سلطات الاحتلال توقف 7 متطرفين يهود خططوا لذبح أكباش في باحة الأقصى

تشدد الخناق على المقدسيين وتعتقل وتداهم وتنشر حواجز على أبوابه

عشرات الناشطين يتظاهرون في باريس دعما لحقوق الفلسطينيين في المساواة والعيش بكرامة في بلدهم (أ.ب)
عشرات الناشطين يتظاهرون في باريس دعما لحقوق الفلسطينيين في المساواة والعيش بكرامة في بلدهم (أ.ب)
TT

سلطات الاحتلال توقف 7 متطرفين يهود خططوا لذبح أكباش في باحة الأقصى

عشرات الناشطين يتظاهرون في باريس دعما لحقوق الفلسطينيين في المساواة والعيش بكرامة في بلدهم (أ.ب)
عشرات الناشطين يتظاهرون في باريس دعما لحقوق الفلسطينيين في المساواة والعيش بكرامة في بلدهم (أ.ب)

أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقالها سبعة متطرفين يهود، خططوا لذبح أكباش في باحة المسجد الأقصى المبارك، خلال أيام عيد الفصح العبري الذي سيبدأ مساء اليوم، ويستمر حتى الاثنين التالي.
وينتمي المتطرفون إلى منظمة «عائدون إلى الهيكل»، التي تؤمن بأن الهيكل اليهودي الذي تم تدميره قبل أكثر من ألفي سنة، كان يقوم في المكان الذي تقوم فيه اليوم قبة الصخرة المشرفة (مسجد عمر) في المسجد الأقصى المبارك. وهي تطالب بإعادة بنائه في مكانه الأصلي، أي مكان الصخرة.
ورد أحد قادة هذه الحركة على الاعتقالات، قائلا: «مقابل كل واحد من هؤلاء المعتقلين السبعة، سيصل إلى (باحة الهيكل) (يقصد باحة الأقصى)، عشرات النشطاء الملتزمين بالهيكل. فنحن لن نسمح بالرضوخ للعرب والمسلمين، ولن نتنازل عن حق اليهود في الصلاة في أقدس مكان لهم».
وقد عقبت الشرطة على ذلك بالقول، إن «عيد الفصح العبري هو مناسبة يحاول في كل سنة أن يستغلها المتطرفون اليهود والمسلمون، ونحن نعتقل رؤساء المحرضين من الجهتين؛ حتى نحافظ على الأمن للمصلين من كل الأطراف».
وكان الفلسطينيون قد شكوا من تصرفات الشرطة واتهموها بإجراء تصعيد خطير في قمع الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة عشية «الفصح» العبري، حتى يحتفل اليهود «على راحتهم». وأشاروا إلى أن شرطة الاحتلال، شرعت في حملة إبعاد لعشرات المقدسيين عن المسجد الأقصى، وتشديد الإجراءات الأمنية عند باب المغاربة وساحات الحرم؛ وذلك لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد خلال أيام العيد، فيما أعلنت شرطة الاحتلال استنفار قواتها، التي حولت القدس القديمة لثكنة عسكرية.
واقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح أمس، المسجد الأقصى جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وفتحت شرطة الاحتلال عند الساعة السابعة والنصف صباحا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى؛ تمهيدا لتوفير الحماية الكاملة لاقتحامات المتطرفين. وحولت الشرطة مدينة القدس، وبخاصة البلدة القديمة ومحيط الأقصى وساحة البراق إلى ثكنة عسكرية، حيث كثفت من تواجدها فيهما، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل المدينة. وتتزامن هذه الإجراءات، مع دعوات أطلقتها «منظمات الهيكل» لأنصارها لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، ومحاولة أداء صلوات تلمودية فيه، وتنظيم أنشطة وفعاليات يهودية خلال «الفصح» العبري.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها عند الأبواب، واحتجزت البطاقات الشخصية للوافدين إلى الأقصى، وبخاصة النساء والشبان. وفجر الأحد، داهمت قوات الاحتلال أحياء وبلدات عدة في القدس، برز منها القدس القديمة وسلوان والطور ووادي الجوز، وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 30 شابا مقدسيا، وأفرجت عن معظمهم بشرط الإبعاد عن الأقصى، لمدة 15 يوما، في حين أبلغت بعضهم بمنعهم من دخول الأقصى شفهيا، وطالبتهم بالحضور، اليوم (الاثنين)، لتسلم قرارات إبعادهم عنه لفترات بين 3 أشهر - 6 أشهر.
وقال مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس: إن «الأعياد اليهودية هي موسم لتضييق الخناق على المقدسيين، حيث حملات الاعتقالات العشوائية ومداهمة وتفتيش المنازل وترويع الأطفال والنساء، إضافة إلى نشر المزيد من الحواجز في مدينة القدس وعلى أبواب الأقصى والقدس القديمة؛ ما يؤدي إلى خلق حالة من التوتر في المنطقة، ناهيك عن استفزاز الشبان بتوقيفهم وتفتيشهم». وتابع قوس في بيان: «معظم أسماء المعتقلين تكرر في كل الأعياد اليهودية، ففي كل عيد تقتحم منازلهم ويتم اعتقالهم وإبعادهم عن الأقصى لفترات متفاوتة، وبالتالي حرمانهم من الدخول إلى الأقصى وأداء الصلاة والعبادات الأخرى فيه، وذلك في سبيل السماح للمستوطنين باقتحامه وتدنيسه خلال فترات الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر.
ولفت قوس إلى أن حملة الإبعاد عن الأقصى بدأت أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، وهي مستمرة حتى اللحظة. وحسب الإحصائيات الأولية، فإن الاحتلال أبعد نحو 35 شابا، ومنهم أُبعِد عن كامل القدس القديمة وهم سكان البلدات المجاورة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.