«المقبرة الافتراضية» مشروع تركي لزيارة الموتى عبر الإنترنت

القائمون عليه يتحسبون لردود الفعل

«المقبرة الافتراضية» مشروع تركي  لزيارة الموتى عبر الإنترنت
TT

«المقبرة الافتراضية» مشروع تركي لزيارة الموتى عبر الإنترنت

«المقبرة الافتراضية» مشروع تركي  لزيارة الموتى عبر الإنترنت

يعكف أكاديميون في تركيا على مقبرة افتراضية تتيح للأشخاص إمكانية إحياء ذكرى أقاربهم الموتى وزيارة أضرحتهم من دون الحاجة للذهاب إلى المقابر، فيما قد يحدث جدلا واسعا بالمجتمع التركي.
وقال محمد جوكتورك الأستاذ في قسم هندسة الكومبيوتر بجامعة جبزة في كوجالي غرب تركيا وصاحب فكرة المشروع، إنه واجه صعوبات في بداية الأمر، ولم يتمكن من إيجاد الفريق المناسب لتنفيذه.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن جوكتورك أن مديريات المقابر في تركيا قدّمت خلال السنوات الأخيرة الكثير من الخدمات الإلكترونية، حيث توفر إمكانية الاستفسار عن مكان أضرحة الأشخاص في المحافظات المختلفة، لذلك سيكون النظام الذي يعده مع فريق عمل المقبرة الافتراضية موازياً ومكملاً لخدمات مديريات المقابر. ولفت إلى أنّ النظام الجديد الذي يشبه برامج التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي سيتيح للزوار ترك أكاليل الزهور على قبور ذويهم والدعاء لهم وكتابة أسطر عن حياتهم.
وتابع بأنه عندما يفتح أقرباء الميت صفحة قريبهم المتوفى، سيجدون فيها جميع الرسومات والتعليقات من زوار الصفحة، فالهدف الرئيسي هو إحياء ذكرى المتوفى واستمرار بقائه في موقع يتواصل من خلاله المشاركون افتراضيا.
وسيتيح الموقع الفرصة لتقبل التعازي وزيارة القبور من دون الذهاب إلى المقابر. وأوضح جوكتورك أن من مميزات النظام الذي سيُفعّل في شهر يونيو (حزيران) المقبل، التعرف على المدفون في القبر الذي يجاور قبر قريبهم، والتواصل مع ذويه.
ويعمل اثنان من طلاب جوكتورك حاليا على إتمام المشروع، وسيطبق النظام في بادئ الأمر بمحافظة كوجالي قبل تعميمه على سائر مقابر البلاد.
وحسب جوكتورك، ستكون زيارة الموقع مجانا، لكنه يترقب كيف ستكون ردود الفعل تجاه مشروعه، لا سيما أنه يعلم أن زيارة القبور هي أمر حساس بالنسبة للأتراك ومن المحتمل أن يقول البعض بأن هذا النظام يبعد الناس عن زيارتها، لكن بالمقابل فإنّ هذا المشروع سيكون وسيلة ليتعرف أهالي الموتى على بعضهم البعض، على حد قوله.
وأعرب جوكتورك عن اعتقاده بأن النظام الجديد سيحظى باهتمام شريحة واسعة، وذلك بسبب حرص أقرباء الموتى على عدم إلغاء حسابات المتوفين في صفحات الإنترنت من خلال ملاحظاته على «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».