زيادة كبيرة في الهجمات الإرهابية... ومخاوف من المزيد

4151 اعتداء في العالم خلال 2016 مقابل 3633 عام 2015

عمر متين» منفذ هجوم أورلاندو من أصول أفغانية « الشرق الاوسط «
عمر متين» منفذ هجوم أورلاندو من أصول أفغانية « الشرق الاوسط «
TT

زيادة كبيرة في الهجمات الإرهابية... ومخاوف من المزيد

عمر متين» منفذ هجوم أورلاندو من أصول أفغانية « الشرق الاوسط «
عمر متين» منفذ هجوم أورلاندو من أصول أفغانية « الشرق الاوسط «

التهديدات في أوروبا حاليا هي أكثر تعقيدا وتنوعا مما كانت عليه من قبل خصوصا في أعقاب الهجمات التي وقعت في باريس وبروكسل وغيرها، هذا ما جاء على لسان المنسق الأوروبي جيل ديكروشوف، خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل، واليوم تشير نتائج دراسات نشرتها تقارير إعلامية أمس إلى أن الهجمات الإرهابية في تزايد خلال العامين الأخيرين، خصوصا في الدول الغربية.
وخلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» توقع المسؤول الأوروبي أن تزداد التهديدات خلال الأشهر المقبلة خصوصا في أعقاب ما حدث في الموصل بالعراق والرقة في سوريا». وقال: «بالتأكيد فإن انهيار تنظيم داعش سيكون له تأثير على أوروبا ودول أخرى، وربما ستتدفق موجات من المقاتلين للعودة إلى أوطانهم وتنفيذ هجمات إرهابية فيها ومع ذلك كان هناك عمل مكثف في الأعوام الثلاثة الأخيرة هنا في أوروبا، وحاولنا بقدر الإمكان التقليل من نقاط الضعف التي كانت موجودة من قبل، وإذا تحدثنا عن التهديدات التي زادت خلال عام 2017، ونقاط الضعف يمكن القول: إننا حققنا تقدما ملحوظا ولكن في الوقت نفسه يجب عينا أن نكون على أعلى درجة من الحذر والتأهب».
هذا ما جاء على لسان الرجل الذي يعتبر المسؤول الأول في الاتحاد الأوروبي عن مكافحة الإرهاب، وأمس، وحسب تقارير، ازداد عدد الهجمات الإرهابية في العالم بنسبة 14 في المائة في 2016 بالمقارنة مع عام 2015. فيما بلغت هذه الزيادة 175 في المائة بالنسبة للدول الغربية، وفق دراسة أجرتها شركة «إيه أو إن» للتأمين وإدارة المخاطر، ونشرتها أمس.
وسجل العام الماضي 4151 عملا إرهابيا في العالم، مقابل 3633 عام 2015، بحسب أرقام الشركة التي نشرت خريطتها للمخاطر السياسية والإرهاب والعنف السياسي لعام 2017.
ورغم هذه الزيادة الكبيرة في عدد الأعمال الإرهابية في الدول الغربية، لفت خبراء الشركة إلى أنها لا تمثل سوى 3 في المائة من العنف الإرهابي في العالم. وتوقعت خريطة الإرهاب التي وضعتها الشركة بالتعاون مع خبراء مجموعة «روبيني» للاستشارات في الاقتصاد والمخاطر، زيادة في هذه المخاطر لعام 2017. مع تصنيف 17 دولة في أعلى مستوى خطر. وللسنة الثانية على التوالي يفوق عدد البلدان التي تم رفعها على سلم المخاطر (19) عدد الدول التي تم تخفيضها (11).
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المخاطر السياسية في فرع الشركة الفرنسي لوي بولار قوله إن «السيناريو ليس وردياً للعام 2017»، مضيفا: «لا نرى فعلا أسبابا لتحسن الوضع. إن تراكم نتائج المخاطر السياسية والاقتصادية والإرهابية يولد أجواء من الغموض البالغ». ورأت الشركة، في البيان الذي رافق نشر خريطة عام 2017، أنه «من غير المرجح أن تتراجع مخاطر العنف السياسي في 2017».
وأضافت: «انحسار الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وسوريا سيقود على الأرجح إلى تفرق الشبكة الجهادية، مما سيؤدي إلى مخاطر جدية على عشرات الدول في المنطقة وما بعدها، وخصوصا في أوروبا وآسيا».
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول أعداد محددة للمقاتلين الأوروبيين في مناطق الصراعات، قال كيرشوف: «أعتقد أن هناك أكثر من 2500 مقاتل أوروبي في سوريا والعراق حتى الآن، وهناك بطبيعة الحال عدد منهم قتل في العمليات القتالية في البلدين».
وأضاف يقول: «إنما بالنسبة للاستعداد لعودة هؤلاء والخطر الذي يمكن أن يمثله هذا الأمر، أستطيع القول: إن هناك عملا كبيرا نقوم به ولدي مقترحات حول هذا الصدد قدمتها لوزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد خلال الاجتماع الذي انعقد ديسمبر (كانون الأول) الماضي في بروكسل، وهي مقترحات تتعلق بتحديد طرق التعامل الأوروبي في هذا الاتجاه، ولكن سأكون صريحا نحن لا نعرف ماذا سيحدث في حال العودة، فهناك من سيفضل البقاء في المنطقة والاختفاء فيها والبعض الآخر سيتحرك في المنطقة وربما يحاول الاختفاء في دول مجاورة، وربما يذهب البعض إلى مناطق الصراعات الأخرى أو ما نسميه النقاط الساخنة مثل ليبيا بشكل خاص وفي المقام الأول، وربما يذهب إلى دول أخرى مثل الفلبين أو غيرها ولكن في النهاية سيعود عدد منهم إلى أوروبا، والآن نعمل على الجاهزية لاستقبال هؤلاء ونحن لا نريد أن نعيد أخطاء الماضي التي وقعنا فيها في نهاية الثمانينات عندما غادر الروس أفغانستان ولم نعط الاهتمام والترقب لما كان يعرف في ذلك الوقت بالمجاهدين».
وفي أواخر العام الماضي أصدر مركز مكافحة الإرهاب بمنظمة الشرطة الأوروبية «يوروبول»، التابعة للاتحاد الأوروبي، تقريرا، يعرب فيه عن تخوفه من هجمات إرهابية محتملة داخل أوروبا، وذلك بسبب تزايد رصد عدد المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي في الدول الأوروبية. وقال تقرير اليوروبول، ومقرها «لاهاي» في هولندا إن «هزائم التنظيم في العراق وسوريا وزيادة أعداد المقاتلين العائدين إلى أوروبا، قد عززا من خطورة شن هجمات في أوروبا الغربية»، مشيرا إلى أن التقديرات المستمدة من أجهزة الاستخبارات توحي بأنه ربما يكون هناك عشرات من مقاتلي التنظيم المحتملين موجودين بالفعل في أوروبا.
وأضاف التقرير «أن أكثر الهجمات ترجيحا ستكون على نمط الهجمات في السنوات القليلة الماضية، من إطلاق النار الجماعي والتفجيرات الانتحارية في باريس وبروكسل، إلى الطعن وغيره من الاعتداءات التي نفذها متشددون يتصرفون من تلقاء أنفسهم»، متوقعا أن تصبح تفجيرات السيارات الملغومة وعمليات الخطف الشائعة في سوريا من الأساليب المتبعة في أوروبا، لكن شبكات الكهرباء ومحطات الطاقة النووية لا تعد أهدافا رئيسية.



أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».