القتل في جنوب السودان بلغ «حد الإبادة الجماعية»

لندن تتهم جوبا باستخدام الغذاء سلاحاً

القتل في جنوب السودان بلغ «حد الإبادة الجماعية»
TT

القتل في جنوب السودان بلغ «حد الإبادة الجماعية»

القتل في جنوب السودان بلغ «حد الإبادة الجماعية»

حذرت بريطانيا من القتال الدائر، ومنع وصول المساعدات الغذائية الذي تتعرض له قطاعات بشرية واسعة في جنوب السودان؛ نتيجة الحرب القبلية القائمة بين مجموعات سياسية متصارعة، واصفة الوضع بأنه وصل إلى «حد الإبادة الجماعية»، ويذكر بما حدث في رواندا عام 1994. وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية، بريتي باتيل، في وقت متأخر من مساء الأربعاء: إن على القادة الأفارقة أن يتحركوا إزاءها، وألا يعتمدوا على الآخرين من أجل الاستجابة لتلك الفظائع الأخرى التي تحدث في جنوب السودان. وعقب زيارتها لأحدث دولة أفريقية قالت باتيل أيضا للصحافيين في أوغندا المجاورة: إن حكومة الرئيس سلفا كير تمنع وصول المساعدات. وأضافت: «هناك مذابح تقع وحلوق أشخاص تُشق... وقرى تحرق عن آخرها... إنها سياسة الأرض المحروقة. إنها (الفظائع) قبلية... قبلية تماما؛ وعلى هذا الأساس فإنها إبادة جماعية».
وتسببت الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان في حدوث المجاعة، حيث اضطر ملايين المواطنين إلى الفرار جراء الحرب، وتوقف النشاط الزراعي في الكثير من المناطق، كما لم يتمكن موظفو الإغاثة من الوصول إلى المناطق المتضررة من المجاعة في ولاية الوحدة بسبب المعارك المستمرة.
وكان المبعوث الأممي الخاص لدولة جنوب السودان، ديفيد شيرير، قد حذر قبل يوم من تصريحات باتيل بأن الوضع حرج في إقليم شمال بحر الغزال، وأضاف: «لن أفاجأ إذا تم إعلان المجاعة في هذه المنطقة... يتعين علينا الآن التصرف بسرعة للحيلولة دون تردي الأوضاع».
وقال شيرير للوكالة الألمانية: «من المهم إيصال أكبر قدر ممكن من المواد الإغاثية إلى المواطنين»، مضيفا أن هناك حاجة إلى حل سياسي للمشكلة على المدى الطويل، مؤكدا ضرورة التوصل إلى هدنة لإجراء مفاوضات وتحقيق عملية السلام، وبالتالي تتمكن فرق الإغاثة من الدخول إلى المناطق كافة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يعتمد نحو 5.‏5 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يعادل 50 في المائة من السكان، على مساعدات المواد الغذائية هذا العام.
ويعصف بجنوب السودان عنف واسع النطاق منذ يوليو (تموز) عندما اندلع القتال في العاصمة جوبا، ثم امتد إلى مناطق أخرى. وتفجر القتال بين قوات موالية لكير ونائبه السابق ريك مشار، وهما ينتميان إلى مجموعتين عرقيتين متنافستين. ويقول المدنيون الذين فروا من العنف إلى دول مجاورة: إن القوات الحكومية، وأغلب أفرادها من قبيلة الدنكا التي ينحدر منها كير، تقوم بعمليات قتل وغيرها من الجرائم ضد قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار وقبائل أخرى أصغر يُشتبه في دعمها للمتمردين.
وتقدر الأمم المتحدة أن العنف شرد نحو ثلاثة ملايين من مواطني جنوب السودان في أكبر نزوح عبر الحدود في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وفر أكثر من نصف ذلك العدد إلى دول مجاورة، ولا سيما أوغندا. وفي فبراير (شباط) أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في بعض أجزاء البلاد. وقالت باتيل، التي زارت مخيمات في شمال غربي أوغندا تؤوي لاجئين من جنوب السودان: إن حكومة كير «منعت بنشاط وصول المساعدات»، وتستخدم الغذاء سلاحا من أسلحة الحرب. وأضافت، أنها أبلغت كير في اجتماع معه يوم الثلاثاء أنها تتوقع منه أن يعمل لمنع عرقلة المساعدات وكذلك لإنهاء الصراع.
وتابعت، في تصريحات مع «بي بي سي» أنه إذا رفض كير فإن «المجتمع الدولي سيتحمل العواقب». كما انتقدت باتيل الزعماء الأفارقة لعدم الضغط على حكومة جنوب السودان لإنهاء الفظائع والصراع، واتهمتهم بالتطلع إلى الآخرين لحل صراع في فنائهم الخلفي. وقالت: «لماذا لا يناصرون أشخاصا يُذبَحون... هم إخوانهم وأخواتهم الأفارقة. رؤساء الدول الأفريقية... في حاجة إلى أن يفعلوا المزيد، ويجب ألا يعتمدوا فحسب على الآخرين في المجتمع الدولي».
دولة جنوب السودان استقلت عن السودان عام 2011، وتفجر القتال في يوليو 2016، بينما كانت الدولة المنتجة للنفط لا تزال تئن تحت وطأة أولى حروبها الأهلية التي اندلعت في 2013 بعدما عزل كير نائبه مشار من منصبه.
وانتهى الصراع باتفاق سلام عام 2015، وعاد مشار إلى منصبه كنائب للرئيس في وقت مبكر من العام الماضي. لكن التوتر بين الرجلين ظل كامنا وقاد في آخر الأمر إلى أحدث أعمال العنف.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.