العبادي ينتقد احتماء الفساد بالمذهبية والقومية

العبادي ينتقد احتماء الفساد بالمذهبية والقومية
TT

العبادي ينتقد احتماء الفساد بالمذهبية والقومية

العبادي ينتقد احتماء الفساد بالمذهبية والقومية

انتقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استخدام المذهبية والقومية للإفلات من العقاب في جرائم الفساد. وقال إن حكومته بدأت بمحاربة الفساد في المؤسسات الأمنية لأنه ساهم بدخول داعش إلى المدن.
وقال العبادي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر «المشاورات الوطنية لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في القطاع العام» الذي ترعاه الحكومة والأمم المتحدة في بغداد، أمس، إن الجزء الأهم في قضية الفساد في العراق يتعلق بـ«فساد شخصي» يسعى خلاله الفاسدون إلى استمالة أبناء مذهبهم أو قوميتهم للتغطية على نشاطاتهم.
وأكد أن محاربة الفساد من أولويات حكومته، «رغم الصعاب الكثيرة والحرب ضد الإرهاب والأزمة المالية نتيجة انخفاض إيرادات النفط». وأضاف: «لا أدّعي أننا أنجزنا الكثير في مجال مكافحة الفساد، إلا أننا سرنا في هذا الخط، ونحاول أن نضع الإنسان النزيه في المقدمة من دون أن نخشى أحداً».
وأوضح أن «الخطوات الأولى التي قمنا بها في محاربة الفساد كانت في المؤسسة الأمنية، لأن الفساد فيها ساهم بدخول داعش، ولذلك اليوم قواتنا الوطنية مرحب بها في كل المحافظات وتحقق الانتصارات». وعبر عن حزنه لوجود «مشاريع عدة في المحافظات صرفت عليها مليارات الدنانير من دون أن يستفيد منها المواطن».
وكانت حكومة العبادي وقعت في أغسطس (آب) 2016 مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لإشراك محققين دوليين في ملفات الفساد الكبرى.
وأشادت المنسقة الأممية المقيمة للشؤون الإنسانية في العراق ليز كراندي بالجهود التي تبذلها الحكومة في محاربة الفساد. وقالت في كلمة أمام المؤتمر: «نعي تماماً الأزمة التي يواجهها العراق منذ منتصف 2014 (صعود داعش)، وتعرقل عزم الحكومة في مكافحة الفساد».
وأكدت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «سيقدم توصية» تتضمن «خريطة طريق بسقف زمني لمعالجة القطاعات الأكثر هشاشة في ممارسة الفساد، وأولوياتها الرئيسية تعزيز المالية العامة ورأب الثغرات بإدارة سلسلة التوريد وشراء الموارد والخدمات».
ويرى المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء مظهر صالح أن العراق بحاجة إلى «أذرع دولية لمحاربة الفساد». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر يأتي في إطار «إنضاج القوى الرقابية وتكامل دورها ورسم خريطة طريق لبناء سبيل لمكافحة الإرهاب، وهذا بحاجة إلى إرادة سياسية صلبة». وأضاف أن «العراق يجد للمرة الأولى تعاوناً دولياً للقضاء على الفساد، عبر مذكرة التفاهم الموقعة مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة التي ستضع خريطة الطريق الصحيحة من خلال تكامل جميع الأجهزة الرقابية في كشف ملفات الفساد والفاسدين بذراع عالمي وخارجي».
ويأتي العراق منذ سنوات في لائحة الدول الأكثر فساداً في التصنيفات الدولية. وكانت هيئة النزاهة المستقلة كشفت خلال تقريرها السنوي للعام الماضي، تمكنها من استرجاع ومنع هدر قرابة تريليوني ونصف التريليون دينار عراقي. وأشارت إلى أن عدد المتهمين المحالين على محكمة الموضوع خلال العام بلغ 2512 متهماً، منهم 16 مسؤولاً حالياً وسابقاً من درجة الوزير، فيما بلغ عدد المحالين على القضاء من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين 127 متهماً.



هل ينعش الإسرائيليون حركة السياحة في سيناء المصرية؟

تتركز السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر في مدن طابا ودهب وشرم الشيخ (محافظة جنوب سيناء)
تتركز السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر في مدن طابا ودهب وشرم الشيخ (محافظة جنوب سيناء)
TT

هل ينعش الإسرائيليون حركة السياحة في سيناء المصرية؟

تتركز السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر في مدن طابا ودهب وشرم الشيخ (محافظة جنوب سيناء)
تتركز السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر في مدن طابا ودهب وشرم الشيخ (محافظة جنوب سيناء)

أثارت تقارير عبرية تحدثت عن تدفق الآلاف من السياح الإسرائيليين على مصر رغم تحذيرات تل أبيب من خطورة السفر، تساؤلات بشأن ما إذا كان سيسهم في إنعاش حركة السياحة الوافدة إلى سيناء المصرية، التي تأثرت نسبياً منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وبينما توقع خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن تشهد الفترة المقبلة «رواجاً سياحياً في مدن جنوب سيناء؛ طابا ودهب وشرم الشيخ»، عدو ذلك «تعافياً جزئياً لن يصل بالسياحة إلى معدلاتها الطبيعية»، مؤكدين أن «عدد السياح الإسرائيليين ليس كبيراً ما يجعله غير مؤثر في معدلات السياحة الوافدة».

ووفق تقرير نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، أخيراً، وتناقلته مواقع محلية وعربية، فإن «أكثر من 30 ألف إسرائيلي عبروا الحدود إلى مصر عبر معبر طابا البري خلال الفترة الأخيرة رغم التحذيرات الأمنية المتكررة من السفر إلى الدول المجاورة مثل مصر والأردن»، بحسب ما نقلته الصحيفة عن جهاز مكافحة الإرهاب التابع لمجلس الوزراء الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أن «نحو 30 ألفاً و808 سيّاح سافروا إلى شبه جزيرة سيناء خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، معظمهم من العرب الإسرائيليين». وأشارت إلى أن «انخفاض أسعار الفنادق وتكلفة الإجازة في مصر يسهم في جذب السياح الإسرائيليين».

ويرى الخبير السياحي المصري، أحمد عبد العزيز، أن «السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر عادة ما تتركز في مدن جنوب سيناء، وطابا ودهب وشرم الشيخ، نظراً لإمكانية دخول الإسرائيليين حتى شرم الشيخ دون تأشيرة».

وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر تأثرت نسبياً بالحرب على غزة»، لافتاً إلى أن «السياح الإسرائيليين كانوا يشكلون في فترة من الفترات نحو 30 في المائة من حركة السياحة في شرم الشيخ».

سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بدوره، قال الخبير السياحي، محمد كارم، إن «مصر منطقة آمنة وجاذبة للسياح الإسرائيليين»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «بالنسبة للسائح الإسرائيلي فإن مدن طابا ونويبع ودهب من أفضل وجهاته السياحية كونه لا يحب الفنادق ويفضل الإقامة في كامبات»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تطلق تحذيرات سفر لمختلف دول العالم لكنها عادة غير مؤثرة».

وفي أكتوبر 2023 أشارت تقارير إعلامية مصرية إلى «إغلاق نحو 90 في المائة من المنشآت السياحية (فنادق وكامبات) في مدينتي طابا ونويبع الواقعتين بسيناء على شاطئ البحر الأحمر وتراجع معدل الإشغالات الفندقية في شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء نتيجة الحرب على غزة».

ولفت كارم إلى أن «الفترة الأولى من حرب غزة أثرت جزئياً على معدلات السياحة في سيناء، لكنها استقرت لا سيما مع حملات الترويج السياحي التي جذبت أعداداً كبيرة من السياح لمصر بشكل عام».

وبينما توقع أن «تشهد الفترة المقبلة زيادة في معدلات السياحة الوافدة إلى مصر»، أكد أن «السياحة الإسرائيلية غير مؤثرة نظراً لقلة عددها ناهيك عن انخفاض إنفاق السائح الإسرائيلي بشكل عام».

بدوره، أوضح عبد العزيز أن «حجم تراجع معدلات السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر لم يكن كبيراً، ولم يستمر طويلاً، نظراً لأن معظم الوافدين من عرب إسرائيل، وهم عادة لا يكترثون بتحذيرات تل أبيب المتعلقة بالسفر»، مشيراً إلى أن «سيناء شهدت استقراراً نسبياً في معدلات السياحة الوافدة خلال الفترة الماضية، وإن لم تصل حد التشغيل الكامل لطاقتها السياحية».

وتوقع عبد العزيز أن «تشهد فترة الأعياد المقبلة رواجاً وإقبالاً من السياح الإسرائيليين على مدن جنوب سيناء، لا سيما مع انخفاض تكلفة قضاء الإجازة في مصر مقارنة بالداخل الإسرائيلي». لكنه أكد أن «هذا الرواج سيسهم في التعافي الجزئي للحركة السياحية دون أن يصل إلى درجة التعافي الكامل».

ومنتصف العام الماضي زعمت وسائل إعلام عبرية أن مصر خرجت من قائمة الـ10 وجهات سياحية المميزة بالنسبة للإسرائيليين وحلت مكانها قبرص واليونان.

وقبل اندلاع حرب غزة أشارت تقارير إعلامية عبرية إلى أن «مصر من أكثر الدول العربية استقبالاً للسياح الإسرائيليين وقدرت عددهم بنحو نصف مليون سائح عام 2022».

واستقبلت مصر، وفق بيانات رسمية، 15.7 مليون سائح خلال عام 2024، ما يُعدّ أعلى رقم تحققه البلاد في تاريخها. واقتربت أعداد السياح العرب الوافدين لمصر، العام الماضي، من 3 ملايين سائح، بحسب تصريحات رسمية.

وكانت مصر تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 عبر استراتيجية أعلنتها الحكومة سابقاً، لكنها عادت وعدلت الاستراتيجية ورحّلت هدفها إلى عام 2031. وقال رئيس الوزراء المصري في إفادة رسمية الشهر الماضي: «لولا الاضطرابات الإقليمية التي تحيط بمصر لارتفع هذا الرقم إلى 18 مليون سائح».