عناصر ملثمة تابعة لـ«حزب الله» تداهم تجار المخدرات

صور تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعية في لبنان لعناصر ملثمة في ضاحية بيروت الجنوبية
صور تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعية في لبنان لعناصر ملثمة في ضاحية بيروت الجنوبية
TT

عناصر ملثمة تابعة لـ«حزب الله» تداهم تجار المخدرات

صور تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعية في لبنان لعناصر ملثمة في ضاحية بيروت الجنوبية
صور تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعية في لبنان لعناصر ملثمة في ضاحية بيروت الجنوبية

تداول عدد من الناشطين في لبنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة صور لعناصر مقنعة، يرتدون زيّاً أسوداً، ويتجولون ضمن تشكيلات في حي برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، قيل إنهم من «حزب الله» اللبناني، وتردد أنهم قاموا بعمليات دهم طالت تجار مخدرات.
ولم يُعلَن بعد رسمياً هوية العناصر المقنَّعة أو المهمة التي كانوا يقومون بها، خصوصاً أنه لم يصدر أي توضيح من جانب «حزب الله»، أو الأجهزة الأمنية اللبنانية، إلا أنه من المعروف أن هذا الحي كما الضاحية الجنوبية، خاضع لسيطرة «الحزب»، ويعتبر أحد معاقله.
ولفت شهود عيان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السرية التي شوهدت في شارع عبد الناصر في حي برج البراجنة، كانت عناصرها مقنعة، ويرتدون زياً أسوداً، عليه شارات لـ«حزب الله»، وشعار «سرية العباس».
وتردد أن «سرية العباس» أطلقها مسؤول قطاع برج البراجنة الشيخ عباس الحركة بهدف مواجهة تجار المخدرات ضبط المخالفات، وذلك بعد أقل من شهر من تسلمه لهذا المنصب، فيما عبر منشور آخر، تناقله البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعية، عن ترحيب أهالي المنطقة بهذه الخطوة.
وتركت هذه الخطوة استياء واضحاً عبر مواقع التواصل الاجتماعية، خصوصاً أن الحزب ينفذ مهمة يجب على الدولة وأجهزتها أن تقوم بها، إلا أن بعضاً من أنصار الحزب برر هذه الخطوة بأنها تأتي نتيجة عدم قدرة الدولة على تنفيذها.
وعادة ما يشكل موضوع ضبط الأمن في المناطق المحسوبة على «حزب الله» محط خلاف في لبنان، خصوصاً أن كثيراً من المطلوبين يتخذ من مناطق الحزب مكاناً للتواري فيه عن أنظار الدولة، التي أطلقت في السابق أكثر من خطة أمنية لإلقاء القبض على المطلوبين في الضاحية، وفي منطقة البقاع الحدودية، التي تزدهر فيها زراعة وتجارة المخدرات، إلا أن أغلبها فشل في تحقيق أهدافه.
وكان أكثر من قيادي في 14 آذار اتهم سابقاً «حزب الله» بأنه يغطي المطلوبين ويؤمن لهم ملاذا آمناً في مناطقه، وسط دعوات للسماح للدولة بالدخول إلى هذه المناطق، للقيام بواجباتها في حفظ الأمن، وإلقاء القبض على المطلوبين.
وتعتبر هذه الخطوة أولى من نوعها في المناطق التي يسيطر عليها «حزب الله»، خصوصاً أنه يفضل عادة عدم الصدام من بيئته الاجتماعية، وكان يلقي اللوم على الدولة بوصفها عاجزة عن القيام بمهامها، نافياً حمايته لأي مطلوب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.