هدى قطان... كيم كارداشيان العربية

من مدونة بدأت برسم الحواجب إلى سيدة أعمال تملك شركة تجميل عالمية

خلال حضورها عرض أزياء  دار «بيربري» بلندن في سبتمبر 2016 - هدى قطان في مكتبها - تتابع دروسها على «اليوتيوب» ملايين الفتيات والنساء - بدأت بتعليم وضع الماكياج وانتقلت لطرح منتجات تحمل  اسمها وتلقى إقبالاً كبيراً - تشتهر بإتقانها «الكونتورينغ» وتبنيها موضة الماكياج الصارخ
خلال حضورها عرض أزياء دار «بيربري» بلندن في سبتمبر 2016 - هدى قطان في مكتبها - تتابع دروسها على «اليوتيوب» ملايين الفتيات والنساء - بدأت بتعليم وضع الماكياج وانتقلت لطرح منتجات تحمل اسمها وتلقى إقبالاً كبيراً - تشتهر بإتقانها «الكونتورينغ» وتبنيها موضة الماكياج الصارخ
TT

هدى قطان... كيم كارداشيان العربية

خلال حضورها عرض أزياء  دار «بيربري» بلندن في سبتمبر 2016 - هدى قطان في مكتبها - تتابع دروسها على «اليوتيوب» ملايين الفتيات والنساء - بدأت بتعليم وضع الماكياج وانتقلت لطرح منتجات تحمل  اسمها وتلقى إقبالاً كبيراً - تشتهر بإتقانها «الكونتورينغ» وتبنيها موضة الماكياج الصارخ
خلال حضورها عرض أزياء دار «بيربري» بلندن في سبتمبر 2016 - هدى قطان في مكتبها - تتابع دروسها على «اليوتيوب» ملايين الفتيات والنساء - بدأت بتعليم وضع الماكياج وانتقلت لطرح منتجات تحمل اسمها وتلقى إقبالاً كبيراً - تشتهر بإتقانها «الكونتورينغ» وتبنيها موضة الماكياج الصارخ

في عصر الـ«انستغرام» والصورة، تظهر في كل يوم فتاة تتطلع للنجومية وتحقيق الشهرة. بعضهن يصلن إلى الهدف ويحققن ضربة العمر وبعضهن يفشلن. فقد أكدت التجارب أنه رغم الضجة الأولية وما تثيره من زوبعة ومتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الاستمرار يكون دائما للأقوى فقط، لا سيما في عالم الموضة والجمال. فكم من خبيرة اشتهرت لفترة قصيرة حققت فيها نجاحات مؤقتة تلتها خيبات أمل كبيرة بسبب خيانة المتابعين الذين ما إن يصيبهم الملل حتى يختفين باحثات عن اسم آخر. العالم العربي مثله مثل غيره مُعرض لهذه التقلبات وربما يعاني أكثر من غيره من الإصابة بالملل، فقد تألقت فيه أسماء كثيرة اختفت بعد فترة فيما بقيت فيه أخرى متمسكة بمكانتها، لكن لم تستطع أي واحدة أن تحقق ما حققته هدى قطان. أميركية من أصول عراقية تعيش في دبي ووصلت منتجاتها إلى كل العالم. فقد حصلت في العام الماضي على جائزة «ديجيتال أنوفيتر» من مجلة «ويمنز وير دايلي» اعترافا بنجاحاتها في مجال التجميل. ما يُحسب لها أنها أسست إمبراطورية عالمية بدأتها برسم الحواجب وبيع الرموش المستعارة، أتبعتها بمستحضرات التجميل وطريقة وضع الماكياج تجعل الكل تقريبا يُشبه كيم كارداشيان معتمدة فيها على الألوان القوية وتوزيعها بطريقة «الكونتورينغ». لكن علاقتها بكيم كارداشيان تتعدى الشكل إلى الحس التجاري. فقد اكتسبت قوة تضاهي قوة تأثير «كيم كارداشيان ويست» في عالم التجميل. فعدد متابعيها يصل إلى أكثر من 18 مليون متابع على الـ«انستغرام». وتعكف حاليا على إنتاج مجموعة جديدة من مستحضرات تجميل تحت اسم «هدى بيوتي» على غرار «كيم كارداشيان ويست كيكوجي» التي صدرت مؤخرا. حتى من حيث الشكل، تتشابه قطان مع «كارداشيان ويست» في ميلها إلى الجسد الأنثوي واللون الغامق الساحر وحبها لتحديد الوجه ورسمه بشكل يُغني عن عمليات التجميل. تتشاركان أيضا في أن شركتيهما يغلب عليهما الطابع العائلي من الناحية الإدارية. فشريكة هدى قطان هي شقيقتها منى قطان، فيما تتولى شقيقتها الثانية عالية إدارة صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
في لقاء صحافي أجرته معها صحيفة «نيويورك تايمز»، قالت هدى إنها تتفهم مقارنتها بكيم كارداشيان، فهي سيدة أعمال مثلها وحققت نجاحا عالميا بفضل شغفها بالعمل وعدم رغبتها في التوقف عن تطوير نفسها.
ولدى سؤالها عن أحدث منتجاتها لهذا العام، أجابت بأنها ربما ستبتعد وتختلف عن كيم كارداشيان هذه المرة وهو ما سيكون مفاجأة لمحبي مستحضراتها التي تشهد إقبالا كبيرا حسب أرقام المبيعات. فخطها من مستحضرات التجميل الذي يحمل اسم «هدى بيوتي» وقدمته في عام 2013، وتضمن مجموعة من الرموش الصناعية، لم يتوقف نجاحه، بل شهد تطورا وتوسعا بعد أن أضافت إليه مجموعة تتكون من محدد الشفاه وأحمر الشفاه السائل وظلال العين. وفوجئت شركة سيفورا بحجم الإقبال عليه، حيث نفد من بعض الأسواق في وقت وجيز. والفضل يعود إلى التركيبة وكذلك إلى الطريقة التي تستخدم بها هذه المستحضرات حسب تعليمات هدى. فقلم تحديد الشفاه، مثلا، قد يكون الوسيلة نفسها التي عرفت باسم «ليب كونتورز»، لكن قطان استعملته بطريقة تمنح الشفاه اكتنازا أكبر، وكان له أثر إيجابي على المبيعات. فليست كل النساء تميل إلى حقن شفاههن بالكولاجين كما أن الفتيات الصغيرات وجدن فيه ضالتهن. وبحسب أرتميز باتريك، نائبة مدير شركة سيفورا لشؤون البيع، فإن ذكاء هدى التجاري يتجلى في أنها طرحته ليعزز «صيحات الموضة وتوجهات الماكياج الجديدة» ولم تدخل في منافسة مباشرة مع شركات أخرى سبقتها لطرحه.
المعروف عن شركة سيفورا أنها ليست بالغريبة في مجال إنتاج مستحضرات الماكياج والتجميل وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا، ورغم تعاملها مع كثير من الشركات المصنعة لمستحضرات التجميل والماكياج، فإن تجربتها مع قطان كانت فريدة من نوعها. فهذه الفتاة العربية، حسب رأيها، أصبحت تتمتع باسم مضمون وصل تأثيره إلى الولايات المتحدة، الذي يعتبر أهم الأسواق والأصعب من ناحية اختراقه. وبحسب باتريك: «من النادر أن ينجح شخص واحد في ربط اسمه بعالم الموضة في عدد من دول العالم على اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم. فضل كبير في هذا يعود إلى قوة الإنترنت، لكن لا بد من الاعتراف بفطنتها في إدارة أعمالها واستفادتها من أعداد متابعيها بإيجابية منحتها دفعة قوية للأمام».
ولا يختلف متتبع للسوق في أن ماركة «هدى بيوتي» لا تزال تتربع على القمة باعتمادها على اسم «سيفورا ميدل إيست»، علما بأن منتجاتها تتوفر أيضا في متجر هارودز بلندن منذ شهر أغسطس (آب) الماضي. وصرحت أناليس فارد، مديرة مستحضرات التجميل بالمتجر، بأن منتجاتها «تعتبر الأسرع انتشارا ومبيعات بين ماركات الماكياج».
تشير هدى قطان إلى أنها لم تدخل السوق في البداية ونصب أعينها تحقيق مكسب سريع، فـ«هناك ماركات عالمية ناجحة انتشرت بهدف الاستثمار» ولم يكن بإمكانها أن تنافسها بشكل مباشر. في المقابل عمدت إلى العمل وتنمية إمبراطوريتها بشكل عضوي. فالشهرة قد تأتي سريعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تركب الموجة التي ركبها غيرها من باب الاستسهال. تقول إنها لم تُصبح سيدة أعمال ناجحة بسهولة، ولا وُلدت وشبت في أسرة ثرية فرشت لها الطريق بالورود. بصفتها مواطنة أميركية من أصل عراقي نشأت في منطقة كوكفيل بولاية تينيسي، لأسرة متواضعة الإمكانيات.
كان والدها أستاذا في الهندسة وأمها ربة منزل ترعى أبناءها الأربعة. منذ صغرها اكتشفت هدى عشقها للماكياج، ونظرا لموهبتها فيه بدأت تنشر ابتكاراتها عبر «اليوتيوب»، من خلال دروس لتطبيقه بأسلوب سهل ومُبتكر يخفي العيوب ويبرز مكامن الجمال، إلى جانب مهارتها في تحديد الحاجبين.
تُعيد هدى سبب اهتمامها بالحواجب إلى معاناتها من حواجبها الكثيفة جدا في صغرها. النتيجة كانت مُرضية جدا إلى حد أنها تشجعت أن تُحول موهبتها إلى مصدر عمل. في عام 2010، وبتشجيع من شقيقتها منى، أعلنت عن ابتكاراتها في مدونة «وورلد برس» بعد حصولها على دورة تدريبية في الماكياج بكاليفورنيا. عندما انتقلت إلى دبي عقب حصول والدها على عمل أستاذا بالجامعة الأميركية بالشارقة، كان أقصى ما تمنته أن تُرسخ اسمها في مجال التجميل في المنطقة، خصوصا أن المنطقة كانت مواتية ومتقبلة لكل جديد.
تقول إنها ركزت على المنتجات الأصلية التي كانت تُطلقها عبر موقع «اليوتيوب». لم تكن مقاطع عادية بل صورتها لتكون أشبه بمشاهد فيلم سينمائي. ورغم نجاح التجربة وانتشار مقاطعها فإنها لم تشعر بأن الـ«يوتيوب» مكانها المفضل، مشيرة إلى أنها «شعرت براحة أكبر بعد فتح حساب خاص بي على موقع الصور انستغرام». كان ذلك في عام 2012، وبعد عامين فقط على إطلاقه تعدى عدد متابعيها الملايين لتصبح نجمة الجمال والتجميل في المنطقة العربية بلا منازع.
عند سؤالها عن الاستراتيجية التي اتبعتها في إدارة عملها، أجابت بأنها حرصت على أن تكون صادقة مع نفسها، وأن تتبادل ما ينشره الآخرون كي يزيد عدد متابعيها إلى جانب فتح حوارات مع متابعيها والعملاء على حد سواء. ويجب هنا الإشارة إلى أنها نادرا ما تقبل الترويج للآخرين من خلال نشر تعليقات أو صور مدفوعة من دون أن تقتنع بها تماما. فبعدم قبولها المال مقابل ما تنشره تكتسب مصداقية أكبر، وهو ما ينعكس على تزايد عائداتها من مواقع التواصل الاجتماعي والرغبة في التعاون معها. «الترنا هيركير» واحدة من بين هؤلاء العميلات، تعترف بأن عدد متابعيها عبر «انستغرام» زاد بواقع 5000 بمجرد أن ظهرت منتجاتها ضمن تعليقات قطان على موقعها.
على المستوى الشخصي لا تُفرق هدى قطان بين العمل وحياتها، فـ«متعتي تكمن في العمل» حسب قولها. وزاد هذا الحب كلما لمع اسمها، لكنها تضيف بأنها لا تتواجد بعد في تطبيق «سناب شات» نظرا لطبيعة هذا الموقع الذي يعتبر شخصيا أكثر من «انستغرام». وربما يكون هذا هو الخط الفاصل بين عملها وحياتها الشخصية، التي تقول عنها إنها «عادية جدا» تتلخص غالبا في الاجتماعات وإجراء الصفقات. فحتى عطلة نهاية الأسبوع، كما تقول، تقضيها في تقييم نقاط القوة والضعف في منتجاتها، وفي الفرص المتاحة والتهديدات التي قد تُبدد كل ما بنته حتى الآن.



دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
TT

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

في مجموعته من خط «الريزورت لعام 2020» أثار مصمم دار «كارولينا هيريرا» ويس غوردن موجة من الاستياء والغضب في المكسيك. اتُهم حينها بالسرقة الفنية والثقافية، لأنه استلهم من تطريزات تراثية مكسيكية بشكل شبه حرفي من دون أن يطلب الإذن من أصحابها ولا أشار إليهم. وصل الأمر إلى تدخل حكومي، جاء على لسان وزيرة الثقافة المكسيكية آليخاندرا فراوستو التي وجَهت رسالة تتهم فيها دار «كارولينا هيريرا» بالانتحال الثقافي وتطالبها بتفسير علني لاستخدامها رسوماً منسوخة من تراث الشعوب الأصلية المكسيكية، وما إذا كان هؤلاء سيستفيدون بأي شكل من الأشكال.

جاءت كل إطلالة وكأنها لوحة مرسومة بالأزهار والورود (كارولينا هيريرا)

كان رد المصمم سريعاً وهو أن فكرة الانتحال لم تكن تخطر بباله، وأن ما قصده كان تكريم الثقافة المكسيكية والاحتفال بها، مُعترفاً أنه لا ينفي أن «المكسيك بالفعل حاضرة بقوة في هذه المجموعة. لكن حرصي على إبراز هذا التراث هو دليل على المحبة التي أكنّها لهذا البلد ولإبداعاته الحرفية التي طالما أعجبت بها وكانت من أهم مصادر إلهامي».

ريزورت 2025

مرت أربع سنوات وأشهر عديدة، وها هو يؤكد أن قوله لم يكن لمجرد التبرير للخروج من ورطة غير محسوبة. هو فعلاً يحب الثقافة المكسيكية، وإلا ما عاد إليها في عرضه الجديد من خط «الريزورت لعام 2025». الاختلاف هذه المرة أنه اتخذ كل التدابير التي تقيه أي جدل أو هجوم. فالعرض كما تشرح الدار «رحلة من الاستكشاف تُعززها العلاقة الممتدة على مدى عقود طويلة بينها وبين المكسيك».

استلهم المصمم ألوانه من غروب الشمس في مكسيكو سيتي والطبيعة المحيطة (كارولينا هيريرا)

عُرضت التشكيلة في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي. اختار لها المصمم غروب الشمس توقيتاً، ومتحف أناهواكالي، مكاناً.

اختيار متحف «اناكاهوالي» مسرحاً للعرض له دلالته. فهو يحتوي على قطع أثرية تعود إلى ما قبل كولومبوس وتحيطه مناظر خلابة تشكلها النباتات المحلية مما جعله مثالياً لعرض يزخر بالتاريخ والفن والجمال. يُعلَق المصمم غوردن «إن مكسيكو سيتي لها مكانة رائدة كمركز عالمي للفنون والإبداعات المعمارية وتجارب الطهو والثقافة، فضلاً عن المهارة العالية التي يتمتع بها الحرفيون المحليون».

اختار المصمم مزيجاً من الألوان التي تتناغم مع بعضها رغم تناقضها (كارولينا هيريرا)

كان واضحاً أنه اتبع هنا مبدأ «ابعد عن الشر وغني له». اكتفى بألوان الطبيعة المستلهمة تحديداً من غروب الشمس والصخور الركانية في مكسيكو سيتي والمناطق المجاورة لها، و تعاون مع أربع فنانات مكسيكيات، ليُرسِخ احتفاءه بالمهارة الفنية والثقافة المكسيكي من دون أن يتعرَض لأي هجوم أو انتقاد.

وهكذا على طول الفناء الأمامي للمتحف الذي تم بناؤه على حجر بركاني منحوت، تهادت العارضات وهن يتألق في تصاميم تراقصت فيها الألوان الزاهية مثل الأزرق والأخضر العشبي، والعنابي، والأصفر الساطع، إلى جانب قطع بالأبيض والأسود. لم يخف المصمم ويس غوردن أنها لوحة رسمها وطرَزها بالتعاون مع فنانات مكسيكيات لهن باع وشغف في مجالات متنوعة، ساهمت كل منهن بضخها بالألوان والديناميكية الجريئة التي تتميز بها الفنون المكسيكية، وهن:

الفنانة ناهنو Nähñu

فنانات برعن في التطريز لهن يد في تشكيل مجموعة من التصاميم (كارولينا هيريرا)

وهي خبيرة تطريز تعود أصولها إلى نانت في تينانجو دي دوريا في ولاية هيدالغو. تفنّنت في ابتكار ثماني قطع قطنية مطرزة مع تدرجات لونية متباينة ظهرت في قمصان وفساتين وسراويل. وتعليقاً على هذا الموضوع، علَقت الفنانة: «تمنحني الأقمشة مساحة للتعبير عن أسلوبي الإبداعي وحالتي المزاجية في مختلف الأوقات. فعندما أشعر بالسعادة أستخدم ألواناً حيوية، بينما أعتمد الألوان الداكنة للتعبير عن شعوري بالحزن». وأضافت ابنتها بيبيانا هيرنانديز، التي ساهمت هي الأخرى في هذه الإبداعات: «نجحنا في هذا المشروع بالتعبير عن أسلوبنا المميز في عالم التطريز. فهو الذي يفسح لنا المجال لإبراز مواهبنا والتعبير عن مشاعرنا المختلفة في الوقت ذاته».

فيرجينيا فيرونيكا آرسي آرسي

من الطبيعة والثقافة المحلية استلهمت الفنانات المتعاونات تطريزاتهن (كارولينا هيريرا)

هي أيضاً فنانة متخصصة في التطريز. أبدعت للدار تطريزات مستوحاة من جمال الطبيعة المحيطة بمدينتها، سان إيسيدرو بوين سوسيسو، بولاية تلاكسالا، التي تشتهر بامتداد منحدرات جبلها البركاني المعروف باسم لا مالينشي.

اكتسبت فيرجينا مهارة التطريز من والدها وهي في سن الـ15، وتعهدت منذ ذلك الحين أن تحافظ على هذه الحرفة وتعمل على تطويرها كلغة فنية لما تُشكله من جزء هام من هوية المجتمع. وتبرز أعمالها في ثلاثة فساتين من الدانتيل المطرز.

جاكلين إسبانا

خزف تالافيرا المُتميز باللونين الأزرق والأبيض كان حاضراً في هذه التشكيلة (كارولينا هيريرا)

مساهمتها تجلّت في تخصصها في خزف تالافيرا المُتميز باللونين الأزرق والأبيض، والذي يشكل جزءاً رئيسياً من النسيج الثقافي في سان بابلو ديل مونتي بولاية تلاكسالا.

عشقت جاكلين هذا النوع من الخزف منذ طفولتها، فعملت على استكشاف مزاياه الإبداعية بعد إنهاء دراستها في مجال الهندسة الكيميائية. وقالت في هذا الصدد أن خزف تالافيرا «يشكل في منطقتنا إرثاً عريقاً نحرص باستمرار على الحفاظ عليه واستخدامه كزينة في المناسبات الخاصة فقط. ولذا، وقع عليه اختياري لاستخدامه في أعمالي الفنية عموماً، وفي هذه التشكيلة خصوصاً».

استلهمت الفنانة من الخزف ألوانه ومن الطبيعة المكسيكية أشكالها (كارولينا هيريرا)

كان دورها أن تبتكر تفاصيل ومجوهرات من الخزف المرسوم يدوياً لتزين بها قطع أزياء وأقراط، كما تشرح: «بصفتي متخصصة بخزف تالافيرا، ألتزم بالحفاظ على إرث هذا الخزف المتوارث عبر الأجيال، والاحتفاء بجوهره والعمل على تطويره من خلال وضعه في أروع الإبداعات».

ورشة «آراشيلي نيبرا ماتاداماس»

تعاونت الدار مع ورشات مكسيكية لإبداع إكسسوارات لافتة بألوانها (كارولينا هيريرا)

تعاونت الدار أيضاً مع ورشة «آراشيلي نيبرا ماتاداماس»، التي تتخذ من أواكساكا دي خواريز بمدينة أواكساكا مقراً لها. وتعتبر مركز الأعمال الحرفية في المكسيك، إذ تتعاون الورشة مع أبرز الفنانين لإعادة ابتكار بعض القطع التقليدية برؤية عصرية. لهذا المشروع عملت الورشة مع حدادين متخصصين في النحاس ومطرزين ورسامين لتزيين الخيكارا، وهي أوعية تقليدية مصممة من قشور القرع المجففة، تُستخدم فيها الألوان وفن التطريز وأنماط المقرمة وغيرها من المواد.

تقول مؤسسة الورشة نيبرا: «أستمد إلهامي من الطبيعة من حولي، بما تحمله من نباتات وأزهار حسب المواسم التي تظهر فيها، إضافة إلى ألوان غروب الشمس». لهذه التشكيلة، نجحت نيبرا وفريقها في ابتكار مجموعة من المجوهرات الملونة يدوياً تشبه أعمالها فن الخيكارا.

لمسات كارولينا هيريرا

حافظت التشكيلة على أسلوبها الراقص على نغمات من الفلامينكو (كارولينا هيريرا)

لم تكتف «كارولينا هيريرا» بهذه التعاونات. عرضت أيضاً مجموعة مصغرة من ألبسة الجينز بالتعاون مع شركة «فرايم دينم»، إلا أن مصممها وبالرغم من شغفه بالثقافة المكسيكية، لم يتجاهل جينات الدار الأساسية، التي ظهرت في أزياء المساء والسهرة. فهذه حافظت على أسلوبها المعروف بأناقتها الكلاسيكية الراقصة على نغمات من الفلامنكو، إضافة إلى تلك الفخامة التي تعتمد فيها دائماً على الأقمشة المترفة والأحجام السخية، والورود المتفتحة.