{الشباب} تسيطر على مدينة صومالية

جهود محلية لإطلاق سراح سفينة هندية اختطفها قراصنة

{الشباب} تسيطر على مدينة صومالية
TT

{الشباب} تسيطر على مدينة صومالية

{الشباب} تسيطر على مدينة صومالية

في تطور مفاجئ، سيطرت حركة الشباب المتشددة على مدينة البور في منطقة جالمودوج المتمتعة بحكم شبه ذاتي في الصومال بعد انسحاب غير مفهوم من القوات الإثيوبية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم). وفيما قال برهان وارسام وزير الموانئ والنقل البحري في منطقة جالمودوج: «القوات الإثيوبية غادرت المدينة، نتيجة لذلك استولى عليها الشباب»، فقد أكد الشيخ حسن يعقوب، حاكم الشباب لمنطقة جالجادود في جالمودوج حيث تقع مدينة البور، أن الحركة استعادت السيطرة على المدينة.
وقال: «سيطرنا عليها، لم يكن هناك أي سكان خلال السنوات الثلاث التي سيطرت فيها القوات الإثيوبية على المدينة، نحن على يقين أن السكان سيعودون إلى المدينة».
وقال مسؤولون من المنطقة إن القوات الإثيوبية، وهي جزء من أميصوم فضلا عن قوات من أوغندا وكينيا ودول أخرى، انتزعت السيطرة على المدينة من الشباب في 2014. وفر معظم السكان إلى غابة مجاورة مع وصول القوات الإثيوبية إلى البور وقال وارسام إن المدينة كانت مهجورة عندما دخلها مقاتلو الشباب. وبالإضافة إلى ذلك، فقد سيطرت حركة الشباب على منطقة «غوف غدود» على بعد 30 كيلومترا عن مدينة «بيدوا» المقر المؤقت لولاية جنوب غربي الصومال، عقب انسحاب قوات الحكومة الصومالية وقوات الولاية من المنطقة.
وطردت قوات أميصوم وقوات الجيش الصومالي حركة الشباب من معاقلها في الصومال لكن الحركة لا تزال تسيطر على بعض المناطق الريفية وعادة ما تشن هجمات على غرار حرب العصابات وتشن أيضا هجمات متكررة بقنابل على العاصمة مقديشو.
وتسعى حركة الشباب إلى طرد قوات (أميصوم) من الصومال وإلى إسقاط حكومة البلاد المركزية المدعومة من الغرب، حيث يريد الإسلاميون المتشددون أيضا حكم البلاد وفقا لتفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية.
من جهة أخرى، تسعى السلطات الصومالية لإطلاق سراح سفينة تجارية هندية اختطفها قراصنة أول من أمس وعلى متنها 11 بحارا هنديا، في حادث هو الثاني من نوعه في أسابيع بعد أعوام من كمون القراصنة.
وأكد عمدة مدينة هوبيو التابعة لإقليم مذج عبد الله أحمد على وجود ما وصفه بجهود حثيثة من أجل الإفراج عن السفينة المختطفة والبضاعة التي كانت على متنها، لافتا إلى أن القراصنة أوصلوا السفينة المختطفة إلى السواحل الواقعة بين مدينتي هوبيو وحراديرا. وأعرب أحمد عن أسفه لخطف سفينة الشحن التي تعود إلى رجال أعمال صوماليين، ودعا القراصنة الذين اتهمهم بجلب السمعة السيئة للمنطقة، إلى الإفراج غير المشروط عن السفينة.
وكان رئيس مركز (درياد) للأمن الملاحي «جرايمي جيبون بروكس» قد أعلن إبلاغ المركز بأن السفينة كانت في طريقها من «دبي» إلى «بوصاصو» بإقليم البونت لاند الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرقي الصومال.
وقالت هيئة عمليات الملاحة التجارية التابعة للمملكة المتحدة، التي تنسق إدارة كل السفن التجارية واليخوت في منطقة خليج عدن، إنها تلقت معلومات عن أن سفينة شراعية في طريقها من دبي إلى بوصاصو اختطفت «في محيط جزيرة سقطرى».
وكان قراصنة صوماليون قد اختطفوا الشهر الماضي، سفينة تجارية ترفع علم جزر القمر، وتحمل طاقما من ثمانية أفراد من سريلانكا، في عملية هي الأولى من نوعها منذ عام 2012.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.