القوات العراقية تعلن تدمير مقر قيادة «داعش» في الموصل

حررت أحياء جديدة في غرب المدينة... والتنظيم يخنق المدنيين تحت سيطرته

عراقيون ينقلون مريضاً خلال فرارهم من المعارك في حي الآبار غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
عراقيون ينقلون مريضاً خلال فرارهم من المعارك في حي الآبار غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تعلن تدمير مقر قيادة «داعش» في الموصل

عراقيون ينقلون مريضاً خلال فرارهم من المعارك في حي الآبار غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
عراقيون ينقلون مريضاً خلال فرارهم من المعارك في حي الآبار غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)

أعلنت قوات الشرطة الاتحادية العراقية، أمس، أنها دمرت مقر القيادة والسيطرة لتنظيم داعش في المدينة القديمة وسط الموصل، في حين أحكم التنظيم الخناق على المدنيين المحاصرين في المناطق الخاضعة له لإعاقة تقدم القوات باتجاهها.
وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواتنا دمرت بالكامل (أمس) مقر القيادة والسيطرة لإرهابيي (داعش) في المدينة القديمة إثر قصف صاروخي موجه استند إلى إحداثيات دقيقة من طائرات الرصد المسيّرة التي تراقب المدينة القديمة منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحريرها في 19 فبراير (شباط) الماضي». وأضاف أن فوجاً تمكن أمس «بدعم من الفرقة المدرعة الآلية من التوغل في المدينة القديمة من محور باب الجديد باتجاه جامع النوري الكبير، وقتلت خلال التوغل 13 إرهابياً من التنظيم ودمرت سبع آليات مفخخة».
ورغم مرور 53 يوماً على انطلاق عمليات تحرير غرب الموصل، فإن تقدم القوات العراقية تباطأ منذ وصولها إلى المدينة القديمة المعروفة بضيق أزقتها وكثافتها السكانية. واقتصرت المعارك خلال الأسابيع الماضية على اشتباكات القناصة والقصف المتبادل بقذائف الهاون والقتال القريب بالبنادق والقنابل اليدوية، فيما تشن القوات بين الحين والآخر عمليات مباغتة على التنظيم وتقتل عدداً من مسلحيه الذين يتحصنون في الأبنية والمنازل.
وفي الوقت ذاته، يعتمد التنظيم على من تبقى من مسلحيه الأجانب والعرب والعراقيين الذين تفيد معلومات بأن غالبيتهم من «الانغماسيين» الذين يرتدون أحزمة ناسفة ويشتبكون عن قرب مع القوات العراقية قبل تفجير أنفسهم.
وتقصف قوات الشرطة الاتحادية يومياً بكثافة تجمعات مسلحي التنظيم وقناصته عن طريق طائراتها المسيرة (الدرون). واستهدفت مدفعيتها مقرات «داعش» شمال المدينة القديمة قرب الجسر الخامس أمس.
وبالتزامن مع تقدم قطعات الشرطة الاتحادية في المدينة القديمة، قال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان، إن الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش «حررت قريتي شويته وتل العصفور شمال تلال عطشانة، وقرية الصابونية جنوب غربي الموصل، واستعادت السيطرة على الضفة الجنوبية لنهر دجلة. بينما تمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من تحرير حي الآبار، غرب المدينة.
وكثفت الطائرات العراقية، أمس، غاراتها على مواقع «داعش» ومقراته في المناطق الغربية من الموصل، خصوصاً قضاء بعاج الحدودي مع سوريا الذي يُعتبر أحد المعاقل الرئيسية للتنظيم في نينوى. وقالت «خلية الإعلام الحربي» إن الغارات «نفذت استناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وأسفرت عن مقتل عشرات من مسلحي التنظيم».
وأضافت أن «الغارات أسفرت عن تدمير مخزن للأسلحة وموقع يضم 18 إرهابياً في قرية إحليلة التابعة لناحية بادوش، كما دمرت مقراً لـ(داعش) ومخزنين من مخازن الأسلحة والعتاد التابعة له في المنطقة ذاتها، ومخزناً للأسلحة في قرية مركب الطير التابعة لقضاء البعاج، وموقعاً للانغماسيين يضم 6 منهم في قرية البغلة التابعة لناحية بادوش»، لافتة إلى أن «القصف الجوي دمر أيضاً موقع كتيبة صلاح الدين الأيوبي التابعة للتنظيم الذي كان يوجد فيه أكثر من 35 مسلحاً ومخزنان للأسلحة ومعمل لتفخيخ العجلات ومقرات أخرى في قرية مركب الطير، إضافة إلى تدمير موقع يضم سبعة مسلحين من التنظيم في قرية مطلة المركب التابعة لقضاء البعاج».
إلى ذلك، قال مسؤول إعلام فرع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في الموصل سعيد مموزيني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأوضاع الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم سيئة جداً»، مشيراً إلى أن «المجاعة تفتك بالمدنيين، وهناك نقص حاد في مياه الشرب... التنظيم يحاصر المدنيين من كل الجهات ويمنع خروجهم من مناطقه لأنه يتخذهم دروعاً بشرية، إضافة إلى أنه لا يتوانى عن قتل كل من يخالفه».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.