جون ماكين لـ «الشرق الأوسط»: سنعمل على إزاحة الأسد وهزيمة «داعش» بالتوازيhttps://aawsat.com/home/article/897691/%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%A7%D9%83%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%80-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D8%B3%D9%86%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%B2%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%88%D9%87%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A9-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%8A
جون ماكين لـ «الشرق الأوسط»: سنعمل على إزاحة الأسد وهزيمة «داعش» بالتوازي
أبدى السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين تأييده الكامل للضربة العسكرية التي قامت بها إدارة الرئيس ترمب ضد القاعدة الجوية في سوريا ردا على الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي ارتكبته الحكومة السورية ضد المدنيين، وأسفر عن مقتل الكثير من النساء والأطفال. وقال ماكين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا بد أن يدفع الأسد ثمنا لمخالفته القانون الدولي، وذبحه الوحشي للأبرياء». وأوضح أن «فريق ترمب للأمن القومي يقوم حاليا بوضع استراتيجية لمواجهة الأزمة السورية خلال الفترة المقبلة».
وردا على سؤال توجهات الإدارة الأميركية وأولوياتها في القضاء على الأزمة، قال ماكين إن الولايات المتحدة بإمكانها «إزاحة الأسد وهزيمة تنظيم داعش في آن واحد». وأضاف: «نقوم حاليا باستعادة الموصل والرقة بحيث يمكن تباعا إزاحة بشار الأسد». واستطرد: «بقاء الأسد في السلطة يرجع فقط إلى مساندة الحرس الثوري الإيراني و(حزب الله) وروسيا».
وحول تأثير الضربة الجوية التي وجهتها إدارة ترمب على مطار الشعيرات العسكري يوم أول من أمس على العلاقة مع روسيا، وبخاصة أن الرئيس ترمب له تصريحات سابقة أدلاها خلال حملته الانتخابية تشير إلى رغبته في التقارب مع موسكو وانتقدها ماكين حينها، قال السيناتور: «أعتقد أن هنالك ثلاثة معطيات وراء تغيير علاقة ترمب مع روسيا، وهي الفارق ما بين كونه مرشحا ورئيس الولايات المتحدة الأميركية ذا مسؤوليات، أما الثاني فوجود فريق قوي للأمن القومي حوله، وأعلم أن الرئيس ترمب يستمع له، وثالثا أن ترمب تأثر بالفعل بالصور المفزعة لضحايا الهجوم الكيماوي».
وعن إمكانية تكرار ضربات جوية أميركية أخرى ضد النظام السوري، قال السيناتور الأميركي: «أعتقد أنها خطوة أولى في سوريا. ويتوجب علينا تحرير الموصل والرقة من (داعش)، وتسليح (الجيش السوري الحر)، وإقامة مناطق أمنة للسوريين النازحين».
وقال ماكين إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيحمل رسالة إلى موسكو في زيارته يوم 12 أبريل (نيسان) الحالي أعتقد أن فحواها «اللعبة انتهت وأنكم ستكونون مسؤولين عن تصرفاتكم». وفي رأيه، اعتبر ماكين أن «إدارة ترمب تعمل بالفعل الآن على تطوير استراتيجية واضحة في التعامل مع الأزمة السورية». وأضاف: «لدي قناعة وإيمان كبير بفريق الأمن القومي الذي يعمل مع ترمب، وبالأخص الجنرال ماتيس والجنرال كيلي والجنرال ماكماستر».
في سياق متصل، أكد السيناتور ماكين أن لقاءه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نهاية الأسبوع الماضي تطرق إلى الكثير من الموضوعات حول العلاقات الأميركية المصرية، وأيضا إلى ملف حقوق الإنسان في مصر.
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، قال السيناتور الجمهوري: «أعتقد أن مصر يمكنها أن تلعب دورا كبيرا، وبخاصة فيما يتعلق بليبيا وفي سيناء».
وأكد السيناتور ماكين في ختام تصريحاته، أن العلاقات الأميركية السعودية والعلاقات الأميركية المصرية حيوية للغاية.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.