موريتانيا ترفض دعوة سفير إيران لمؤتمر حول التطرف والإرهاب

في خطوة جديدة لتوتر العلاقات بين نواكشوط وطهران

موريتانيا ترفض دعوة سفير إيران لمؤتمر حول التطرف والإرهاب
TT

موريتانيا ترفض دعوة سفير إيران لمؤتمر حول التطرف والإرهاب

موريتانيا ترفض دعوة سفير إيران لمؤتمر حول التطرف والإرهاب

تقدمت السفارة الإيرانية في العاصمة الموريتانية نواكشوط باحتجاج لدى السلطات الموريتانية، بعد استثنائها من الدعوات التي وجهت إلى ممثلي السلك الدبلوماسي في موريتانيا للمشاركة في مؤتمر دولي يناقش قضايا التطرف والإرهاب، نُظم في نواكشوط مطلع شهر مارس (آذار) الماضي.
ويعد الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام المحلية في موريتانيا أمس خطوة جديدة في توتر العلاقات بين موريتانيا وإيران، ويؤكد مساعي بدأتها السلطات الموريتانية مؤخراً من أجل محاصرة النشاط الإيراني للتغلغل في المجتمع الموريتاني، وذلك من خلال نشر التشيع وتنظيم الأنشطة الداعمة للمقاومة الفلسطينية.
ويحمل تغييب السفير الإيراني في نواكشوط عن حضور افتتاح مؤتمر دولي نظمته نواكشوط تحت عنوان «التطرف في ميزان الشرع»، رسائل دبلوماسية قوية تجاه النظام القائم في طهران، خاصة أن المؤتمر شاركت فيه وفود من خارج موريتانيا، كما حضره جميع ممثلي السلك الدبلوماسي في موريتانيا، وافتتح من طرف الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين.
وشهد المؤتمر محاضرات ألقاها عدد من العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، كما صدر عن المؤتمر توصيات موجهة للحكومة الموريتانية من أجل الحد من انتشار التطرف والإرهاب، وقال وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني أحمد ولد أهل داود إن الحكومة ستسهر على تطبيقها.
وسبق أن ارتفعت مطالب في موريتانيا تدعو إلى قطع العلاقات مع إيران، خاصة بعد الاعتداء على القنصلية السعودية في إيران، وتزايد النشاط الإيراني في العاصمة الموريتانية نواكشوط، كما دعا مفتي موريتانيا وإمام المسجد الجامع بنواكشوط أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن في خطبة نارية إلى قطع هذه العلاقات، وإغلاق السفارة الإيرانية في نواكشوط.
وقال الإمام في خطبته، التي حضرها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وحكومته، إن على الرئيس الموريتاني أن يقطع هذه العلاقات لأن ذلك مطلب جماهيري، داعياً في الوقت نفسه إلى «وقف المد الصفوي الفارسي الشيعي»، وبرر الإمام خطر هذا المد بأنه يقوم على أمور عقدية مخالفة للمذهب السني لموريتانيا، خاصة سب الصحابة الكرام، وفق تعبيره.
وحتى داخل البرلمان الموريتاني ارتفعت هذه المطالب، إذ سبق أن دعا النائب في البرلمان المحامي محمد ولد أحمد سالم، وهو ناشط في الأغلبية الرئاسية الحاكمة، الرئيس الموريتاني إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، واعتبر النائب البرلماني أن مشاركة موريتانيا في «عاصفة الحزم» لاستعادة الشرعية في اليمن، يجب أن تكون «بقطع العلاقات الدبلوماسية البغيضة مع النظام الملالي الفارسي»، حسب قوله.
وأوضح النائب البرلماني أن قطع العلاقات مع طهران «سيحافظ على أمن واستقرار ووحدة موريتانيا، ولقطع الطريق أمام ما سماه (سعي إيران لنشر التشيع في مجتمع موحد حول المذهب المالكي السني)»، على حد تعبيره.
وسبق أن اتخذت موريتانيا سلسلة إجراءات ضد الأحزاب السياسية التي ترتبط بعلاقات فكرية أو سياسية مع طهران، ومنعت أنشطتها في نواكشوط، كما منعت جميع الأنشطة المؤيدة لـ«حزب الله» في لبنان، الذي تم تصنيفه من طرف موريتانيا منظمة إرهابية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.