رابح صقر يهدي جمهور الرياض أغاني ألبومه الجديد... وخالد عبد الرحمن يقدم روائع فترته الذهبية

محمد عبده وطلال سلامة قدما أغاني طربية في جدة

محمد عبده  -  طلال سلامة  (تصوير: محمد المانع)  -  رابح صقر (تصوير: علي العريفي)
محمد عبده - طلال سلامة (تصوير: محمد المانع) - رابح صقر (تصوير: علي العريفي)
TT

رابح صقر يهدي جمهور الرياض أغاني ألبومه الجديد... وخالد عبد الرحمن يقدم روائع فترته الذهبية

محمد عبده  -  طلال سلامة  (تصوير: محمد المانع)  -  رابح صقر (تصوير: علي العريفي)
محمد عبده - طلال سلامة (تصوير: محمد المانع) - رابح صقر (تصوير: علي العريفي)

شهد الأسبوع الحالي مع إجازة الربيع في السعودية، انتعاشا جماهيريا مع حفلين غنائيين نظمتهما شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»، يضمان نخبة من نجوم الأغنية السعودية. في العاصمة الرياض كان موعدا فنيا بعد عودة الحفلات الغنائية إليها. امتلأ مسرح مركز الملك فهد الثقافي بجمهور كبير محب للمطربين رابح صقر وخالد عبد الرحمن. تم نفاد جميع تذاكر الحفل للنجمين اللذين يمتلكان قاعدة جماهيرية في السعودية، وبخاصة في الرياض.
رابح صقر، الذي يجيد دائما التعامل مع جمهوره العريض، كان شوقه مختلفا هذه المرة؛ لأنه يغني في مدينته التي يحبها ويسكن بها ملتفا حول جمهوره العريض ليقدمه لهم روائعه الغنائية، ولم يبخل عليهم بتقديم أغاني ألبومه الجديد الذي طرحه أخيرا، لتكون بداية تلك الأغاني من مسرح الرياض. في حين بدأ وصلته بأغنيته الشهيرة «ابديعني» التي كتبها تركي آل الشيخ ولحنها عبادي الجوهر، وقدم من جديده أيضا «الحب أعمى» للشاعر عبد الله أبو راس والملحن ناصر الصالح. في حين كان لخالد عبد الرحمن كريزمته الخاصة، وتفاعل جمهوره معه بشكل رائع. وجمهور خالد عرف عنه التفاعل كثيرا مع أغاني فنانهم المحبوب؛ لذلك كان يطلب منهم بين الحين والآخر التزام الهدوء. خالد عبد الرحمن كان في أكثر أوقاته جالسا على كرسيه ممسكا آلته العود، وهذا الشيء يسعد جمهوره كثيرا؛ لأنهم يبحثون عن أغانيه الطربية، كما لبى جميع طلبات الجمهور، وكان ذكيا حين ركز في حفلته على تقديم أغاني التسعينات الميلادية، وهي فترة انطلاقته الفنية وشهرته الكبيرة التي حظي بها آنذاك.
يوم أول من أمس شهدت جدة، عروس البحر الأحمر، كما يحلو لعشاقها تسميتها، حفلا آخر ضم فنان العرب محمد عبده والفنان طلال سلامة من تنظيم «روتانا» أيضا، وتم إحياء الحفل في الصالة الرياضية المغلقة التي تتسع لأكثر من 6000 متفرج. الحفل كان من حيث الأداء الفني رائعا، ونجح سالم الهندي مدير عام «روتانا» - كعادته - في خروج الحفلين بشكل منظم. لكن الحضور لم يكن متوقعا لأسباب عدة، أهمها أن عبده قدم حفلا في جدة في المكان نفسه قبل شهرين تقريبا، إضافة إلى كثرة حفلاته في الآونة الأخيرة. في حين صدح صاحب الإحساس العالي طلال سلامة بالكثير من روائعه الغنائية التي عرف بها منذ التسعينات الميلادية، وأيضا قدم أغاني من جديده. في حفل جدة الجمهور كان طربيا راقيا، كان مستمعا جيدا للأغاني الطربية التي قدمها محمد عبده وطلال سلامة.
أكد سالم الهندي، أن الحفلات الغنائية ستستمر في مدن سعودية عدة، وأيضا هناك مرتقب لم يتحدد موعده حتى الآن سيكون في المنطقة الشرفية، وسيحييه نجوم كبار، إضافة إلى حفلات أخرى بين جدة والرياض.



خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
TT

خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})

قال الموسيقار المصري، خالد الكمار، إن التطور التكنولوجي الكبير في تقنيات الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية ساعد صُنَّاع الدراما على الاستفادة من تلك التقنيات وتوظيفها درامياً بصورة أكبر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن التعقيدات التقنية قبل نحو 3 عقود كانت تعوق تحقيق هذا الأمر، الذي انعكس بشكل إيجابي على جودة الموسيقى ودورها في الأحداث.

وقال الكمار لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن شارات الأعمال الدرامية لم تعد تحظى بفرص الاستماع والعرض مع العمل بالشكل الأفضل، فإن هذا لم يقلل من أهميتها».

وأضاف أن «منصات العرض الحديثة قد تؤدي لتخطي المقدمة عند مشاهدة الأعمال الدرامية على المنصات، أو عدم إذاعتها كاملة؛ بسبب الإعلانات عند العرض على شاشات التلفزيون، على عكس ما كان يحدث قبل سنوات بوصف الموسيقى التصويرية أو الأغنية الموجودة في الشارة بمنزلة جزء من العمل لا يمكن حذفه».

يسعى الكمار لإقامة حفل خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وعدَّ الكمار أن «عقد مقارنات بين جيل الشباب والكبار أمر ظالم؛ لأنه لا تصح مقارنة ما يقدِّمه الموسيقيون الشباب من أعمال في بداية حياتهم، بما قدَّمه موسيقيون عظماء على غرار عمار الشريعي بعد سنوات طويلة من خبرات اكتسبها، ونضجٍ فنيٍّ وظَّفه في أعماله».

ولفت إلى أن «الفنان يمرُّ في حياته بمراحل عدة يكتسب فيها خبرات، وتتراكم لديه مواقف حياتية، بالإضافة إلى زيادة مخزونه من المشاعر والأفكار والخبرات، وهو أمر يأتي مع كثرة التجارب والأعمال التي ينخرط فيها الفنان، يصيب أحياناً ويخطئ في أحيان أخرى».

وأضاف أن «تعدد الخيارات أمام المشاهدين، واختيار كل شخص الانحياز لذوقه شديد الخصوصية، مع التنوع الكبير المتاح اليوم، أمور تجعل من الصعب إيجاد عمل فني يحظى بتوافق كما كان يحدث حتى مطلع الألفية الحالية»، مؤكداً أن «الأمر لا يقتصر على الموسيقى التصويرية فحسب، ولكن يمتد لكل أشكال الفنون».

خالد الكمار (حسابه على {فيسبوك})

وأوضح أن فيلماً على غرار «إسماعيلية رايح جاي»، الذي عُرض في نهاية التسعينات وكان الأعلى إيراداً في شباك التذاكر «أحدث تأثيراً كبيراً في المجتمع المصري، لكن بالنظر إلى الفيلم الأعلى إيراداً خلال العام الحالي بالصالات وهو (ولاد رزق 3) فإن تأثيره لم يكن مماثلاً، لوجود تفضيلات أكثر ذاتية لدى الجمهور، وهو ما لم يكن متاحاً من قبل».

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها، مؤكداً أن اسم كل من المخرج والكاتب يكون له دور كبير في حماسه للتجارب الفنية، خصوصاً بعض الأسماء التي عمل معها من قبل على غرار مريم نعوم وكريم الشناوي وبيتر ميمي؛ لثقته بأن الموسيقى التي سيقدمها سيكون لها دور في الأحداث.

وذكر الكمار أنه «يفضِّل قراءة المسلسلات وليس مجرد الاستماع إلى قصتها من صُنَّاعها، لكن في النهاية يبدأ العمل وفق المتاح الاطلاع عليه سواء الحلقات كاملة أو الملفات الخاصة بالشخصيات»، مشيراً إلى أنه «يكون حريصاً على النقاش مع المخرج فيما يريده بالضبط من الموسيقى التصويرية، ورؤيته لطريقة تقديمها؛ حتى يعمل وفق التصور الذي سيخرج به العمل».

ورغم أن أحداث مسلسل «مطعم الحبايب» الذي عُرض أخيراً دارت في منطقة شعبية؛ فإن مخرج العمل أراد الموسيقى في إطار من الفانتازيا لأسباب لها علاقة بإيقاع العمل، وهو ما جرى تنفيذه بالفعل، وفق الكمار الذي أكد أنه «يلتزم برؤية المخرج في التنفيذ لكونه أكثر شخص على دراية بتفاصيل المسلسل أو الفيلم».

لا ينكر خالد الكمار وجود بعض الأعمال التي لم يجد لديه القدرة على تقديم الموسيقى الخاصة بها؛ الأمر الذي جعله يعتذر عن عدم تقديمها، في مقابل مقطوعات موسيقية قدَّمها لأعمال لم تكن مناسبة لصُنَّاعها ليحتفظ بها لديه لسنوات ويقدِّمها في أعمال أخرى وتحقق نجاحاً مع الجمهور، مؤكداً أنه يقرِّر الاعتذار عن عدم تقديم موسيقى ببعض الأعمال التي يشعر بأن الموسيقى لن تلعب دوراً فيها، ولكن ستكون من أجل الوجود لاستكمال الإطار الشكلي فحسب.

وعن الاختلاف الموجود في الموسيقى التصويرية بين الأعمال الفنية في مصر ونظيرتها في السعودية، قال الموسيقار المصري الذي قدَّم تجارب عدة بالمملكة من بينها الموسيقى التصويرية لفيلم «حوجن»: «صُنَّاع الدراما والسينما السعوديون يفضِّلون استخدام الموسيقى بشكل أكبر في الأحداث أكثر مما يحدث في مصر».

ولفت إلى حرصه على الانغماس في الثقافة الموسيقية السعودية بشكل أكبر من خلال متابعتها عن قرب، الأمر الذي انعكس على إعجاب صُنَّاع الأعمال بما يقدِّمه من أعمال معهم دون ملاحظات.

وحول تجربة الحفلات الموسيقية بعد الحفل الذي قدَّمه في أغسطس (آب) الماضي بمكتبة الإسكندرية، قال الكمار إنه يسعى لإقامة حفل كبير في القاهرة «من خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور بشكل يمزج بين الحفل الموسيقي والمحاضرة، عبر شرح وتفصيل المقامات والآلات الموسيقية المستخدَمة في كل لحن قبل عزفه، بصورة يستطيع من خلالها المستمع فهم فلسفة الألحان».

وأوضح أن «هذه الفكرة مستوحاة من تجربة الموسيقار عمار الشريعي في برنامج (غواص في بحر النغم) الذي قدَّمه على مدار سنوات، وكان إحدى التجارب الملهمة بالنسبة له، واستفاد منه كثيراً»، مشيراً إلى أنه فكَّر في تقديم فكرته عبر «يوتيوب» لكنه وجد أن تنفيذها على المسرح بحضور الجمهور سيكون أفضل.