حداد في كولومبيا على ضحايا السيول الوحلية

شرح الصور:
الجنود يساعدون على إجلاء السكان المحليين بعد الانهيارات الطينية الناجمة عن الأمطار الغزيرة في موكوا (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ ينتشلون أناساً من بين الأنقاض (أ.ف.ب)
صورة جوية للانهيارات الأرضية (أ.ف.ب)
عائلة تنتظر خارج منازل تضررت من الانهيارات الطينية (أ.ف.ب)
شرح الصور: الجنود يساعدون على إجلاء السكان المحليين بعد الانهيارات الطينية الناجمة عن الأمطار الغزيرة في موكوا (أ.ف.ب) رجال الإنقاذ ينتشلون أناساً من بين الأنقاض (أ.ف.ب) صورة جوية للانهيارات الأرضية (أ.ف.ب) عائلة تنتظر خارج منازل تضررت من الانهيارات الطينية (أ.ف.ب)
TT

حداد في كولومبيا على ضحايا السيول الوحلية

شرح الصور:
الجنود يساعدون على إجلاء السكان المحليين بعد الانهيارات الطينية الناجمة عن الأمطار الغزيرة في موكوا (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ ينتشلون أناساً من بين الأنقاض (أ.ف.ب)
صورة جوية للانهيارات الأرضية (أ.ف.ب)
عائلة تنتظر خارج منازل تضررت من الانهيارات الطينية (أ.ف.ب)
شرح الصور: الجنود يساعدون على إجلاء السكان المحليين بعد الانهيارات الطينية الناجمة عن الأمطار الغزيرة في موكوا (أ.ف.ب) رجال الإنقاذ ينتشلون أناساً من بين الأنقاض (أ.ف.ب) صورة جوية للانهيارات الأرضية (أ.ف.ب) عائلة تنتظر خارج منازل تضررت من الانهيارات الطينية (أ.ف.ب)

تلزم كولومبيا الحداد إثر مقتل أكثر من مائتي قتيل ومئات المفقودين والجرحى في سيول وحلية ناجمة عن أمطار غزيرة تنهمر على منطقة الأنديز طالت أيضاً بيرو والإكوادور.
وأحصى الصليب الأحمر 206 قتلى و202 جرحى و220 مفقوداً بعد الكارثة التي ضربت في وقت متأخر من ليل الجمعة مدينة موكوا مقر منطقة بوتومايو في جنوب كولومبيا، مع احتمال ارتفاع الحصيلة أكثر.
وكتب الرئيس خوان مانويل سانتوس على «تويتر»: «قلوبنا مع عائلات الضحايا والأشخاص الذين طالتهم هذه المأساة»، وقد توجه إلى الموقع حيث تولى قيادة عمليات الإغاثة. وأعلن الرئيس حال «الكارثة الرسمية» من أجل «تسريع» عمليات الإنقاذ.
ونقل التلفزيون صوراً مؤثرة لهذه المدينة، البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، والمحرومة من الكهرباء والماء، بدت فيها شوارع غطتها الوحول والصخور، وعسكريون يحملون أطفالاً بين الأنقاض، وسكان ينتحبون وسيارات محطمة ونفايات في كل مكان.
وقال سانتوس: «للأسف، الأرقام الجديدة (...) تصل إلى 193 قتيلاً و202 جريح»، فيما أوضح مسؤول في الصليب الأحمر لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس يفيد عن عدد الضحايا الذين تم التعرف إلى هوياتهم جراء سيل الوحول الذي غمر موكوا قرابة الساعة 23:30 الجمعة (4:30 ت غ السبت) نتيجة فيضان أنهار.
وروى هارفي غوميز (38 عاماً) لمصور في وكالة الصحافة الفرنسية، وهو يحاول إنقاذ ما يمكن من منزله المدمر «كان بإمكاننا سماع هدير النهر، وهذا ما حمل عائلتي على الخروج، لأننا علمنا أن الانهيار آتٍ». وتحدث مدير جهاز الإغاثة في الصليب الأحمر سيزار أوروينيا عن كارثة «كبيرة الحجم»، موضحاً أنها طالت 300 عائلة ودمرت 25 مبنى سكنياً وألحقت أضراراً بالغة بـ17 حياً.
وروى كثير من الناجين لسانتوس أنهم صعدوا إلى السطوح، لأن المياه كانت تغمرهم حتى العنق. وكانت مارسيلا موراليس تبحث السبت عن خمسة من أقربائها «كانوا نائمين، ولم يتسنَ لهم الخروج من منزلهم، وقد غمرته المياه»، وفق ما نقلت الرئاسة.
وقال أحد السكان هرناندو رودريغيز (69 عاماً) في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «هناك الكثير من الناس في الشوارع، الكثير من المنكوبين والكثير من المنازل المدمرة». وتابع هذا الرجل المتقاعد: «لا يدري الناس ماذا يفعلون (...) لم نكن مهيئين» لمثل هذه الكارثة، مضيفاً: «يصعب علينا أن ندرك ما الذي حصل لنا».
وتنهمر أمطار غزيرة ناجمة عن ظاهرة «إل نينيو» المناخية منذ أسابيع عدة على منطقة الأنديز في شمال غربي أميركا اللاتينية، وتسببت بفيضانات في بيرو، حيث أوقعت 101 قتيل، وأكثر من 900 ألف منكوب، وفي الإكوادور، حيث أحصي 21 قتيلاً و1280 منكوباً.
وهطل 130 ملم من الأمطار مساء الجمعة، أي ما يزيد عن المعدل الشهري في موكوا بنسبة 30 في المائة. ووقعت الكارثة إثر فيضان أنهار موكوا ومولاتو وسانغوياكو في موقع أعلى من المدينة.
وقالت سوريل أروكا حاكمة بوتومايو لإذاعة «دوبلي أو»: «إنها مأساة غير مسبوقة، هناك مئات العائلات التي لم نعثر عليها بعد، وأحياء اختفت بالكامل». وقال الإطفائي ديفيد سيلفا إن المتاجر أغلقت إثر «عمليات نهب لمواقع تبيع المياه»، مشيراً إلى أن معظم الأحياء التي اجتاحتها الوحول كان يسكنها نازحون جراء النزاع المسلح الذي تشهده كولومبيا منذ الستينات.
وقال دييغو سواريز من معهد علم المياه والأرصاد الجوية والدراسات البيئية في كولومبيا إن الأمطار المنهمرة على موكوا «ستتراجع تدريجياً» اعتباراً من الأحد. ويشارك أكثر من ألف عسكري وشرطي في عمليات الإغاثة، بحسب وزير الدفاع لويس كارلوس فييغاس الموجود في الموقع أيضاً على غرار أعضاء آخرين في الحكومة.
وأفادت الوحدة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث عن إرسال أكثر من سبعة أطنان من المواد الطبية واحتياطات المياه والكهرباء إلى موكوا. وأعربت دول كثيرة من بينها فرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإسبانيا والبرازيل والإكوادور وفنزويلا عن تضامنها.
وقال رئيس وفد الأمم المتحدة في كولومبيا مارتن سانتياغو إن «التغير المناخي يولد ديناميكيات، ونحن نشهد نتائجها الخطيرة من حيث القوة والتواتر والمدى (...) كما حصل في موكوا».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.