تقدم للمعارضة في درعا يسقط مواقع عسكرية

موسكو ترد بعشرات الغارات والنظام بالقنابل العنقودية

تقدم للمعارضة في درعا يسقط مواقع عسكرية
TT

تقدم للمعارضة في درعا يسقط مواقع عسكرية

تقدم للمعارضة في درعا يسقط مواقع عسكرية

استنفر النظام السوري وموسكو للرد على التقدم الذي حققته فصائل المعارضة في مدينة درعا، الواقعة في الجنوب، خلال الساعات الماضية، من خلال سيطرتها على مواقع أمنية وعسكرية. وشنت الطائرات الروسية، كما أكد ناشطون، عشرات الغارات التي استهدفت أحياء درعا البلد، فيما أفادوا بقصف النظام بالقنابل العنقودية أماكن إقامة النازحين في السهول بمحيط المدينة.
وأعلنت «غرفة عمليات البنيان المرصوص» في مدينة درعا عن تمكن فصائلها من السيطرة على 45 كتلة سكنية في حي المنشية، وعلى مواقع عسكرية وأمنية للنظام، في إطار معركة «الموت ولا المذلة»، لافتة إلى تفجير عربة مفخخة في مواقع قوات الأسد، مما أدّى إلى مقتل وجرح العشرات منهم ومن عناصر الميليشيات الإيرانية.
ورداً على تقدم فصائل المعارضة السورية، شن الطيران الحربي الروسي أكثر من 20 غارة بالصواريخ الفراغية والعنقودية، استهدفت أحياء مدينة درعا والمزارع المحيطة بها، بالإضافة إلى عدد من صواريخ أرض - أرض والبراميل المتفجرة.
وفي هذا الإطار، أفادت وكالة «قاسيون» بشن مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي أكثر من 12 غارة على الأحياء المأهولة بالسكان في أحياء درعا البلد، الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ووفقاً لبيان سابق من غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، فإن المعارك تأتي في سياق الردّ على «عدم التزام قوات النظام والميليشيات الأجنبية بهدنة وقف إطلاق النار، ومحاولاتها المتكررة السيطرة على معبر درعا القديم مع الأردن، فضلاً عن القصف الذي لم ينقطع منذ بدء الهدنة على مناطق متفرقة من درعا».
ومن جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى استمرار الاشتباكات بوتيرة عنيفة في محور حي المنشية، بدرعا البلد، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و«هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، لافتاً إلى تفجير عربة مفخخة في المنطقة من قبل «حركة إسلامية»، بالإضافة لقصف متبادل، مما أدى لمقتل وإصابة عناصر من الطرفين. وأوضح المرصد أن الطيران الحربي استهدف درعا البلد بـ17 غارة منذ صباح الخميس، بالإضافة لإلقاء الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على المنطقة. وأوضح أبو أحمد العاصمي، عضو المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر»، أن الهدف الرئيسي للمعركة بالنسبة للنظام هو الوصول إلى معبر الرمثا مع الأردن، الذي يبعد عن آخر نقطة يسيطر عليها نحو 2 كلم، لافتاً إلى أن سيطرته على حي المنشية يساعده بتحقيق هدفه هذا. وأكد العاصمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنّه «بدل أن يحقق النظام التقدم الذي يرجوه، تكبد خسائر كبيرة دفعته للتراجع»، وأضاف: «استعداد فصائل المعارضة للمعركة جيداً، خصوصاً أن معظم المقاتلين من أبناء هذه المنطقة، واعتمادهم على الأنفاق والدشم، جعلهم يتفوقون على القوات المهاجمة التي هي في معظمها من الميليشيات الإيرانية، ومن عناصر (حزب الله)».
وتتمركز قوات «حزب الله»، بشكل أساسي في مناطق إزرع وأطراف بصرى الشام من الجهة الشرقية، كما في مثلث القنيطرة - درعا - ريف دمشق الغربي.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».