اللاعبون الأجانب في إسبانيا... إتقان اللغة قبل التألق في أغلب الأحيان

وسائل الإعلام تعتقد أن عدم قدرة اللاعب على تحدث الإسبانية بطلاقة يمتد إلى قدميه

رونالدو وبنزيمة ومودريتش... 3 لاعبين أجانب تعرضوا لانتقادات بسبب اللغة («الشرق الأوسط») - إحراز بيل 70 هدفاً في 145 مباراة لريال مدريد لم يشفع له عدم إتقان اللغة الإسبانية - الفرنسي زيدان والإنجليزي بيكام تألقا معاً رغم اختلاف اللغة («الشرق الأوسط»)
رونالدو وبنزيمة ومودريتش... 3 لاعبين أجانب تعرضوا لانتقادات بسبب اللغة («الشرق الأوسط») - إحراز بيل 70 هدفاً في 145 مباراة لريال مدريد لم يشفع له عدم إتقان اللغة الإسبانية - الفرنسي زيدان والإنجليزي بيكام تألقا معاً رغم اختلاف اللغة («الشرق الأوسط»)
TT

اللاعبون الأجانب في إسبانيا... إتقان اللغة قبل التألق في أغلب الأحيان

رونالدو وبنزيمة ومودريتش... 3 لاعبين أجانب تعرضوا لانتقادات بسبب اللغة («الشرق الأوسط») - إحراز بيل 70 هدفاً في 145 مباراة لريال مدريد لم يشفع له عدم إتقان اللغة الإسبانية - الفرنسي زيدان والإنجليزي بيكام تألقا معاً رغم اختلاف اللغة («الشرق الأوسط»)
رونالدو وبنزيمة ومودريتش... 3 لاعبين أجانب تعرضوا لانتقادات بسبب اللغة («الشرق الأوسط») - إحراز بيل 70 هدفاً في 145 مباراة لريال مدريد لم يشفع له عدم إتقان اللغة الإسبانية - الفرنسي زيدان والإنجليزي بيكام تألقا معاً رغم اختلاف اللغة («الشرق الأوسط»)

عندما تلعب كرة القدم في الدوري الإسباني الممتاز، لا يتعين عليك أن تقدم أداء جيداً داخل المستطيل الأخضر فحسب، ولكن يجب عليك أن تتقن اللغة الإسبانية أيضاً. في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت صحيفة «أس» الإسبانية الرياضية مقطع فيديو لنجم ريال مدريد غاريث بيل وهو يتحدث عن تعافيه من الإصابة، وكتبت الصحيفة تحت الفيديو: «تقدم في اللغة الإسبانية، انظروا كيف ينطق المقطع الأول من الكلمة». ويبدو أن النجم الويلزي قد ارتكب جريمة لأنه أخطأ في نطق مقطع من كلمة قصيرة كان ينبغي ألا ينطق بها في حال إتقانه للغة الإسبانية!
وكان هذا مجرد مثال على الانتقادات الكثيرة التي يتعرض لها بيل من قبل وسائل الإعلام بسبب عدم إتقانه للغة الإسبانية، على الرغم من تقدمه المستمر في التعلم. وتنشر الصحف الإسبانية عناوين مثل: «بيل يكشف الدوافع وراء عدم إتقانه للإسبانية»، من أجل طمأنة الجمهور على تلك القضية التي تجعلهم يشعرون بالقلق، فهم يعتقدون أن عدم قدرته على تحدث الإسبانية بطلاقة سوف يمتد إلى قدميه، ويؤثر على مردوده داخل الملعب.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ظهر بيل في مقابلة تلفزيونية يتحدث فيها عن تأقلمه مع العاصمة الإسبانية مدريد، وقال إنه يشعر بالاستقرار التام في الفريق، ويتحدث الإنجليزية بحرية مع كل من لاعب خط الوسط الكرواتي لوكا مودريتش، ولاعب خط الوسط الألماني توني كروس، والمهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والظهير الأيمن في وستهام حالياً الإسباني ألفارو أربيلوا، ومع جميع أفراد الجهاز الطبي، والمدير الفني للفريق رفائيل بينيتز آنذاك. وكانت العقبة الوحيدة التي تعوقه عن إتقان اللغة الإسبانية تتمثل في أن جميع زملائه الإسبان في الفريق كانوا يتحدثون معه بالإنجليزية من أجل اختبار مدى تقدمهم في تعلم الإنجليزية من خلال الممارسة معه.
ولكي نعطيكم فكرة عن مدى النقد الذي يتعرض له بيل، يكفي أن نعرف أن صحيفة «سبورت» الرياضية نشرت مقالاً العام الماضي بعنوان: «بيل: تشويق وإثارة فيما يتعلق باندماجه وقدرته على تعلم اللغة الإسبانية»، ووجهت من خلاله انتقادات لاذعة للنجم الويلزي بسبب عدم إتقانه للإسبانية. ولم يشفع للاعب أنه أحرز 67 هدفاً خلال 144 مباراة دافع خلالها عن ألوان ريال مدريد. لكن هذه المعاملة شائعة في إسبانيا، ولا تقتصر عبارة «هيا، أسرع وتعلم لغتنا» على أقلام الصحافيين فحسب، ولكنها تمتد لما هو أكثر من ذلك.
وقد التقطت عدسات التلفاز الظهير الأيسر لبرشلونة جوردي ألبا وهو يصرخ في وجه لاعب خط وسط فريق ريال مدريد، الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، خلال مباراة الكلاسيكو بين الفريقين في ديسمبر الماضي، قائلا: «تعلم كيف تتحدث الإسبانية، أيها الأحمق». ولعل الشيء الذي لم يدركه ألبا يتمثل في أن كوفاسيتش يتحدث الإسبانية بسهولة، جنباً إلى جنب مع الألمانية والإنجليزية والإيطالية، بالإضافة إلى لغته الأم الكرواتية. وعلاوة على ذلك، يتحدث كوفاسيتش قليلاً من الكتالونية، ولسوء الحظ فقد تفوه ببعض الكلمات بها خلال المؤتمر الصحافي لتقديمه عند انضمامه لأول مرة لريال مدريد، وهو ما أغضب جمهور النادي بالطبع.
تعكس هذه المواقف ثقافة «الوطنية» الموجودة في كرة القدم الإسبانية، إذ لا يقتصر الأمر على مجرد تقديم أداء جيد داخل الملعب، لكن يتعين على أي لاعب هناك أن يتحدث اللغة الإسبانية أيضاً، أو أن يبذل قصارى جهده لتعلمها، وإلا سيواجه موجة شديدة من السخرية. ولن ترضى وسائل الإعلام والجمهور عن اللاعبين الأجانب إلا عندما يثبتوا أنهم قد أتقنوا اللغة الإسبانية. وحتى يحدث ذلك، فإن عدم إتقان اللغة سيستخدم ضد هؤلاء اللاعبين بصورة قاسية، في حال عدم تقديمهم لأداء جيد داخل الملعب.
وقد عانى النجم الألماني توني كروس هو الآخر من «مشكلته مع اللغة»، بعد انتقاله إلى ريال مدريد، ولم تكن وسائل الإعلام سعيدة عندما تحدث باللغة الألمانية. وقال كروس أيضًا إن المدير الفني الإيطالي للفريق الملكي آنذاك، كارلو أنشيلوتي، قد وجه إليه بعض التعليمات باللغة الإنجليزية. وفي السابق، نظر بعض الجمهور الإسباني بازدراء إلى نجم المنتخب الإنجليزي السابق ديفيد بيكام، خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم لوداع اللاعب، فقط لأنه لم يتحدث الإسبانية بطلاقة، بعد 4 مواسم قضاها مع النادي الملكي.
وفي الحقيقة، لم يكن بيكام سيئاً للغاية في اللغة الإسبانية، وتحدث جيداً بها خلال المؤتمر الصحافي، وأعرب عن أسفه لأنه ربما لم يكن جيداً بما يكفي لاختيار بعض الكلمات المناسبة خلال وداعه للفريق. لكن الشيء الواضح هو أن «عدم إتقان الإسبانية» لم يعق بيكام عن تقديم فنياته ومهاراته المعروفة داخل المستطيل الأخضر، فقد أحرز 20 هدفاً في 155 مباراة بقميص ريال مدريد، وساعد النادي على الفوز بالدوري الإسباني في أول موسم له مع الفريق.
واعترف النجم الفرنسي زين الدين زيدان بأن حاجز اللغة قد منعه من إقامة علاقة قوية مع بيكام، قائلاً: «علاقتي ببيكام محدودة. داخل الملعب، نفهم بعضنا بعضاً بطريقة رائعة، لكن لم تكن علاقتنا قوية نظراً لأنني لا أتحدث الإنجليزية، وهو لا يجيد الإسبانية». والسؤال الآن هو: هل هذا أمر هام فعلاً؟ وهل ينبغي أن يكون كذلك؟ فإذا تمكن أي لاعب من تعلم قدر من اللغة في الدولة التي يلعب بها يمكنه من العيش بسهولة هو وعائلته، فأعتقد أن هذا يكفي، وخير دليل على ذلك أن زيدان وبيكام كانا يتفاهمان بشكل رائع داخل الملعب، رغم اختلاف اللغة بينهما. وما كان يفتقده بيكام هو إتقان اللغة بالشكل الذي يمكنه من التغلب على المواقف اليومية التي تواجهه، وقد عاش بالفعل حياة مريحة في مدريد، وهو ما انعكس على أدائه داخل الملعب.
لكن يبدو أن هذا ليس كافياً لوسائل الإعلام الإسبانية التي نسيت أن متعة كرة القدم تكمن في أن أي فريق يمكن أن يضم 11 لاعباً من جنسيات مختلفة يلعبون جنباً إلى جنب داخل الملعب، ويفهمون بعضهم بعضاً بلغة كرة القدم المعروفة للجميع، ويبحثون عن هدف واحد وهو تحقيق الفوز. ويكفي أن نعرف أن نادي إشبيلية الذي هزم ليفربول في المباراة النهائية للدوري الأوروبي، في مايو (أيار) الماضي، كان يضم لاعبين من البرازيل وفرنسا والبرتغال وبولندا والأرجنتين وأوروغواي وأوكرانيا، فضلاً عن عدد قليل من اللاعبين الإسبان. وكما قال الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا ذات يوم: «كرة القدم لديها القدرة على تحويل العالم، وأن تكون مصدر إلهام، وأن توحد الشعوب معاً، وهي من بين أشياء قليلة قادرة على القيام بذلك». لكن يبدو أن هناك جزءاً في وسائل الإعلام الإسبانية لا يتفق مع هذا الرأي.
وحتى العاملين داخل وسائل الإعلام الإسبانية لم يسلموا من هذا النقد، ويكفي أن نعرف أن الآيرلندي الشمالي مايكل روبنسون قد عاش في إسبانيا لمدة 27 عاماً، وعمل محللاً في قناة «كانال بلس» لمدة 20 عاماً، لكنه لم يتقن الإسبانية بشكل كامل حتى الآن. ويبدو أن ذلك لم يرق لبعض المشجعين الذين دائماً ما ينتقدون اللكنة التي يتحدث بها على شاشات التلفاز. ورد روبنسون بقوة، وقال إن لكنته هي التي تميزه عن الآخرين، وتجعله متفرداً عن غيره، لدرجة أنه قال إنه قد طُلب منه أن يحافظ على لكنته عندما عمل كمحلل للمرة الأولى.
ووجد المدافع الصربي دوسكو توسيتش أن عدم فهمه للغة الإسبانية كان بمثابة عائق كبير أثر على فرصه في البقاء ضمن صفوف نادي ريال بيتيس الإسباني، عندما كان يلعب له على سبيل الإعارة قادماً من نادي رد ستار بلغراد عام 2011، إذ لم يشارك سوى في مباراة واحدة مع النادي الإسباني. وحتى بعدما عصفت الإصابات بالخط الخلفي لنادي ريال بيتيس، رفض المدير الفني للفريق بيب ميل الاعتماد على توسيتش، قائلاً إن عدم إتقان اللاعب للغة الإسبانية يجعله لا يفهم ما يحدث خلال الحصص التدريبية، وهذا هو سبب عدم الدفع به في المباريات. وأعرب توسيتش عن دهشته من ذلك، قائلاً إنه لم يواجه مشكلات من هذا القبيل عندما كان يلعب في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، رغم أنه لم يكن يعرف سوى القليل للغاية من لغات تلك البلدان. وما زاد من دهشته أن النادي الإسباني لم يتعاقد مع مدرس يعلمه اللغة الإسبانية لمساعدته على التغلب على تلك المشكلة.
وعندما انضم سامي خضيرة لريال مدريد عام 2010، نال هو الآخر قسطاً وفيراً من الانتقادات بعد أول مباراة له مع الفريق، بالإضافة إلى مواطنه مسعود أوزيل، وقالت وسائل الإعلام الإسبانية إن بدايتهما غير القوية تعود إلى عدم إتقانهما للغة الإسبانية، وهو الأمر الذي عقد عملية اندماجهما مع زملائهما في الفريق. وفي الحقيقة، كان عدم إتقان اللغة الإنجليزية من قبل اللاعبين بمثابة مشكلة كبيرة أيضاً، حيث صرح المدير الفني لريال مدريد آنذاك جوزيه مورينيو بأنه لا يستطيع توجيه التعليمات لهما على النحو الأمثل بسبب عامل اللغة. وذكر خضيرة الجمهور الإسباني بأنه لم يمض على وجوده في إسبانيا سوى 3 أسابيع فقط، وبأنه يأخذ دروساً في اللغة الإسبانية لكي يحسن مستواه.
وربما كان الشيء الوحيد الذي اتفقت عليه وسائل الإعلام في كل من ريال مدريد وبرشلونة خلال السنوات الأخيرة، هو أن مدرب مانشستر سيتي الحالي الإسباني جوسيب غوارديولا قد حقق ما يشبه المستحيل عندما كان قريباً من إتقان اللغة الألمانية عندما وصل إلى ألمانيا لتدريب بايرن ميونيخ. ووصفت وسائل الإعلام في مدريد وبرشلونة غوارديولا بأنه «بطل خارق». وفي الحقيقة، كان ذلك بمثابة مثال يجب أن يحتذي به أي لاعب أجنبي ينتقل للعب في إسبانيا. وذهبت صحيفة «أس» إلى ما هو أبعد من ذلك، ووضحت الأخطاء التي وقع فيها غوارديولا وهو يتحدث بالألمانية في مؤتمر صحافي للعملاق البافاري، في حين وصفته صحيفة «الموندو» بأنه «عاشق للتحديات المستحيلة». ولم تذكر وسائل الإعلام الإسبانية أن غوارديولا قد قضى عاماً كاملاً في نيويورك يأخذ دروساً في اللغة الألمانية كل يوم على يد مدرس متخصص.
ويظل السؤال هو: ما الأسباب التي ستشير إليها وسائل الإعلام الإسبانية في حال تقديم بيل وكروس لمستوى سيء داخل الملعب، على الرغم من إتقانهما للغة الإسبانية؟ الوقت وحده هو الذي سيخبرنا بذلك.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.