائم قبل التوجه إلى تقديم طلب الترشح معلنا نيته القضاء على أزمة البطالة. وقال شاب حليق الشعر إنه نجار وأستاذه حلق شعره على تباطؤه في العمل.
وقالت امرأة في الخمسينات إنها تريد تسجيل ابنها لأنها خسرت أسهمها في شركة «كاسبين» مضيفة أنها تريد إيصال صوتها للمسؤولين وقال زوجان شابان تقدما بطلب الترشح إنهما متفقان على انسحاب الزوجة في حال الموافقة على طلب الترشح.
ولم يخلوا اليوم الختامي من الطرائف إذ أعلنت امرأة في الخمسينات أنها تقدمت بطلب الرئاسة تمهيدا لمحو الرجال الكسولين من المشهد السياسي وتكليفهم بالأعمال المنزلية. بينما أطلق عباس وكيل 68 عاما لقب «الزلزال» على حكومته.



إيران تترقب سياسة ترمب بشأن برنامجها النووي

رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي يقدم شرحاً حول عمل أجهزة الطرد المركزي (الذرية الإيرانية)
رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي يقدم شرحاً حول عمل أجهزة الطرد المركزي (الذرية الإيرانية)
TT

إيران تترقب سياسة ترمب بشأن برنامجها النووي

رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي يقدم شرحاً حول عمل أجهزة الطرد المركزي (الذرية الإيرانية)
رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي يقدم شرحاً حول عمل أجهزة الطرد المركزي (الذرية الإيرانية)

إحدى القضايا المعقدة في السياسة الخارجية التي سيرثها دونالد ترمب عندما يتولى منصبه في البيت الأبيض هي إيران التي تقف على أعتاب أن تصبح قوة نووية، مع استمرار برنامجها الصاروخي الباليستي القوي في التقدم، وهي تعد الولايات المتحدة العقبة الرئيسية أمام سيطرتها على الشرق الأوسط. فكيف سيرد ترمب؟

وقال «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركية، وهو مؤسسة بحثية مستقلة، إن الإجابة عن هذا السؤال قد تبدو سهلة؛ لأن ترمب كان متسقاً في خططه إبان سنوات حكمه الأولى، وهو الآن يُتوقع أن يعود إلى سياسته السابقة القائمة على مبدأ فرض «أقصى درجات الضغط» على إيران.

وكانت تلك السياسة تهدف إلى تشديد الخناق الاقتصادي على إيران من خلال توسيع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، وتشديد تطبيق العقوبات القائمة. فالهدف لم يكن تغيير النظام، بل إجبار طهران على الحد من برامجها النووية والباليستية وكبح دعمها للميليشيات الإقليمية التي تشكل ما يسمى بـ«محور المقاومة».

ورغم أن سياسة أقصى الضغط قد نجحت في تقليص الاقتصاد الإيراني، فإنها فشلت في إجبار طهران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. فحتى مع تعثر اقتصادها وتراجع احتياطاتها الأجنبية، استمرت طهران في برامجها النووية والباليستية، ووسّعت دعمها لحلفائها الإقليميين، بل شنّت هجوماً صاروخياً على قاعدة أميركية في العراق عام 2020.

وقال المجلس: «إن السؤال الآن هو: هل ستنجح سياسة أقصى الضغط في السياق الجيوسياسي المختلف اليوم؟». وأوضح أن الأدلة على هذا الصعيد مختلطة، فحروب إسرائيل ضد «حماس» و«حزب الله»، وسقوط نظام الأسد في سوريا، أضعفت موقف إيران في المنطقة. كما أن حلفاءها أقل عدداً وأضعف مما كانوا عليه قبل ستة أشهر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الضربات الجوية الانتقامية التي نفذتها إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) دمرت جزءاً كبيراً من الدفاعات الجوية الإيرانية، مما جعلها أكثر عرضة للهجمات العسكرية.

البرنامج النووي

المفاعل النووي الإيراني في بوشهر جنوب العاصمة طهران (أرشيفية - أ.ب)

هذا الضعف، إلى جانب المشكلات الاقتصادية والاضطرابات الداخلية في إيران، قد يكون السبب وراء تصريح وزير الخارجية الإيراني بأن إيران تتطلع لاستئناف المحادثات النووية. ومع ذلك، فإن استراتيجية أقصى الضغط تحتاج إلى وقت لتحقيق النتائج، وهو ما قد يكون محدوداً فيما يخص البرنامج النووي الإيراني.

والمعروف أن إيران كثّفت جهودها لتخصيب اليورانيوم بعد أن ألغى ترمب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأميركي الأسبق أوباما. ووفقاً لمعظم التقديرات، يمكن لإيران الآن بناء عدد قليل من الأسلحة النووية في غضون أسابيع من اتخاذها قرار عبور العتبة النووية.

وأشار «مجلس العلاقات الخارجية» إلى أن القوى الكبرى الأخرى ستضعف أيضاً سياسة أقصى الضغط. فالصين وروسيا تجاوزتا أو تجاهلتا العقوبات الأميركية متعددة الأطراف المفروضة على إيران. ومن غير المرجح أن تمتثل إيران لها الآن ما لم تحصل على شيء كبير من الولايات المتحدة في المقابل.

كما أن ترمب قد يكون غير راغب أو غير قادر على تقديم ذلك الحافز. فإذا اعتقدت طهران أن بكين وموسكو تدعمانها، فستكون المقاومة استراتيجية أكثر من كونها قابلة للتطبيق. ويمكن أن تستخدم طهران المفاوضات وسيلة لشراء الوقت لمعالجة نقاط ضعفها.

مفاوضات بنوايا حسنة

خامنئي خلال لقائه قدامى المحاربين (إ.ب.أ)

حتى لو دخلت إيران في مفاوضات بنوايا حسنة، فقد تتعثر جهود ترمب بسبب الخلافات حول ماهية الصفقة المناسبة. فالتنوع الآيديولوجي داخل فريقه، المكون من متشددين وأنصار سياسة «أميركا أولاً»، يجعل من المحتمل أن يتجادلوا حول ما يجب أن تتنازل عنه طهران ليكون الاتفاق مجدياً. هذا الانقسام الداخلي قد يقوّض الجهود للوصول إلى اتفاق.

كل هذا يثير التساؤل حول ما سيحدث إذا لم تبدأ المحادثات أو، وربما الأكثر احتمالًا، إذا لم تحقق المحادثات أي نتائج. من المحتمل أن تتصاعد الدعوات للولايات المتحدة لضرب المواقع النووية الإيرانية إذا لم تسفر حملة أقصى الضغط عن نتائج سريعة. كما أن ترمب سيواجه دعوات لتشجيع إسرائيل على مهاجمة إيران، على الرغم من أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض.

من جانبها، ستقيّم طهران استعداد ترمب لاستخدام القوة العسكرية، بالإضافة إلى قدرات إسرائيل العسكرية، عند التفكير في المفاوضات. ويعرف القادة الإيرانيون أن ترمب أمر باغتيال قاسم سليماني في عام 2020، وتحدث أثناء حملته الانتخابية عن «إبادة» إيران، وقال إن على إسرائيل ضرب المواقع النووية الإيرانية. لكنهم يعلمون أيضاً أنه خاض حملته ضد «حروب أميركا الأبدية» في الشرق الأوسط بينما تفاخر، بشكل غير صحيح، بأنه «الرئيس الوحيد خلال 72 عاماً الذي لم يخض حروباً».

ويرى «مجلس العلاقات الخارجية» أن اللجوء إلى القوة العسكرية، سواء من خلال عمل أميركي مباشر أو عن طريق تشجيع إسرائيل على الهجوم، سيكون مقامرة كبيرة. قد تنجح أكثر مما يتوقع المخططون، وتفتح فصلاً جديداً أكثر سلماً في الشرق الأوسط. أو، مثل غزو العراق، قد تفتح المقامرة باباً من المشكلات التي ستطارد المنطقة والولايات المتحدة لسنوات. ولكن السماح لإيران بمواصلة برامجها النووية والباليستية بينما تعيد بناء «محور المقاومة» له تكاليفه الخاصة أيضاً. لذا، يأمل البعض أن تنجح العودة إلى استراتيجية أقصى الضغط.