واشنطن تهدد بمزيد من الضغط على الأسد

قاعدة الشعيرات الجوية بعد الضربة الصاروخية الأميركية فجر الجمعة (أ. ب)
قاعدة الشعيرات الجوية بعد الضربة الصاروخية الأميركية فجر الجمعة (أ. ب)
TT

واشنطن تهدد بمزيد من الضغط على الأسد

قاعدة الشعيرات الجوية بعد الضربة الصاروخية الأميركية فجر الجمعة (أ. ب)
قاعدة الشعيرات الجوية بعد الضربة الصاروخية الأميركية فجر الجمعة (أ. ب)

تدعو الولايات المتحدة إلى الإبقاء على الضغط الممارس على سوريا بعد موجة ليلية كثيفة من الضربات الصاروخية من سفنها الحربية، رغم إمكانية أن يتسبب التصعيد الروسي في تأجيج واحد من أخطر النزاعات في العالم.
وأشارت إدارة الرئيس دونالد ترمب أمس (الجمعة) إلى عقوبات جديدة ستتبع الضربة الصاروخية قريبا، كما يحقق البنتاغون في إمكانية تورط روسيا نفسها في الهجوم الكيماوي الذي قتل العشرات من الرجال والنساء والأطفال؛ ما دفع الرئيس الأميركي إلى التحرك، بحسب ما أوردته وكالة «أسوشييتد برس» في تقرير لها.
كما أن الضربة التي تم توجيهها إلى قاعدة الشعيرات الجوية تعد أول هجوم أميركي على نظام بشار الأسد.
وبينما أيدت دول كثيرة قرار ترمب بإطلاق صواريخ كروز كرد فعل على الهجوم الكيماوي، حذر متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الضربة أضرت كثيرا بالعلاقات مع واشنطن.
وانتقد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف بشدة ما وصفه بـ«الانتهاك الأميركي الصارخ للقانون الدولي والاعتداء» الذي «ستكون له عواقب وخيمة على أمن العالم والمنطقة».
من جهتها، نددت مندوبة الولايات المتحدة نيكي هالي بدعم روسيا لنظام الأسد، وقالت: «العالم ينتظر الحكومة الروسية لتتصرف بمسؤولية في سوريا. العالم ينتظر روسيا لتراجع تحالفها غير المناسب مع بشار الأسد».
وتابعت هالي: إن واشنطن استعدت لاتخاذ إجراء آخر في سوريا، لكنها أملت ألا يكون ضروريا.
ولفتت الوكالة إلى تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في اتصال هاتفي الرئيس الأميركي على «قراره الشجاع»، بينما أعلنت المملكة أن الضربة الصاروخية كانت الرد المناسب على «جرائم نظام الأسد بحق شعبه في ضوء فشل المجتمع الدولي في إيقافه».
وصرح وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أيضا بأن بلاده أعدت عقوبات اقتصادية إضافية على سوريا.
ونقلت الوكالة عن مستشارين لترمب قولهم إن «الصور التي تهز المشاعر لأطفال بين العشرات الذين تعرضوا للهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية قد أغضبت الرئيس الأميركي وغيرت موقفه، وهو من عارض طويلا التدخل الأميركي في الحرب السورية وصولا إلى اتخاذ قرار استهداف قاعدة الشعيرات الجوية».
إلى ذلك، فقد وجد الرئيس ترمب نفسه - بحسب الوكالة - في صدام مع بوتين؛ فالضربة جاءت لتقوض أحد وعوده الانتخابية بالتقارب مع موسكو.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تابع مسؤولون عسكريون أميركيون الجمعة إمكانية تورط روسيا في الهجوم بالغاز السام، فقد ذكر مسؤولون أن طائرة من دون طيار روسية أو سورية شوهدت تحلّق فوق موقع الهجوم الكيماوي الأسبوع الماضي.
وعادت الطائرة في وقت متأخر من اليوم ذاته، بينما كان يتجه الأهالي إلى مستشفى قريب لعلاج المصابين، ويقول المسؤولون بعدها بوقت قصير تم استهداف المستشفى، ربما لطمس أي دليل عن الهجوم.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».