أسباب عدائية طفلك وضعفه أكاديمياً

تلاميذ في مدرسة يمنية (إ.ب.أ)
تلاميذ في مدرسة يمنية (إ.ب.أ)
TT

أسباب عدائية طفلك وضعفه أكاديمياً

تلاميذ في مدرسة يمنية (إ.ب.أ)
تلاميذ في مدرسة يمنية (إ.ب.أ)

السلوك العدائي ظاهرة عامة بين البشر يمارسها الأفراد بأساليب مختلفة ومتنوعة، وتأخذ صورا كثيرة مثل التنافس في العمل والتجارة والتحصيل العلمي، بل وفي اللعب.
عادة ما يبدأ السلوك العدائي عند الأفراد منذ الصغر.
* من أسباب ظهور السلوك العدائي عند الأطفال والمراهقين:
- شعور الطفل بأنه مرفوض اجتماعيا من قبل أسرته أو أصدقائه أو معلميه نتيجة سلوكيات سلبية صادرة من الطفل ولم يتم التعامل معها بالصورة الصحيحة في حينها.
- التشجيع من قبل الأسرة للسلوك العدواني باعتباره دفاعا عن النفس.
- شعور الطفل بالنقص نتيجة وجود عيب خلقي في النطق أو السمع أو أي عضو آخر من جسمه أو نتيجة لتكرار سماعه للآخرين الذين يصفونه بالصفات السلبية كالغباء أو الكسل أو غيرهما من الأوصاف السيئة علي نفس الطفل.
- تقليد الطفل لمن يراه مثله الأعلى وقد يكون من الأسرة أو صديقا له أو من الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها ويتعلق بها.
- عدم مقدرة الطفل على التعبير عما بداخله من أحاسيس وعجزه عن التواصل لأسباب قد تكون نفسية كالانطوائية أو لغوية كأن يتحدث الطفل بلغة مختلفة عمن يتعامل معهم خلال وجودة في المدرسة.
- شعور الطفل بالإحباط والفشل نتيجة عدم قدرته لإنجاز بعض المهام أو التأخر فيها يجعله يعبر عن تصرفاته بالعدوانية.
* نتائج هذا السلوك
أظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة الأميركية أن ممارسة الطفل للسلوك العدائي تجاه أقرانه، قد ارتبط بضعف الأداء الأكاديمي والمهني في مراحل لاحقة من حياته. وأكدت هذه الدراسة حديثا، بعدما تمت تجربتها.
وكان باحثون من جامعة ميتشغان الأميركية قاموا بتحليل بيانات أخذت من دراستين أجريت إحداهما في فنلندا والأخرى في الولايات المتحدة خلال عقد الستينات، تضمنت الأولى عينة تألفت من 369 طفلاً فنلندياً، فيما شملت الأخرى 856 طفلاً أميركياً، وقد قارب متوسط أعمار جميع الأطفال الثمانية أعوام.
واعتمدت الدراستان أسلوب تقييم سلوك الطفل من خلال طرح الأسئلة على زملائه في الصف، حيث طلب إلى تلاميذ الصف تقييم الفرد، موضع البحث، إن كان محبوباً ويرغبون بمصادقته، أم أنه ممن يبادرون إلى افتعال الشجار بهدف إيذاء زملائه.
وقد جرى تتبع أحوال جميع الأفراد خلال فترة الدراسة التي استمرت لما يزيد على الثلاثة عقود، وذلك بهدف تقييم الأداء الأكاديمي والمهني لهؤلاء الأفراد لدى بلوغهم الأربعين.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأطفال ممن تميز سلوكهم بالعدائية والعنف، كانوا أصحاب إنجازات متواضعة على الصعيدين الأكاديمي والمهني. في حين ارتبط السلوك الإيجابي لطفل الثامنة، بإنجازات متقدمة في كلا المجالين في مراحل عمرية لاحقة.
وينوه الباحثون إلى أن نتائج الدراسة قد لا تنطبق على جميع الأطفال ممن هم في سن الثامنة، إلا أنها تقدم مؤشرات على ارتباط السلوك العدائي عند طفل الثامنة بضعف الأداء الأكاديمي لديه في المستقبل، الأمر الذي سيؤثر في الإنجازات التي يحققها على الصعيد المهني.
ويعلق في هذا الشأن إيريك دوبو، المختص في علم النفس من «معهد جامعة ميتشغان للبحوث الاجتماعية»، وعضو فريق البحث، قائلاً: «تؤكد نتائج الدراسة على الحاجة إلى التدخل المبكر بهدف مساعدة هؤلاء الأطفال ممن يتصفون بالعدائية». كما يضيف: «إن وجود هذا النوع من السلوك في المراحل الأولى من حياة الفرد، قد يتسبب بمشكلات في الجانب العاطفي، وهي ستؤدي بدورها إلى فشل الفرد دراسياً ومهنياً في مراحل عمرية لاحقة».
ويؤكد الباحثون أهمية تنبه الوالدين للسلوك العدائي للطفل تجاه الأفراد، وذلك بهدف مساعدته على ضبط نفسه والتحكم بسلوكياته، وهو ما قد يستمر تأثيره لسنوات مقبلة.



«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».