مساعٍ سودانية للانضمام لـ {التجارة العالمية}

مساعٍ سودانية للانضمام لـ {التجارة العالمية}
TT

مساعٍ سودانية للانضمام لـ {التجارة العالمية}

مساعٍ سودانية للانضمام لـ {التجارة العالمية}

قبل البرلمان السوداني استقالة إحدى عضواته انتخبت مفوضاً في منظمة إقليمية، وهي من الحالات النادرة التي حدثت في السودان الآونة الأخيرة. وفي غضون ذلك التقى رئيس الوزراء ووزير الخارجية وفداً من منظمة التجارة العالمية زار البلاد لبحث انضمام السودان للمنظمة، في وقت أعلن فيه إكمال ثمانين في المائة من اشتراطات الانضمام.
وقبل البرلمان السوداني في جلسته برئاسة إبراهيم أحمد عمر أمس، استقالة النائبة البرلمانية أميرة الفاضل، التي تقدمت بها على خلفية انتخابها مفوضاً للشؤون الاجتماعية بمفوضية الاتحاد الأفريقي.
وانتخبت الفاضل مفوضاً للشؤون الاجتماعية بالمنظمة الإقليمية، في قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة والعشرين التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يناير (كانون الثاني) الماضي بالأغلبية، فيما لم يحالف الحظ مرشح السودان الآخر لمنصب مفوض الشؤون السياسية رحمة الله محمد عثمان.
واعتبر فوز الوزيرة السابقة التي كانت تشغل منصب رئيسة قطاع العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، إلى جانب عضويتها في البرلمان السوداني التي تقدمت بها أمس.
من جهة أخرى، يزور السودان وفد تفاوض من منظمة التجارة العالمية برئاسة السفير كوانا روسكي لبحث انضمام السودان للمنظمة، وأطلع الوفد النائب الأول للرئيس رئيس الوزراء بكري حسن صالح على الجهود المبذولة لانضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية، وذلك لدى لقائه رئيس الوفد بحضور وزير التعاون الدولي عثمان أحمد فضل واش، وسفير السودان بجنيف مصطفي عثمان إسماعيل.
وقال واش في تصريحات أمس، إن رئيس الوزراء أكد حرص السودان على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، ودعمه لجهود فريق العمل من الوزارات والمؤسسات المختصة، التي تعمل في الإعداد لعملية الانضمام للمنظمة.
بينما أكد رئيس وفد التفاوض لانضمام السودان لمنظمة التجارة الدولية السفير كوانا روسكي، أن أهمية انضمام السودان للمنظمة تكمن في خلق فرص عمل وتحريك الاقتصاد السوداني، وأضاف: «السودان دولة كبيرة يجب أن يكون اقتصادها جزءًا من الاقتصاد العالمي».
وفي السياق ذاته، أشاد وزير الخارجية إبراهيم غندور عقب لقائه لوفد التفاوض بحضور المفاوض الوطني لانضمام السودان للمنظمة حسن أحمد طه، وسفير السودان لدى سويسرا، ومندوب السودان لدى منظمة التجارة العالمية مصطفى عثمان إسماعيل أمس، رئيس الوفد وفريق عمل المنظمة للمساعدات الفنية التي قدمها لفريق السودان المفاوض، ولقيادتهم لاجتماعات الجولة الرابعة التي عقدت في فبراير (شباط) الماضي بجنيف، وأكد التزام حكومته بالمضي قدماً في استكمال مساعي الانضمام الكامل للمنظمة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.