المتحدث باسم زعيم المتمردين لـ {الشرق الأوسط}:: مشار أبلغ كيري بضرورة عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي قبل مقابلة سلفا كير

رئيس الحركة الشعبية المعارضة يجدد موقفه بعدم شرعية رئيس دولة جنوب السودان

ارشيفية لكير و كيري
ارشيفية لكير و كيري
TT

المتحدث باسم زعيم المتمردين لـ {الشرق الأوسط}:: مشار أبلغ كيري بضرورة عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي قبل مقابلة سلفا كير

ارشيفية لكير و كيري
ارشيفية لكير و كيري

وعد رئيس الحركة الشعبية المعارضة النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال محادثة هاتفية في وقت متأخر من مساء أول من أمس إجراء لقاء مع رئيس البلاد سلفا كير ميارديت، لكنه اشترط عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، الذي سيرعى اللقاء في وقت قريب لشرح أهمية الاجتماع، مجددا موقفه بعدم شرعية سلفا كير رئيسا للدولة التي استقلت قبل عامين.
وقال المتحدث الرسمي باسم المتمردين يوهانس موسيس فوك لـ«الشرق الأوسط» إن كيري أجرى محادثة هاتفية مع مشار مساء أول من أمس تناول خلالها الأوضاع الراهنة في جنوب السودان وتداعيات الأزمة والصراع المسلح في جنوب السودان منذ 15 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأضاف أن كيري طالب بضرورة وقف الحرب واحترام اتفاق وقف العدائيات الموقع بين جوبا والمتمردين في يناير (كانون الثاني) الماضي والإسراع في حل الأزمة عبر تسوية سياسية لتجنيب البلاد شر كارثة إنسانية قد تتجاوز طرفي النزاع وتخرج عن سيطرتهما في المستقبل، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي قدم مقترحه إلى مشار في إجراء لقاء مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في أقرب وقت ممكن تحت رعاية وإشراف رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، وقال إن كيري أعرب عن أمله في أن يسهم ذلك اللقاء في رأب الصدع وتعجيل للتوصل إلى سلام ينهي الصراع الحالي.
وقال فوك إن مشار وعد بإجراء اللقاء مع سلفا كير إذا كان في ذلك حل للأزمة السياسية، لكنه ربط عقد الاجتماع مع كير بأن يلتقي برئيس الوزراء الإثيوبي أولا الذي سيقدم شرحا حول أهمية اللقاء رغم وجود وفدي الطرفين في المفاوضات، وقال: «مشار يرى أن الوفدين يتواصلان في التفاوض في أديس أبابا للوصول إلى حل في إعادة ترتيب البيت الجنوب سوداني وليس حلا في خلافات القادة ومع ذلك وعد باللقاء مع سلفا كير» وأضاف أن مشار أبلغ كيري أهمية إيلاء ضحايا أحداث جوبا في 15 من ديسمبر الذين قتلوا بواسطة الأجهزة الأمن، ورأى مشار أن أهالي الضحايا هم الذين يقاتلون ثأرا لمقتل ذويهم، داعيا واشنطون أخذ المسالة كواحدة من المرارات، وأن سلفا كير فقد شرعيته رئيسا لجنوب السودان، وقال إن سلفا ظل يخرق وقف العدائيات الموقع بين طرفي النزاع منذ يوم توقيعه إلى جانب رفضه سحب القوات المتحالفة معه متمثلة في الجيش الأوغندي ومتمردي العدل والمساواة، مشيرا إلى أن رئيس جنوب السودان منع إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين لا سيما في المناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين، وأضاف أن مشار أوضح لوزير الخارجية الأميركي أن كير لم يطلق سراح المعتقلين الأربعة الذين أفرجت عنهم المحكمة في الأسبوع الماضي وأنهم الآن تحت الإقامة الجبرية بأوامر من كير نفسه.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أجرى محادثات مماثلة أول من أمس مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في جوبا واقترح عليه إجراء لقاء مع زعيم التمرد رياك مشار في أقرب وقت، ودعا إلى تشكيل حكومة انتقالية ضمن تسوية سياسية لإنهاء الصراع المسلح بين الطرفين، وحذر من أن تقود الحرب الحالية في هذا البلد إلى إبادة جماعية.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.