«النهضة» تنفي اتهاماً بالتخطيط لإسقاط الحكومة التونسية

استبعد علي العريض، نائب رئيس حركة النهضة التونسية (حزب إسلامي داخل الائتلاف الحاكم) أن يكون حزبه هو المقصود بتصريح وليد فارس، المستشار السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عندما قال إن «الإسلاميين في تونس يخططون لإسقاط الحكومة العلمانية المنتخبة ديمقراطيا بالتنسيق مع الفصائل الإسلامية الليبية في طرابلس (ليبيا)».
وقال العريض لـ«الشرق الأوسط» إن فارس لم يكن يقصد حركة النهضة بكلامه، بل كان يتحدّث عن الإرهابيين الموجودين في تونس وفي بقية المنطقة، ممن يناهضون الاستقرار ويعملون على تقويض أركان الدولة.
وأكد العريض سعي حركة النهضة من أجل ضمان الاستقرار السياسي في تونس، وقال إنها تنتمي إلى التحالف الحاكم، وتدعم حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت إثر التوقيع على «وثيقة قرطاج» قبل نحو ثمانية أشهر.
يذكر أن وليد فارس المستشار السابق لحملة ترمب كان قد كشف عن ورود معلومات حول وجود أطراف تسعى لإسقاط الحكومة التونسية، وبين أن التخطيط لإسقاط الحكومة المنتخبة يتم عبر التنسيق المشترك بين من سماهم «الإسلاميين» في تونس وليبيا، معتبرا الأمر يُمثل تحديا حقيقيا للمعتدلين في تونس وشمال أفريقيا والولايات المتحدة الأميركية في حال تم التأكد من هذه المعلومات.
وأوضح العريض أن حركة النهضة زكت الحكومة، وقدمت لها المقترحات لضمان الاستقرار في البلاد، مؤكدا أن حركة النهضة تمثل أهم طرف سياسي ضامن للاستقرار في البلاد، وذلك من خلال سياسة التوافق السياسي مع بقية مكونات المشهد السياسي، على حد قوله.
وفي مقابل ذلك، أقر العريض بوجود أطراف سياسية لديها أجندات خاصة لإسقاط حكومة يوسف الشاهد، وذلك من خلال توسيع رقعة الاحتجاجات الاجتماعية، وإعادة السيناريو نفسه الذي طبق مع حكومة الحبيب الصيد خلال السنة الماضية، ودعا المحتجين بصفة سلمية داخل عدد من المدن التونسية للمطالبة بالتنمية والتشغيل، إلى عدم إفساح المجال أمام بعض الأطراف المتطرفة لاستغلال مثل هذه التحركات السلمية وقصد تحويلها إلى فوضى اجتماعية، تقوض الأمن والاستقرار، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بعض الأطراف السياسية المعروفة بخطابات ومواقف تبث الإحباط والتشكيك بين المحتجين، تعمل بالفعل على تقويض أركان الدولة، واتهمها بالوقوف وراء مخططات لعرقلة العمل الحكومي والاستقرار السياسي والأمني الذي تعرفه تونس.
وبخصوص الوضع السياسي والأمني في ليبيا، قال العريض إن حركة النهضة تدعم مبادرة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي المتعلقة بالمصالحة الشاملة بين الفرقاء الليبيين، مؤكدا أن «النهضة» قدمت خلال السنوات الماضية كل أشكال الدعم والمساعدة من أجل دعم التوافق والحوار، وتنفيذ المبادرة الأممية في ليبيا الشقيقة.
من جهته، قال عبد الستار المسعودي، أحد مؤسسي حزب النداء (أحد أحزاب الائتلاف الحاكم) في تصريح إعلامي، إن أيام يوسف الشاهد على رأس الحكومة أصبحت معدودة على حد قوله، موضحا أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية لم يعد في تناغم مع شق حافظ قائد السبسي في حزب النداء، وهو ما سيعجل برحيله على حد تعبيره.
وأكد المسعودي أن الوافدين الجدد على حزب النداء (نحو 40 شخصية وطنية انضمت مؤخرا إلى الحزب استعدادا للانتخابات البلدية المقبلة) يطمحون إلى إسقاط الحكومة اليوم قبل الغد بسبب رغبتهم في الحصول على مواقع حكومية.
وكان عمار عمروسية، النائب عن تحالف الجبهة الشعبية (تحالف يساري) قد أكد بدوره وجود مؤامرة تستهدف يوسف الشاهد من أجل إبعاده عن رئاسة الحكومة.