مقتل طيارين عراقيين أسقط «داعش» مروحيتهما

انفجار عبوات ناسفة في جامعة الموصل يودي بمتطوعَين اثنين ويجرح خمسة

مروحية عراقية تحلق على أطراف غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
مروحية عراقية تحلق على أطراف غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل طيارين عراقيين أسقط «داعش» مروحيتهما

مروحية عراقية تحلق على أطراف غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
مروحية عراقية تحلق على أطراف غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)

أعلنت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية سقوط مروحية للجيش أثناء خوضها معركة ضد مسلحي تنظيم داعش في غرب الموصل، ومقتل طيارين اثنين كانا على متنها، أمس، فيما انفجرت عبوات ناسفة خلفها التنظيم في جامعة الموصل، مما أدى إلى مقتل اثنين من المتطوعين الشباب الذين يعملون في رفع الأنقاض وجرح خمسة آخرين.
ونقلت خلية الإعلام الحربي العراقية، في بيان أمس، نعي قيادة العمليات المشتركة اثنين من طياريها قُتلا خلال المعارك في الموصل. وكشفت القيادة أن المروحية كانت تساند قوات الشرطة الاتحادية خلال معارك مع «داعش»، مشيرة إلى أن الطيارين قتلا عددا من المسلحين، قبل أن تصاب مروحيتهما وتسقط في شرق الموصل.
وبحسب مصادر أمنية، سقطت المروحية في حي المهندسين الذي يقع على الحافة الشرقية من نهر دجلة قرب الجسر الخامس. وأشارت إلى أن «المروحية كانت تخوض معارك قرب المدينة القديمة في وسط الموصل».
ورغم بطء سير المعارك في غرب الموصل، فإن القوات تخوض مواجهات شرسة مع مسلحي «داعش» الذين يتحصنون داخل الأبنية وسط مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة. ورغم فتح منافذ كثيرة لخروج المدنيين من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، فإن إحصاءات المسؤولين العراقيين في الموصل تشير إلى وجود أكثر من 300 ألف محاصر في مناطق سيطرة «داعش».
ويعتمد التنظيم خلال المعارك الدائرة في مناطق الموصل القديمة والأحياء الخاضعة له في غرب المدينة على مسلحين عرب وأجانب، إضافة إلى عسكريين عراقيين سابقين كانوا ضمن الجيش في عهد الرئيس السابق صدام حسين. أما الأسلحة التي يستخدمها فهي بنادق القنص والطائرات المسيّرة (الدرون) وقذائف الهاون، إضافة إلى أن غالبية المسلحين الموجودين في المدينة حاليا من الانتحاريين الانغماسيين.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي، أمس، أن طيران التحالف الدولي وجه، استنادا إلى معلومات الاستخبارات العسكرية العراقية، ضربة جوية إلى أحد مقرات التنظيم في حي 17 غرب الموصل. وأضافت أن «الغارة أسفرت عن تدمير مقر كتيبة صقور الخلافة، وقُتل خلالها كثير من عناصر الكتيبة، بينهم عدد من القادة العرب الأجانب، وهم كل من مسؤول انتحاريي الكتيبة والمسؤول العسكري للكتيبة ومسؤول انغماسيي الكتيبة».
إلى ذلك، سقط ضحايا في شرق الموصل، أمس، بانفجار عبوات ناسفة من مخلفات «داعش». وقال مسؤول إعلام شبكة منظمات المجتمع المدني في محافظة نينوى مهند الأومري لـ«الشرق الأوسط»، إن «انفجار ثلاث عبوات ناسفة أسفر عن مقتل متطوعين اثنين وجرح خمسة آخرين، إصاباتهم بليغة، أثناء عمل فرق المتطوعين الشباب من أبناء الموصل في تنظيف مباني جامعة الموصل ورفع الأنقاض».
وأوضح الأومري أن القوات الأمنية كانت سلمت قبل أيام مباني الجامعة إلى رئاستها، باعتبار أنها طهرتها من العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها مسلحو التنظيم فيها أثناء معارك شرق المدينة. وأضاف أن «المتطوعين كانوا ينظفون المباني على أنها خالية من المتفجرات والعبوات الناسفة، لكنهم فوجئوا بتلك الانفجارات». وطالب الجهات الأمنية بالإسراع بتنظيف المدينة ومبانيها من العبوات الناسفة والمتفجرات «كي يتمكن الأهالي من العيش بأمان».
ورغم مرور أكثر من شهرين على تحرير مناطق شرق الموصل من مسلحي «داعش»، فإنها ما زالت تعاني من غياب الاستقرار الأمني، بسبب خلايا التنظيم النائمة التي تشن بين الحين والآخر هجمات إرهابية على المدنيين. كما تتعرض المناطق الواقعة خصوصا على الضفة الشرقية من نهر دجلة إلى قصف عشوائي من «داعش».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).