وسط الحداد... استوكهولم تتعهد بأنها «لن تنحني للإرهاب»

دقيقة صمت في كل أنحاء السويد حزناً على ضحايا اعتداء الدهس

سويديات في مكان حادث الدهس الإرهابي خلال دقيقة صمت في استوكهولم أمس (أ.ف.ب)
سويديات في مكان حادث الدهس الإرهابي خلال دقيقة صمت في استوكهولم أمس (أ.ف.ب)
TT

وسط الحداد... استوكهولم تتعهد بأنها «لن تنحني للإرهاب»

سويديات في مكان حادث الدهس الإرهابي خلال دقيقة صمت في استوكهولم أمس (أ.ف.ب)
سويديات في مكان حادث الدهس الإرهابي خلال دقيقة صمت في استوكهولم أمس (أ.ف.ب)

وقف السويديون أمس دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا الاعتداء الذي قتل فيه أربعة أشخاص بعد ظهر الجمعة في العاصمة ستوكهولم، حيث كشفت الشرطة ووسائل إعلام بعض التفاصيل عن الرجل الذي يشتبه بأنه نفذ الهجوم.
وأعلن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين عن مراسم لتكريم ضحايا الاعتداء من قتلى وجرحى والوقوف دقيقة صمت في كل أنحاء البلاد في الساعة 12:00 (10:00 بتوقيت غرينيتش). وكان نحو عشرين ألف شخص حسب البلدية، وخمسون ألفا كما يقول المنظمون، شاركوا في «مظاهرة للحب» تمت الدعوة إليها عبر «فيسبوك»، بعدما قامت شاحنة بعد ظهر الجمعة بالاندفاع باتجاه مارة في شارع للمشاة ودهسهم. وأعاد هذا الهجوم إلى الأذهان الهجمات الأخرى التي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها. وفي الوقت نفسه، تواصل الشرطة تحقيقاتها مع أوزبكي يشتبه بأنه نفذ الاعتداء. ولم تكشف الشرطة اسم الرجل لكن الصحف السويدية ذكرت أنه الأوزبكستاني رحمة عقيلوف ويبلغ من العمر 39 عاما. وأوقف عقيلوف مساء الجمعة في مدينة مييرستا التي يبلغ عدد سكانها 23 ألف نسمة وتقع على بعد أربعين كيلومترا إلى الشمال من ستوكهولم. وأكد المحققون أنه أوزبكستاني يبلغ من العمر 39 عاما رفض طلبه للحصول على تصريح بالإقامة في 2014.
من جهته، قال مسؤول في الشرطة يوناس هيسينغ في مؤتمر صحافي إن «مكتب الهجرة رفض طلبه في يونيو (حزيران) 2016 وأصدر مذكرة طرد بحقه». وأضاف أن «مكتب الهجرة أبلغه في ديسمبر (كانون الأول) 2016 أن لديه مهلة أربعة أسابيع ليغادر البلاد».
وتابع: «في فبراير (شباط) 2017 أمرت الشرطة بتنفيذ الأمر لأنه أصبح من المتعذر معرفة مكانه». ومنذ ذلك الحين لم يتم العثور عليه.
ووصفه أشخاص يعرفونه بأنه رجل عادي ليس متدينا «يقيم الاحتفالات...». لكن الشرطة قالت: إنه «متعاطف مع تنظيم داعش». ولم تذكر تفاصيل إضافية من أجل «حماية التحقيق»، موضحة أنها تستند إلى «أدلة رقمية» ومخبرين وشبكات التواصل الاجتماعي وأجهزة الاستخبارات الأجنبية.
وجاء سكان ستوكهولم وزوار المدينة أمس مسلحين بالورود حمراء اللون والزنابق وردية اللون وأزهار التيوليب صفراء اللون. البعض أمسك بأزهار القرنفل حمراء وبيضاء اللون والبعض الآخر أمسك بباقات أزهار الأضاليا برتقالية اللون. ووقفوا حاملين باقات الزهور أو الورود المنفردة أمام سياج معدني يطل على متجر أولينز الكبير، مكونين جدارا من الورود على بعد مائة متر تقريبا من موقع دهس شاحنة مسروقة لعدد من المارة قبل أن تحطم واجهة المتجر. وأسفر الهجوم الذي وقع يوم الجمعة عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 15 آخرين فيما وصفته السلطات بأنه هجوم إرهابي. وكانت ولي عهد السويد الأميرة فيكتوريا ورئيس الوزراء ستيفان لوفين ووزيرة الخارجية مارجوت وولستروم بين الحشود التي وضعت الزهور أيضا في موقع الهجوم على مدار اليوم التالي ليوم الهجوم.
وقال لوفين للصحافيين: «الدولة بالكامل اليوم في حداد، ولكن سوف نجتاز (الأزمة)... لن ننحني للإرهاب».
وسار رئيس الوزراء بين المشاة في شارع دروتنينجاتان التجاري، ووجه التحيات للمارة في طريقه عائدا إلى مقر الحكومة القريب من الموقع. ونكست الأعلام على مباني مقر الحكومة والقصر الملكي في ستوكهولم، وفي موقع الهجوم، يعمل خبراء البحث الجنائي بزيهم الأبيض الوقائي على جمع الأدلة أمام المتجر الكبير وسط الزجاج المهشم المتناثر. ووقف البعض في مجموعات متحدثين بهدوء إلى بعضهم البعض، فيما التقط البعض الآخر مقاطع فيديو أو صورا فوتوغرافية بهواتفهم المحمولة. وخرج يان بالسون وزوجته كارينا ويستردال من قطار أنفاق في محطة وسط ستوكهولم، على بعد مئات قليلة من الأمتار من موقع الهجوم، حاملين باقة زهور حمراء اللون لوضعها «تكريما للضحايا». وقالت ويستردال، وهي موجهة بإحدى المدارس، لوكالة الأنباء الألمانية: «نرغب في دعم ديمقراطيتنا وحريتنا». كما قال الزوج بالسون، وهو كولونيل في الجيش السويدي، إن ستوكهولم هي «بيتنا الثاني» وينتمي الزوجان لمدينة أهوز بجنوب السويد، وكانا يتنزهان في حديقة في ستوكهولم يوم الجمعة وقت وقوع الهجوم، وسرعان ما اتصلا ببناتهما لطمأنتهن على أنهما بخير». وقالت ويستردال: «لقد كنا في كوبنهاجن خلال حادث إطلاق النار» في فبراير 2015. وأضافت: «لقد زاد ذلك عن الحد». وفي ميدان هايماركت المجاور، قال بائع فاكهة تركي المولد إن الشرطة أمرته وآخرين بالمغادرة عقب الهجوم.
وقال البائع المتجول الذي عرّف نفسه فقط باسم فينزي: «غادرنا من دون استعداد». وأشار إلى أنه يبيع الفاكهة في كشك بالميدان التجاري منذ عام 2007، كما قال: «ينبغي علينا تنظيم حفل كبير هنا لنظهر أننا لسنا خائفين». وقالت امرأة من ستوكهولم متوسطة العمر اشترت وردة حمراء من بائع جائل: «لقد أصابني (الهجوم) بغضب شديد وظهرت كومة من الزهور في زاوية ميدان هايماركت، بالقرب من سياج أقامته الشرطة حول شارع كونجزجاتان القريب من شارع الهجوم. وعلى بعد بناية واحدة، ظلت ثلاث بطانيات برتقالية اللون تستخدمها خدمات الطوارئ عند معبر للمشاة». وهناك بطاقة مكتوبة بخط اليد على كومة من الزهور تحمل عبارة «جي سوي ستوكهولم»، وهي عبارة فرنسية تعني بالعربية أنا ستوكهولم، وتشير إلى الشعار الذي تم إطلاقه بعد أن تعرضت باريس لهجمات إرهابية عام 2015. وفي طوق آخر مطل على زاوية الشارع موقع الهجوم، احتشدت الأسر والأزواج ومجموعات الأصدقاء عابسة الوجوه وقالت تشارلوت بيلاسيل المولودة في الدنمارك إنها كانت في متجر أولينز وقت الهجوم بعد ظهر يوم الجمعة». وقالت بيلاسيل لوكالة الأنباء الألمانية قبل أن تترك وردتها الحمراء: «كنا نشتري شيئا لنأكله عندما سمعنا صوتا مدويا، وقالت لي شقيقتي علينا أن نخرج». وأشارت بيلاسيل التي تعيش في لندن منذ 1987 واعتنقت الإسلام، إلى أنها تزور ستوكهولم مع شقيقتيها للاحتفال بعيد الميلاد الخامس والسبعين لوالدتهن». وقالت إن الهجوم «لم يكن متوقعا في دولة اسكندينافية مسالمة... في لندن يكون المرء دائما حذرا». وأضافت: «إنه عمل شخص مجنون، ليس له علاقة بالدين». ويتلقى رجال الشرطة القائمون على دوريات الحراسة في شوارع ستوكهولم من المارة لمسات الربت على الأكتاف وكلمات مثل «نشكركم» و«عمل عظيم». وأحدث الاعتداء الذي تشبه طريقة تنفيذه تلك التي طبقت في نيس (جنوب شرقي فرنسا) وبرلين ولندن، قلقا عميقا في بلد يتباهى بقيمه على صعيدي الانفتاح والتسامح. وقالت ماريان التي كانت مضطربة جدا لوكالة الصحافة الفرنسية: «رأيت أن من المهم جدا أن نبقى أقوياء سويا، لمواجهة كل من يريد تغيير مجتمعنا القائم على الديمقراطية». ووقفت الجموع قرب الإعلام السويدية المنكسة أول دقيقة صمت الأحد. وقالت عمدة ستوكهولم كارين وانغارد إن «الخوف لا يمكن أن يسود، سنرد بالحب». ويحمل اثنان من القتلى الأربعة الجنسية السويدية، أما الاثنان الآخران فهما من بريطانيا وبلجيكا. وفي النرويج المجاورة، أعلنت الاستخبارات الداخلية أنها رفعت درجة التهديد في البلاد بحيث بات خطر وقوع هجوم «مرجحا» بعدما كان «ممكنا». وجاء ذلك بعدما أوقف ليلة السبت روسي في السابعة عشرة يشتبه بأنه وضع في حي مركزي في أوسلو عبوة ناسفة يدوية الصنع قامت الشرطة بتفجيرها.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.