«روسنفت» تحذر: النفط الصخري الأميركي يهدد اتفاقية التقليص

موسكو في «موقف حرج» إزاء تمديد خفض الإنتاج

«روسنفت» تحذر: النفط الصخري الأميركي يهدد اتفاقية التقليص
TT

«روسنفت» تحذر: النفط الصخري الأميركي يهدد اتفاقية التقليص

«روسنفت» تحذر: النفط الصخري الأميركي يهدد اتفاقية التقليص

تشعر روسيا بالقلق على مصير اتفاقية تقليص الإنتاج النفطي، على ضوء المعلومات حول زيادة حجم إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، هذا في الوقت الذي تحذر فيه شركات النفط الروسية من تأثير تمديد الاتفاقية على خطة زيادة الإنتاج الروسي.
وحذرت شركة «روسنفت» الحكومية الروسية من جملة مخاطر برزت في السوق العالمية أخيراً قد تؤثر بصورة سلبية على شركات النفط الروسية وعلى الميزانية. وجاءت التحذيرات في رسالة وجهها بافل فيدوروف، النائب الأول لرئيس شركة «روسنفت»، إلى وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، يطالب فيه وزارة الطاقة بأن تراقب بدقة حجم إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وكذلك استعداد المملكة العربية السعودية للحفاظ على أسعار منخفضة للنفط، وأن تأخذ هذا الأمر بالحسبان خلال صياغة القرار بشأن مصير اتفاقية تقليص الإنتاج.
وفي رسالته بعنوان «حول تنفيذ اتفاقية تقليص الإنتاج مع أوبك والتحذير من مخاطر محتملة»، يقول فيدوروف: «على الرغم من تنفيذ الأطراف التزاماتها في مجال تقليص الإنتاج النفطي خلال مرحلة يناير (كانون الثاني) - فبراير (شباط) 2017، فإن هناك جملة مخاطر، من شأن مراقبتها بصورة دقيقة من جانب وزارة الطاقة الروسية ضمان النتائج الإيجابية لاتفاقية تقليص الإنتاج»، ويقترح بصورة خاصة أن تجرى مراقبة نشاط منتجي النفط الأميركيين، موضحاً أنه «بموجب معطيات وزارة الطاقة الأميركية، فقد استؤنف إنتاج النفط في الولايات المتحدة النمو في الربع الأخير من عام 2016».
وتابع: «يأتي هذا النمو بصورة رئيسية على حساب مشاريع النفط الصخري، نظراً لارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية إلى مستويات تضمن دخلاً مستقراً من بيع ذلك النفط». وحسب الرسالة ذاتها، فإن «روسنفت» تتوقع نمو إنتاج النفط والمكثفات في الولايات المتحدة خلال 2017 - 2018 حتى مستوى 500 ألف برميل في اليوم.
ويرى كيريل مولودتسوف، نائب وزير الطاقة الروسي، أن «حقول إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أخذت تتحد وتصبح خاضعة لتحكم جهة واحدة، مما يعني أنها تتحرر من عبء القروض. وفي ظل هذا الوضع تنخفض تكلفة الإنتاج»، مما سيسهم بزيادته.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الروسية كانت قد أعربت نهاية الأسبوع الماضي عن خيبة أملها إزاء النتائج المرحلية لاتفاقية تقليص الإنتاج، وقالت إن أسعار النفط ارتفعت، لكن إلى مستويات أدنى مما كان متوقعاً.
في غضون ذلك، تبدو روسيا في موقف حرج خلال الحديث عن تمديد اتفاقية التقليص، ذلك أن التمديد يعني تأجيل شركات النفط الروسية للمرة الثانية خططها بزيادة الإنتاج، وعدم التمديد سيؤدي إلى هبوط أسعار النفط مجدداً، وهذا سيشكل حالة غير مريحة للاقتصاد الروسي بشكل عام، وللميزانية بصورة خاصة. ونظراً لهذه التعقيدات لم تتخذ وزارة الطاقة الروسية قرارها النهائي بعد بشأن التمديد، بينما تبقى زيادة حجم إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة عامل تأثير رئيسياً على قرار شركات النفط الروسية.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».