هواتف «أبل» و«أندرويد» الذكية غير المحمية تمثل تهديداً أمنياً كبيراً

يمكن اختراقها ببرامج تجسس خبيثة ورسائل التصيد الإلكتروني

هواتف «أبل» و«أندرويد» الذكية غير المحمية تمثل تهديداً أمنياً كبيراً
TT

هواتف «أبل» و«أندرويد» الذكية غير المحمية تمثل تهديداً أمنياً كبيراً

هواتف «أبل» و«أندرويد» الذكية غير المحمية تمثل تهديداً أمنياً كبيراً

تتسبب هواتف «أبل» و«أندرويد» الذكية التي تفتقد إلى خواص الحماية الأمنية في جعل شخصيات بالغة الأهمية مثل الرئيس دونالد ترمب عرضة للتجسس الإلكتروني.
وهناك حالة إجماع متزايد بين محترفي الحماية الأمنية في العاصمة واشنطن على أن أكثر مكان قد يتعرض فيه الهاتف الجوال للرئيس للاختراق ليس برج ترمب، بل هاتف أندرويد غير المحمي الذي يستخدمه في الدخول إلى «تويتر».

سهولة الاختراق

في الحقيقة، وبسبب سهولة اختراق أجهزة الجوال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل مثل «واتساب»، فان من السهل أيضاً تحميل برنامج التجسس من طراز «حصان طروادة» يستطيع تسجيل أي شيء يقال بالقرب من سماعة أو كاميرا الهاتف الجوال. ويمكن لهذا البرنامج الوصول إلى الجهاز في ثواني معدودات دون أن يترك أثراً لوجوده.
وتصف جورجيا ويدمان، مؤسسة ورئيس قسم التكنولوجيا بـ«مؤسسة شيفيرا»، هذه المهمة بأنها في غاية البساطة. وقد أجرت شركة «شيفيرا» اختبارا في الاختراق تحت اسم «دغا» الذي يسمح للشركات باختبار هواتفها الجوالة وكذلك الجوانب الأمنية بالشركة لاستكشاف نقاط الضعف.
أما بخصوص هوية الشخص الذي سيرسل ببرنامج التجسس هذا، فالحقيقة هي أن الفاعل قد يكون أي شخص، فالطرز القديمة من هواتف «أندرويد» و«سامسونغ غالاكسي» مثل ذلك الذي يستخدمه الرئيس ترمب، باتت عرضة للاختراق بعد أن أصبحت مكوناته معلومة تماماً للباحثين والقراصنة الإلكترونيين منذ سنوات كثيرة، وهذا ما أكدته تسريبات وكالة التحقيقات الفيدرالية الأميركية (إف بي آي) عن وسائل الاختراق، بيد أن ذلك لم يعلن في حينه.
ونظراً للسهولة الكبيرة في اختراق هواتف جميع المؤسسات، فإن مصدر القلق الأكبر يكمن في الخوف من احتمال اختراق البيانات الشخصية، وذلك لأنه في كثير من المؤسسات هناك القليل من وسائل التحكم التي تحد من القدرة على الدخول الهواتف الجوالة، بمعنى أن الدخول إلى هاتف جوال واحد يمكن أن يعطي القراصنة الإلكترونيين مفاتيح الدخول إلى عدد ضخم من الهواتف.
الخبر الأسوأ هو أنه بالإضافة إلى برنامج التجسس، فإن الهواتف الجوالة عرضة لبرامج التصيد مثل أي أجهزة أخرى تستقبل رسائل البريد الإلكتروني. وبالنسبة للهواتف الجوالة، فقد تأتي عملية التصيد من الرسائل النصية، وتطبيقات الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي وبأي وسيلة تمكن الهاتف الجوال من تلقي رسالة نصية. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» الوجهة المفضلة لبرامج التصيد، وقد تصل تلك البرامج من خلال رابط في رسالة على «تويتر» يصعب تمييزه عن أي رابط آخر. ونفس الشيء قد يحدث من خلال رسائل «واتساب»، و«فيسبوك» و«سكايب».
ورغم أنه يمكن تنقية الرسائل الواردة من خلال ما يعرف بالجدار الناري «فايروول» وغيره من وسائل الأمان، فإن الرسائل تصل من دون فلتر، لأنها تصل من خلال جهاز آخر، لا من المؤسسة التي تدير الشبكة.
وتقول ويدمان في حديث لمجلة «إي ويك» الإلكترونية إنها قد طورت سلسلة من برامج محاكاة الرسائل التي تستطيع اختبار قدرة الجهاز على منع برامج التجسس، وكذلك قدرة مستخدم الجهاز على التعرف على برنامج التصيد عندما يظهر في الجهاز. وطورت ويلدمان مجموعة من وسائل اختبارات الاختراق التي تستطيع تخطي وسائل الحماية المعتادة الموجودة في أنظمة تشغيل «أي أو إس» وفي الإصدارات المختلفة من نظام تشغيل أندرويد. وأفادت بأن «هذا البرنامج يسمح بمحاكاة نفس نوع الهجمات، وتستطيع أن تفعل ذلك في بيئة خاضعة للسيطرة، ثم تضيفها إلى برامج الحماية الأمنية الأخرى».

«أبل وأندرويد»

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد أن نظام تشغيل «أي أو إس» المستخدم في أجهزة «أبل» محصن ضد الاختراق، لكن الحقيقة تقول إن هذا غير صحيح، «هذا لأننا قد نجد بالفعل تطبيقاً خبيثاً في نظام تشغيل أي أو إس» وفق ويدمان، مشيرة إلى أن «شركة أبل أدت عملاً رائعاً بإضافة خاصية التشفير لتتأكد من أنها لن تخترق»، لكنها أضافت أنها وجدت طريقة لاتباع نصائح وضوابط شركة «أبل» وفي الوقت نفسه فإنها كخبيرة لا تزال قادرة على وضع برمجيات خبيثة على نظام تشغيل «أي أو إس» من خلال استخدام خدمات صنعت خصيصا للمصممين.
لكن الوضع بالنسبة لنظام تشغيل أندرويد أسوأ، «فقد يكون لديك أجهزة صنعت، وبها بالفعل تلك البرمجيات الخبيثة»، بسب ويدمان التي شرحت طريقة جديدة لمهاجمة ما يعتقد أنه هاتف أندرويد آمن.
وقالت إن «غوغل» أضاف خاصية جديدة تسمح بنشر مفتاح استجابة سريعة Quick Response code في منطقة مشتركة لوضع بيانات آمنة لأشياء مثل «واي فاي» التابع لـ«غوغل».
ولسوء الحظ، يستطيع أي إنسان عمل مفتاح استجابة سريعة ونشره، وسوف يساعد المفتاح على الوصول إلى مصدر عدوى البرامج الخبيثة أو عمليات التصيد. واستفادت شركتا «غوغل» و«أبل» من عملية التشفير التي طبقاها بينهما.
ويعتبر نظام «أبل» فعالاً بدرجة كبيرة للدرجة التي جعلت «إف بي أي» تستدعي مختصاً خارجياً لتتمكن من الدخول إلى محتويات «آيفون» استخدمه أحد الإرهابيين في حادثة سان برنادرينيو. لكن ويدمان أفادت بأن مشكلة التشفير بين جهتين تكمن في أنها لا تسمح بالتأكد من وجود البرمجيات الخبيثة باستخدام البرامج المعهودة المضادة للفيروسات.
ويثير ذلك سؤالاً عما يجب فعله لحماية هاتفك الجوال. فلسوء الحظ، لا يمكن فصل الموظفين عن هواتفهم الجوالة، والحل يكمن في اختبار مدى مناعة الجهة التي تعمل بها والتأكد من قدرتها على التصدي لأساليب الاختراق، سواء تلك التي تهاجم بصورة مباشرة أو الأساليب التي تعتمد على تصيد الأخطاء التي يرتكبها العاملون في مؤسستك.
تستطيع وسائل اختبار الاختراق أن تؤدي المهمتين عن طريق اختبار قابلية الجهة للاختراق عن طريق الهجمات المباشرة وكذلك اختبار قابلية الموظفين أنفسهم للاختراق. لكنك أيضاً لن تستطيع الاعتماد على أدوات مثل تلك التي طورتها ويدمان، حيث يتعين على الجهة التي تعمل بها أن تخطو الخطوة التالية أيضاً، بمعنى أن تقوم الشركة بإجراءات مملة مثل تدريب العاملين لديها بصورة مستمرة، وتحديد بعض الإجراءات لتقليل إمكانية تعرضك للاختراق وتطوير قدرتك على اكتشاف محاولات الاختراق والإبلاغ عنها لكي يتم إيقافها قبل أن تتسبب في خسائر.
الأهم هو أنك لا تستطيع أن تفترض أن هاتفك الجوال محصن ضد الهجمات لمجرد أن محتوياته مشفرة. ومن المهم أن تعترف بقابلية اختراق الجهة التي تعمل بها وتتخذ إجراءات متواصلة لمنع استغلال ما بها من ثغرات.



«ثورة الذكاء الاصطناعي» تطغى على «قمة الويب» في لشبونة

خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

«ثورة الذكاء الاصطناعي» تطغى على «قمة الويب» في لشبونة

خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

يطغى الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحوّلات الكبيرة الناتجة عنه على المناقشات خلال «قمة الويب» التي تُعقَد في لشبونة هذا الأسبوع على خلفية إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وتُعَدّ الملتقى الأبرز للاقتصاد الرقمي.

ورأى رئيس «مايكروسوفت» براد سميث أمام جمهور من رجال الأعمال، اليوم (الثلاثاء)، خلال القمة أن «الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا التخريبية الجديدة الكبرى»، بمعنى أنها قادرة على إحداث تغيير جذري في كل قطاعات المجتمع، على غرار ما فعلت الكهرباء قبله.

وقال: «لدينا الفرصة لإنشاء اقتصاد جديد للذكاء الاصطناعي معاً، ولكن أكثر من ذلك، يمكننا بناء الثورة الصناعية العالمية الجديدة».

وذكّر براد سميث باستثمارات الشركة الأميركية العملاقة في مراكز البيانات، والبنى التحتية الأساسية لعمل الذكاء الاصطناعي الذي يتطلب قدراً ضخماً من القوة الحاسوبية والطاقة.

وقال: «لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا ببناء مراكز بيانات واستهلاك الكهرباء من دون القلق بشأن ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى منطقة أو بلد أو كوكب الأرض»، في وقت ترتفع فيه أصوات كثيرة للتنديد بالتكلفة البيئية الكبيرة لهذه التكنولوجيا.

خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

وتضم «قمة الويب» في البرتغال أكثر من 71 ألف مشارك من 153 دولة، من بينهم أكثر من 3 آلاف شركة ناشئة وألف مستثمر، لمناقشة التطورات الجديدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

واغتنم رئيس شركة «علي بابا» الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية كو تشانغ الفرصة، الثلاثاء، للإعلان عن إطلاق محرك بحث جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، يسمى «Accio»، لمساعدة بائعي المحال الصغيرة في العثور على الموردين على المنصة.

وأوضح أن محرّك البحث هذا «نظام محادثة يسمح للأشخاص بالدردشة باللغة اليومية ويربطهم بالموردين حول العالم». ورأى أن ذلك «يمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من اتخاذ قرارات أفضل».

وتُعقد القمة بعد إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إثر حملة حظيت بدعم قوي من قطب التكنولوجيا إيلون ماسك.

يُخشى أن يعيد الرئيس الأميركي الـ47، دونالد ترمب، النظر في مرسوم مثير للجدل أصدره سلفه جو بايدن، يُحدد معايير الأمان في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على حماية الخصوصية ومكافحة التحيّز.