غرق 20 مهاجرا وإنقاذ الآلاف قبالة سواحل ليبيا

أحد ضحايا غرق قارب للمهاجرين (روتيرز)
أحد ضحايا غرق قارب للمهاجرين (روتيرز)
TT

غرق 20 مهاجرا وإنقاذ الآلاف قبالة سواحل ليبيا

أحد ضحايا غرق قارب للمهاجرين (روتيرز)
أحد ضحايا غرق قارب للمهاجرين (روتيرز)

لقي 20 مهاجرا على الأقل مصرعهم غرقا اليوم (الأحد) بينما كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا في البحر المتوسط قبالة ساحل ليبيا، بحسب مصور لـ«رويترز».
وأضاف المصور دارين زاميت لوبي من على متن سفينة الإنقاذ فينيكس أنه رأى 20 جثة فيما كان طاقم السفينة يقدم يد العون لقارب.
وتدير السفينة منظمة محطة مساعدة المهاجرين في البحر (مواس) ومقرها مالطة.
يأتي ذلك بعدما ذكرت منظمات إغاثة أمس (السبت)، أنه تم إنقاذ آلاف المهاجرين قبالة السواحل الليبية خلال عطلة عيد الفصح، مشيرة إلى أن ستة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم.
وقال كاي كالتيجايرتنر، قائد سفينة الإنقاذ «يوفنتا» لوكالة الأنباء الألمانية إن منظمات (يوفنتا يوجينا ريتيت) و(إم أو إيه إس) و(سي آي) أنقذت نحو ثلاثة آلاف شخص من قوارب مطاطية وخشبية على بعد نحو 20 ميلا من السواحل الليبية خلال يوم السبت فقط.
وأضاف أنه تم إنقاذ ما بين 1800 و2000 شخص الجمعة الماضية، مشيرا إلى أن هذا العدد غير مسبوق.
وقال كالتيجايرتنر إن منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة تخشى من اكتشاف مزيد من قوارب المهاجرين خلال الليل في ظل الأحوال الجوية الجيدة في هذا التوقيت.
ووصل نحو 48 مهاجرا بينهم 13 طفلا إلى مدينة أرجوستولي الساحلية بجزيرة كيفالونيا اليونانية بعد أن اكتشف خفر السواحل اليوناني، يوم السبت، وجودهم على متن قارب في محنة بين اليونان وإيطاليا.
وذكرت تقارير في وقت سابق من يوم السبت أنه كان هناك 40 شخصا فقط على متن القارب، الذي، وفقا لمحطة الإذاعة اليونانية «إي آر تي»، تم العثور عليه على بعد بضعة أميال بحرية إلى الغرب من جزيرة كيفالونيا في البحر الأيوني. ولم يكن من الواضح الوجهة التي انطلق منها المهاجرون.
وبرغم أن بعض الأطفال كانوا يعانون من الجفاف الشديد، لم تشر التقارير إلى أن أيا منهم كان في حالة تهدد الحياة.
والجمعة الماضية، قالت منظمة «إس أو إس مديتيراني» إنها أنقذت 500 شخص خلال سبع ساعات. فيما تم العثور على رجل واحد ميتا على أحد زوارق النجاة.
وذكر متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، في تغريدة، يوم السبت، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن صيادين أنقذوا 101 مهاجر من قارب كان يغرق، بينما غرق خمسة مهاجرين. ولم يتضح متى تمت عملية الإنقاذ.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فقد توفي هذا العام ما يقرب من 800 مهاجر حتى الآن خلال محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط في السفن التي غالبا ما تكون غير صالحة للإبحار، التي يوفرها المتاجرون بالبشر.
وتم إنقاذ 23 شخصاً يوم الخميس عندما غرق قارب قرب الساحل الليبي. فيما يعد 97 مهاجرا في عداد المفقودين في تلك الحادثة.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».