اتهامات بتورط مسؤولين في «شل» بقضايا فساد في نيجيريا

وزير النفط السابق المتهم بغسل الأموال استغل منصبه للتربح

اتهامات بتورط مسؤولين في «شل» بقضايا فساد في نيجيريا
TT

اتهامات بتورط مسؤولين في «شل» بقضايا فساد في نيجيريا

اتهامات بتورط مسؤولين في «شل» بقضايا فساد في نيجيريا

اتهم تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن كبار التنفيذيين في شركة «شل» النفطية متعددة الجنسيات، كانوا على دراية بأن الأموال التي دفعت للحكومة النيجيرية للحصول على حقوق التنقيب بأحد حقول النفط الضخمة في البلاد، سوف يتم تمريرها إلى مسؤول مدان بغسل الأموال.
وأشار التقرير إلى أن الشركة كان لديها الأسباب الكافية للاعتقاد بأن هذه الأموال ستستخدم لدفع رشى سياسية، موضحاً أن الصفقة أبرمت بينما كانت «شل» تخضع لأمر مراقبة قضائي في نيجيريا. والحقل المثار حوله القضية تقدر احتياطياته بنحو 9 مليارات برميل أو ما يساوي نصف تريليون دولار.
من جانبها قالت «شل» التي تمارس أعمالها في نيجيريا منذ ما يقرب من 60 عاماً، إنها لا تعتقد بأن موظفيها تصرفوا بشكل غير قانوني.
وكان حلقة الوصل بين «شل» والاستحواذ على الحقل هو «دان إتيتي» الذي استحوذت شركته على حقوق الحقل مقابل القليل من المال، حينما كان في منصب وزير النفط، لكن الرجل أدين لاحقاً في تهمة غسل أموال. واستحوذت شركتا «شل» و«إيني» على الحقل في عام 2011 بعد دفع 1.3 مليار دولار للحكومة النيجيرية، وهو ما يفوق ميزانية الصحة في البلاد، كما أنها لم تستخدم في الإنفاق على الخدمات العامة في البلاد.
والشهر الماضي، وجهت وكالة مكافحة الكسب غير المشروع في نيجيريا اتهامات ضد شركتي «رويال داتش شل» و«إيني» بزعم أنهما دفعتا رشوة بقيمة 801 مليون دولار عندما استحوذتا على الحقل النفطي،
وذكرت وكالة «بلومبرغ» آنذاك أن شركتي البترول الأوروبيتين دفعتا هذا المبلغ إلى إتيتي، وشركة البترول التابعة له «ملابو» المحدودة وغيرهما للحصول على ترخيص بشراء البترول.
وفور صدور تلك الاتهامات الشهر الماضي نفت «إيني» الإيطالية قيامها بمثل هذه الممارسات، مؤكدة صحة سلوكها في الحصول على الترخيص. وأضافت الشركة الإيطالية أنه لم يتم إخطارها رسمياً بأي تهم تتعلق بهذه الصفقة.
وتأتي هذه الاتهامات بعد أن أمرت محكمة نيجيرية في يناير (كانون الثاني) الماضي شركتي «إيني» و«شل» التنازل عن سيطرتهما على رخصة للحكومة مؤقتاً. وكشفت «بلومبرغ» أن صفقة الاستحواذ البالغ قيمتها 1.1 مليار دولار في المياه العميقة سوف تجلب على الأقل 9 مليارات برميل من احتياطي النفط الخام بقيمة تزيد على تريليون دولار.
وأوصى المشرعون بإلغاء الصفقة بعد انتهاك الأنظمة الضريبية وقانون تعزيز الملكية النيجيرية.
وطالبت شركة «إيني» الإيطالية المستثمرين مطلع شهر مارس (آذار) الماضي بدعم الرئيس التنفيذي كلاوديو ديسكلازي، لفترة أخرى بعد أن سجلت الشركة أرباحاً في الربع الأخير من العام الماضي. بينما أعلنت شركة «مارسي جاجليا» للاستشارات القانونية في الولايات المتحدة أنها لم تجد دليلاً على سلوك غير مشروع بعد التحقيق الذي تقوده الشركة في مزاعم الفساد.



هل يؤكد «الفيدرالي» توقف خفض الفائدة في محضر اجتماع ديسمبر؟

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

هل يؤكد «الفيدرالي» توقف خفض الفائدة في محضر اجتماع ديسمبر؟

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أشار مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة الإضافية مؤجلة حالياً بسبب تباطؤ التقدم في محاربة التضخم والاقتصاد الأميركي القوي، لكن محضر اجتماع البنك المركزي في ديسمبر (كانون الأول) قد يظهر مدى توافق هذه الرؤية بين صانعي السياسات الذين يواجهون بيئة اقتصادية غير مؤكدة مع قدوم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وبعد خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع 17-18 ديسمبر، قال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إن صانعي السياسات قد يكونون الآن «حذرين» بشأن تخفيضات إضافية، وأشار إلى أن بعض المسؤولين بدأوا في اتخاذ قراراتهم المقبلة، كما لو كانوا «يقدون في ليلة ضبابية أو يدخلون غرفة مظلمة مليئة بالأثاث» بسبب الغموض بشأن تأثير مقترحات التعريفات والضرائب والسياسات الأخرى لترمب.

ومن المتوقع أن يساعد محضر الاجتماع، الذي سيتم نشره في الساعة 18:00 (بتوقيت غرينتش)، يوم الأربعاء، في توضيح كيفية تعامل صانعي السياسات مع تخفيضات الفائدة المستقبلية. وأظهرت التوقعات الصادرة بعد اجتماع ديسمبر أن المسؤولين يتوقعون خفضاً بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام، مقارنة مع نقطة مئوية كاملة في سبتمبر (أيلول).

وقال محللون من «سيتي بنك»: «من المرجح أن يعكس المحضر وجهة النظر المتشددة نسبياً بالكامل». وأضافوا أن هذا قد يتضمن مناقشة المخاوف من أن التضخم قد يظل مرتفعاً إذا لم تبقَ أسعار الفائدة مرتفعة بما فيه الكفاية، وربما يتناول المحضر أيضاً أن معدل الفائدة المطلوب لإعادة التضخم إلى هدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 في المائة قد ارتفع.

«سيكون هذا جزءاً من مبررات اللجنة التي تخطط الآن لتقليل وتيرة تخفيضات الفائدة»، كما كتب فريق «سيتي بنك».

وخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة في آخر ثلاثة اجتماعات له في عام 2024، ليصبح النطاق المرجعي للفائدة الآن بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة.

ومنذ ذلك الحين، بقيت البيانات الاقتصادية مستقرة عبر عدة مجالات مهمة، مع استمرار النمو فوق 2 في المائة، وبقاء معدل البطالة في نطاق منخفض يصل إلى 4 في المائة، بينما سجل مؤشر الأسعار المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي يُعرف بمؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، مؤخراً 2.4 في المائة.

وقال مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» الذين تحدثوا علناً منذ الاجتماع الأخير، إنه لا يوجد سبب للاستعجال في تخفيضات إضافية حتى يتضح أن هناك تغييراً في البيانات، مثل انخفاض واضح في التوظيف وارتفاع في البطالة، أو انخفاض مجدد في التضخم نحو هدف 2 في المائة.

على سبيل المثال، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين، الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أنه يجب على «الفيدرالي» الحفاظ على ظروف الائتمان مشددة حتى تكون هناك «ثقة حقيقية في أن التضخم قد انخفض بشكل مستقر إلى هدف 2 في المائة... ثانياً، سيكون هناك ضعف كبير في جانب الطلب في الاقتصاد».

وسيُظهر تقرير الوظائف الجديد يوم الجمعة كيف تغيّر التوظيف والأجور في ديسمبر. كما أظهر مسح منفصل لسوق العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي صدر يوم الثلاثاء، صورة عامة من الاستقرار -أو على الأقل التغير البطيء. وكانت هناك زيادة صغيرة في فرص العمل، وهو ما يُعد علامة على استمرار القوة الاقتصادية، لكن كان هناك انخفاض طفيف في التوظيف وعدد العمال الذين استقالوا طواعية، وهو ما يُعد علامات على بيئة توظيف أضعف.

ومن المحتمل أن يظهر محضر الاجتماع أيضاً مناقشات مفصلة بين مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» حول موعد إيقاف جهودهم الحالية لتقليص حجم ميزانية البنك المركزي. وبعد خفض نحو 2 تريليون دولار من حيازاتهم من السندات منذ صيف 2022، من المتوقع على نطاق واسع أن يُنهي المسؤولون هذه الجهود في وقت ما من عام 2025.

ويتوقع بعض مراقبي «الفيدرالي» أن يوفر المحضر معلومات جديدة حول نهاية ما يُعرف بتشديد السياسة النقدية الكمي.