كيف تكشف شخصاً مجرماً وخطراً وما هي صفاته؟

مجرم معتقل من قبل السلطات الرومانية (أ.ب)
مجرم معتقل من قبل السلطات الرومانية (أ.ب)
TT
20

كيف تكشف شخصاً مجرماً وخطراً وما هي صفاته؟

مجرم معتقل من قبل السلطات الرومانية (أ.ب)
مجرم معتقل من قبل السلطات الرومانية (أ.ب)

«لا أستطيع أن أصدق أن القاتل هو هذا الشخص نفسه».
«بدا وكأنه شخص عادي!»
«الجميع في هذا الشارع أحبه كثيرا».
«كان دائما مهذبا جدا مع الجميع».
تلك العبارات هي مجرد بعض تعليقات التي أدلى بها أصدقاء وجيران عدد من المجرمين مثل جيفري داهمر، تيد باندي، جون واين غاسي، دينيس رادر.
والأسباب الكامنة وراء هذه الملاحظات بسيطة.
المرضى النفسيون، الذين ينظر إليهم من قبل الكثير من الأطباء النفسيين بأنهم «أفراد المجتمع الأكثر خطورة»، لا تبدو عليهم أعراض الجنون والإجرام.
فيتمكنون من الظهور بصورة عادية وطبيعية للجميع من حولهم، وهم أيضا خبراء في كسب ثقة الناس. كشفت دراسة حديثة أن هناك صفات مشتركة بين العقول المدبرة للجريمة، منها أنّ أصحاب هذه العقول غالباً ما يكونون اجتماعيين ومتعلمين.
وأظهرت الأبحاث التي أجريت على مدى عامين في جامعة «بورتسموث» البريطانية أن الكثير من المحتالين يملكون سمات شخصية مماثلة. وبيّنت مقابلات مع 15 من المحتالين والمسؤولين الفاسدين يعملون في مجالات مختلفة، أن لهم صفات مشتركة كثيرة، تكشف قدرتهم على الخداع من أجل الحصول على ما يريدون.
ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت»، يقول أحد رجال الأعمال الفاسدين واسمه فيل، للباحث: «على سبيل المثال، إذا رأيت صورة جميلة ليخت على المكتب، وكان هذا اليخت يفوق إمكانات صاحب المكتب بكثير، فإنه يرسل إليك إشارة تقول: أنا منهم، تحدث إلي».
وقال مدير «المركز الدولي للبحوث في علم النفس الشرعي» في جامعة «بورتسموث»، الدكتور كلير ني، إن «الفاسدين يفكرون بطريقة مختلفة عن تلك التي نفكر بها». ويضيف: «هم يتصرفون وفق أفكار مختلفة خاصة بهم، ولمواجهتهم يمكننا وضع استراتيجيات أفضل للحد من ارتكابهم الجريمة».
وتمت مقابلة مجموعة من المجرمين شملت 15 رجلاً قبض عليهم في جرائم مثل الرشوة وسوء السلوك في الوظائف العامة والقيام بعمليات احتيال في شركات خاصة تابعة لهم، وكانت النتيجة أن غالبيتهم من المتعلمين تعليماً متقدماً، وأن معظم أفراد هذه المجموعة هم فوق 40 عاماً.
ووفقاً لدراسة جامعة «بورتسموث» كان المحرك الأساسي في معظم الجرائم الحاجة إلى المال والخلافات العائلية، وأن السعي وراء الثروة المادية هو الغاية الأساسية المحركة لهم.
وتفيد أبحاث علم الأعصاب بأن أدمغة أنواع معينة من المجرمين تختلف عن تلك الموجودة لدى باقي الناس. وفي حين أن نتائج هذه الأبحاث يمكن أن تحسن فهمنا للسلوك الإجرامي، فهي تثير أيضاً المآزق الأخلاقية حول كيفية استخدام المجتمع هذه المعرفة لمكافحة الجريمة.
وأظهرت نتائج مسح الدماغ للمجرمين، مقارنة مع مجموعة من الأفراد لا يعانون أي اضطرابات عقلية، انخفاضا بنسبة 18 في المائة في حجم التلافيف الجبهية للدماغ، وبنسبة نحو 9 في المائة في حجم التلافيف الجبهية المدارية، وهما قسمان في الفص الجبهي للدماغ.
وفي دراسة دماغية أخرى، نشرت في سبتمبر (أيلول) 2009، لاحظ الباحثون تشوهات في جزء آخر من الدماغ يسمى اللوزة، لدى المرضى النفسيين، إذ يظهر ترقق في الطبقة الخارجية من تلك المنطقة المسماة القشرة.
وأضاف البحث أن «اللوزة هي مقر العاطفة، والمرضى النفسيون يفتقرون إلى المشاعر، وتكون اللوزة لديهم مفتقرة إلى الإحساس بالتعاطف أو الندم أو الشعور بالذنب».
وقال عضو فريق البحث، أدريان راين، رئيس قسم علم الجريمة في جامعة «بنسلفانيا»، إنه «بالإضافة إلى الاختلافات في الدماغ لدى الناس الذين ينتهي بهم الأمر إلى ارتكاب جرائم، غالباً ما تظهر لديهم اختلافات سلوكية مقارنة مع بقية الناس».



الجمعية السعودية - البريطانية تحتفي برواد التبادل الثقافي

فيصل عباس لدى تكريمه بالجائزة في لندن (عرب نيوز)
فيصل عباس لدى تكريمه بالجائزة في لندن (عرب نيوز)
TT
20

الجمعية السعودية - البريطانية تحتفي برواد التبادل الثقافي

فيصل عباس لدى تكريمه بالجائزة في لندن (عرب نيوز)
فيصل عباس لدى تكريمه بالجائزة في لندن (عرب نيوز)

احتفت الجمعية السعودية - البريطانية برواد التبادل الثقافي: الدكتور إدريس تريفاثان، والدكتورة سارة السيف، والدكتور محمد القحطاني، وفيصل عباس رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز»؛ تقديراً لجهودهم في تعزيز الصداقة والتفاهم، وترسيخ العلاقات الإيجابية بين البلدين.

ووصف آلان مونرو، السفير البريطاني السابق لدى السعودية، والعضو المؤسس للجمعية، هذه المناسبة بـ«الاستثنائية»، وقال إن جوائز «روابي القابضة» التي تحتفي بالسعوديين والبريطانيين الذين أسهموا في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين «تطوَّرت على مدار ما يقارب 30 عاماً، لترسّخ مكانتها كجائزة وطنية مرموقة».

جاء التكريم تقديراً لجهودهم في ترسيخ العلاقات الإيجابية بين السعودية وبريطانيا (عرب نيوز)
جاء التكريم تقديراً لجهودهم في ترسيخ العلاقات الإيجابية بين السعودية وبريطانيا (عرب نيوز)

وتحدَّث مونرو خلال كلمته عن التحول الكبير الذي شهدته الجمعية؛ إذ أصبحت منصة رائدة للتبادل الثقافي والأكاديمي، ووسّعت مؤخراً نطاق تكريمها الذي شمل الإنجازات بمجالَي البحث العلمي والأوساط الأكاديمية؛ إذ مُنحت جائزتان هذا العام لأفراد تقديراً لمساهماتهم البارزة في هذه المجالات.

وانطلقت الجوائز في 2007، وقدّمها هذا العام عبد العزيز التركي رئيس مجلس إدارة «روابي القابضة»، بحضور سايمون كوليس السفير البريطاني السابق لدى السعودية، والرئيس الحالي للجمعية.

وجاء تكريم الدكتور إدريس تريفاثان، المنحدر من أصول بريطانية والمتخصص في الفن الإسلامي، أمين الفن والثقافة الإسلامية بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الظهران، تقديراً لدوره البارز في تعزيز التعاون بين المتاحف في البلدين.

د. إدريس تريفاثان تطرق إلى تجربته في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين (عرب نيوز)
د. إدريس تريفاثان تطرق إلى تجربته في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين (عرب نيوز)

ويُعد تريفاثان من أبرز أمناء المتاحف المتخصصين في الفن الإسلامي عبر أوروبا، وشمال أفريقيا، وجنوب شرقي آسيا، والشرق الأوسط. ولعب دوراً محورياً في تعزيز التبادل الثقافي. ومن أبرز مشاريعه الحديثة تنظيم معرض استعادي للمصوّر البريطاني بيتر ساندرز الذي يستعرض خمسة عقود من توثيقه للعالم الإسلامي.

وقال: «لقد كان الانفتاح على أديان وثقافات مختلفة تجربة غنيّة منحتني فهماً أعمق، وتقديراً أوسع لوجهات النظر المتنوعة»، واصفاً عمله بأنه «يسهم في بناء جسور التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل بين العالم الإسلامي والغرب».

د. سارة السيف تتحدث عقب تكريمها من الجمعية (عرب نيوز)
د. سارة السيف تتحدث عقب تكريمها من الجمعية (عرب نيوز)

ونالت الدكتورة سارة السيف، والدكتور محمد القحطاني، التكريم تقديراً لإسهاماتهما البارزة في مجالات العلوم والأوساط الأكاديمية؛ إذ تركز أبحاث الأولى على تطوير مواد نانوية مستدامة، ومشتقة بيولوجياً من مصادر بحرية، استجابةً لدعوة منظمة الصحة العالمية لمكافحة البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة.

ويتخصص القحطاني في الهندسة الميكانيكية والتصنيعية، ويتمتع بخبرة واسعة في التصنيع الإضافي، والأجهزة الطبية الحيوية، والتصنيع البيولوجي، وهندسة الأنسجة، وتحليل الإجهاد وتحسينه.

د. محمد القحطاني وفيصل عباس خلال تكريمهما من قبل الجمعية (عرب نيوز)
د. محمد القحطاني وفيصل عباس خلال تكريمهما من قبل الجمعية (عرب نيوز)

ويأتي تكريم فيصل عباس تقديراً لإسهاماته في صناعة الإعلام وتعزيز الحوار بين الثقافات، بعد أن أمضى جزءاً من مسيرته المهنية في المملكة المتحدة. وكان قد أصدر مؤخراً كتابه «حكايا عربي أنجلوفوني» الذي وصفه بأنه «قصة مملكتين»؛ إذ يجسد تجاربه الشخصية، ويعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين.