28 رجلاً وامرأة يخوضون اليوم انتخابات النادي الأدبي بالرياض

28 رجلاً وامرأة يخوضون اليوم انتخابات النادي الأدبي بالرياض
TT

28 رجلاً وامرأة يخوضون اليوم انتخابات النادي الأدبي بالرياض

28 رجلاً وامرأة يخوضون اليوم انتخابات النادي الأدبي بالرياض

يخوض 28 رجلاً وامرأة من مثقفي منطقة الرياض اليوم الاثنين انتخابات الدورة الثانية لنيل المقاعد العشرة في مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، وإدارته للفترة المقبلة بإشراف وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية. وتجرى الانتخابات الساعة الخامسة عصراً في مركز الملك فهد الثقافي.
وذكر رئيس الجمعية العمومية للنادي رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبد الله الحيدري، الذي أعلن مسبقاً عدم رغبته في خوض غمار الانتخابات بعد أن تولى رئاسة النادي لمدة 5 سنوات، أن عدد المنتمين إلى الجمعية العمومية بلغ 155 عضواً، وهم الذين جدّدوا اشتراكاتهم وتنطبق عليهم الشروط، ويحق لهم التصويت وانتخاب مجلس إدارة جديد.
وقال الحيدري معلقاً على الانتخابات التي تجري اليوم: «تقدم من أعضاء الجمعية العمومية 28 وطلبوا الترشّح لمجلس إدارة النادي، وأهيب بجميع الزملاء والزميلات أعضاء الجمعية العمومية بأن يمارسوا حقهم الذي كفلته لائحة الأندية الأدبية، وأن يحرصوا على الحضور في الموعد المحدّد، مصطحبين معهم الهوية الوطنية؛ لاختيار من يرون أنهم الأكفأ لإدارة النادي في السنوات الأربع المقبلة».
كما دعا الحيدري أعضاء الجمعية العمومية، إلى الاطلاع على الدليل التعريفي الذي أنجزته إدارة النادي، ويضم السير الذاتية للمترشحين، ورؤاهم وأفكارهم تجاه تفعيل دور النادي وخدمته وتحقيق أهدافه، وهو الكتاب الذي سيتم توفيره لأعضاء الجمعية العمومية في مركز الملك فهد متزامناً مع اجتماع الجمعية العمومية وانتخاب مجلس الإدارة.
وأضاف الحيدري: «يُعدّ النادي الأدبي بالرياض واحداً من الأندية الأدبية العريقة، وحقّقت مجالس إدارته المتعاقبة جملة من المنجزات الملموسة في مجال طباعة الكتب، وفي إصدار المجلات، وفي عقد الملتقيات، وإطلاق الجوائز، ورعاية المواهب الشابة، وإقامة المعارض، وتقديم الكثير من الأمسيات والمحاضرات والندوات، وتكريم الكثير من الشخصيات، وتوقيع الكثير من الاتفاقيات، وتأسيس 4 لجان ثقافية خارج المقر الرئيسي في محافظات: الخرج والمجمعة وثادق والأفلاج، وغير ذلك من المنجزات المهمة».
ويعود عمر المجلس الحالي، إلى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، حيث اعتمد وزير الثقافة والإعلام آنذاك الدكتور عبد العزيز خوجة أسماء الفائزين في الانتخابات، وعقد المجلس أول جلسة له في 12 نوفمبر 2011 بحضور جميع الأعضاء. وفي 31 ديسمبر (كانون الأول) 2012 عُقِد اجتماع استثنائي لمجلس إدارة النادي لتدوير المناصب الإدارية، واختير الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري رئيساً لمجلس إدارة النادي، والدكتور صالح بن عبد العزيز المحمود نائباً لرئيس مجلس الإدارة.



«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل
TT

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

في كتابه «هوامش على دفتر الثقافة» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يستعرض الشاعر عزمي عبد الوهاب العديد من قضايا الإبداع والأدب، لكنه يفرد مساحة مميزة لمسألة «الحزن»، وتفاعل الشعراء معها في سياق جمالي إنساني رهيف. ويشير المؤلف إلى أن ظاهرة الحزن لم تعد ترتبط بأسباب عرضية، أو بحدث يهم الشاعر، ويدفعه إلى الحزن كما كان الحال في الشعر العربي القديم.

ومن بين بواعث الحزن ومظاهره في الشعر قديماً، أن يفقد الشاعر أخاً أو حبيبة، فيدعوه هذا إلى رثاء الفقيد بقصائد تمتلئ بالفقد والأسى، مثل الخنساء في رثاء شقيقها، وأبي ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه، وجرير في رثاء زوجته، وهناك من يشعر بقرب الموت فيرثي نفسه، كما فعل مالك بن الريب، وقد يعاني الشاعر مرضاً، فيعبر عن ألمه.

أما في الشعر الحديث، فيعد الحزن ظاهرة معنوية تدخل في بنية العديد من القصائد، وقد استفاضت نغمتها، حتى صارت تلفت النظر، بل يمكن أن يقال إنها صارت محوراً أساسياً في معظم ما يكتبه الشعراء المعاصرون حتى حاول بعض النقاد البحث في أسباب تعمق تلك الظاهرة في الشعر العربي. ومن أبرزهم دكتور عز الدين إسماعيل الذي يعزو أسباب الظاهرة إلى تنامي الشعور بالذات الفردية بدلاً من الجماعية، وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن «اغتراب» الإنسان المبدع؛ إذ يأخذ أشكالاً متعددة، ولعل أقسى أشكال ذلك الاغتراب ما عبر عنه أبو حيان التوحيدي بقوله: «أغرب الغرباء من صار غريباً في وطنه».

ذكر إسماعيل عدة أسباب للحزن منها تأثر الشاعر العربي الحديث بأحزان الشاعر الأوروبي وبالفنين الروائي والمسرحي، وقد توصل إلى أن أحزان الشاعر مصدرها المعرفة، وكأن شاعرنا الحديث تنقصه أسباب للحزن وبالتالي يعمد إلى استيرادها أوروبياً من شعراء الغرب.

وفي كتابه «حياتي في الشعر» يواجه صلاح عبد الصبور مقولات النقاد حول أنه شاعر حزين، موضحاً أن هؤلاء يصدرون عن وجهة نظر غير فنية، لا تستحق عناء الاهتمام مثل آراء محترفي السياسة أو دعاة الإصلاح الأخلاقي التقليديين. وانبرى عبد الصبور لتفنيد النظريات التي يأتي بها هؤلاء النقاد لمحاكمة الشعر والشاعر قائلاً: «لست شاعراً حزيناً لكني شاعر متألم، وذلك لأن الكون لا يعجبني ولأني أحمل بين جوانحي، كما قال شيللي، شهوة لإصلاح العالم، وهي القوة الدافعة في حياة الفيلسوف والنبي والشاعر، لأن كلاً منهم يرى النقص فلا يحاول أن يخدع نفسه، بل يجهد في أن يرى وسيلة لإصلاحه».

يتحدث الشاعر أيضاً عن قضيتين أثارهما بعض النقاد عن شعره، أولاهما أن حزن هذا الجيل الجديد من الشعراء المعاصرين حزن مقتبس عن الحزن الأوروبي، وبخاصة أحزان اليوميات. وكذلك قولهم إن الشعراء يتحدثون عن مشكلات لم يعانوها على أرض الواقع كمشكلة «غياب التواصل الإنساني» من خلال اللغة، كما تتضح عند يوجين يونيسكو أو «الجدب والانتظار» عند صمويل بيكيت وإليوت، أو «المشكلات الوجودية» عند جان بول سارتر وكامو، وبخاصة «مشكلة الموت والوعي».

وشرح عبد الصبور كيف أن الحزن بالنسبة إليه ليس حالة عارضة، لكنه مزاج عام، قد يعجزه أن يقول إنه حزن لكذا ولكذا، فحياته الخاصة ساذجة، ليست أسوأ ولا أفضل من حياة غيره، لكنه يعتقد عموماً أن الإنسان «حيوان مفكر حزين».

ويضيف عبد الصبور: «الحزن ثمرة التأمل، وهو غير اليأس، بل لعله نقيضه، فاليأس ساكن فاتر، أما الحزن فمتقد، وهو ليس ذلك الضرب من الأنين الفج، إنه وقود عميق وإنساني».

لكن ما سبب الحزن بشكل أكثر تحديداً عن الشاعر صلاح عبد الصبور؟ يؤكد أنه هو نفسه لا يستطيع الإجابة ويقول: «أن أرد هذا الحزن إلى حاجة لم أقضها، أو إلى فقد شخص قريب، أو شقاء طفولة، فذلك ما لا أستطيعه».

ومن أشهر قصائد صلاح عبد الصبور في هذا السياق قصيدة تحمل عنوان «الحزن» يقول في مطلعها:

«يا صاحبي إني حزين

طلع الصباح فما ابتسمت

ولم ينر وجهي الصباح»

لقد حاول التحرر فيها من اللغة الشعرية التقليدية عبر لغة يراها أكثر مواءمة للمشهد، لكن كثيرين اعترضوا على تلك اللغة، في حين أنه كان يريد أن يقدم صورة لحياة بائسة ملؤها التكرار والرتابة. ويؤكد الناقد د. جابر عصفور أن السخرية والحزن كلاهما ركيزتان أساسيتان في شعر عبد الصبور، وهو ما جعل عصفور يسأل الأخير في لقاء جمعهما: «لماذا كل هذا الحزن في شعرك؟» فنظر إليه عبد الصبور نظرة بدت كما لو كانت تنطوي على نوع من الرفق به ثم سأله: «وما الذي يفرح في هذا الكون؟».

وتحت عنوان «ظاهرة الحزن في الشعر العربي الحديث»، يوضح الباحث والناقد د. أحمد سيف الدين أن الحزن يشكل ظاهرة لها حضورها وامتدادها في معظم التجارب الشعرية الحديثة، خلافاً لما كان عليه الحال في الشعر العربي القديم. ويميز سيف الدين بين حزن الإنسان العادي وحزن المبدع الذي يتسم بحساسية خاصة، حيث يستطيع أن يحول حزنه وألمه إلى مادة إبداعية.

ويلفت الكتاب إلى أن هناك أسباباً متنوعة للحزن، منها أسباب ذاتية يتعرض لها الشاعر في حياته كالمرض أو الفقر أو الاغتراب. أيضاً هناك أسباب موضوعية تتصل بالواقع العربي، وما فيه من أزمات ومشكلات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. ومن ثم، فالحزن ليس فقط وعاء الشعر، إنما هو أحد أوعية المعرفة الإنسانية في شمولها وعمقها الضارب في التاريخ.