مسؤول يمني: الميليشيات تستهدف الملاحة الدولية بقوارب صيد مسلحة

مسؤول يمني: الميليشيات تستهدف الملاحة الدولية بقوارب صيد مسلحة
TT

مسؤول يمني: الميليشيات تستهدف الملاحة الدولية بقوارب صيد مسلحة

مسؤول يمني: الميليشيات تستهدف الملاحة الدولية بقوارب صيد مسلحة

كشف وليد القديمي، وكيل محافظ الحديدة لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحوثي وصالح شرعت في نشر أعداد كبيرة من قوارب صيد لا تتجاوز أطوالها عن 8 أمتار، محملة بأسلحة متوسطة وخفيفة، للقيام بأعمال عسكرية في عرض البحر واستهداف خط الملاحة الدولي.
ووزعت الميليشيات هذه القوارب في شكل منحة للصيادين، بهدف التمويه عن العمليات العسكرية التي من المتوقع أن تنفذها هذه القوارب خلال الأيام المقبلة ضد الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية، وقوات التحالف العربي، خصوصاً أن هذه القوارب في الوقت الراهن تقوم بعمليات صيد تقليدية على امتداد الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر.
وسبق تزويد قوارب الصيد بأسلحة مختلفة تشمل قذائف آر بي جي، عملية زرع ألغام بحرية من الانقلابيين، بشكل كبير وعشوائي في سواحل وميناء الحديدة الذي يعد ثاني أكبر ميناء في اليمن، وتملك الميليشيات أنواعاً مختلفة من الأسلحة الثقيلة في المدينة تشمل صواريخ باليستية لاستخدامها مع تقدم الجيش إلى المناطق المتاخمة للحديدة.
وقال الوكيل إن الميليشيات وزعت قوارب مختلفة تستخدم في شكلها الخارجي للصيد، وهذه العملية جاءت أثناء وجود رئيس المجلس السياسي للميليشيات المدعو صالح في الحديدة، موضحاً أن هذه القوارب زودت بأسلحة لتحقيق أهداف عسكرية بشكل مباشر، وزعزعة أمن واستقرار الممر الدولي باستهداف السفن التجارية وضرب بوارج التحالف العربي.
وأضاف أن الحديدة تشهد هذه الأيام تحركات كبيرة من الانقلابيين، مع تقدم الجيش في محاور عدة، وتفرض بقوة السلاح على مشايخ وأعيان المدينة الدعوة للحشد والتعبئة لجذب أكبر عدد من المواطنين تحت ما يعرف بحربهم الكبيرة ضد العدوان، موضحاً أن المشايخ والأعيان تراقبهم اللجنة التي شكلت لهذا الغرض لمحاسبة المقصرين منهم.
وتشكلت اللجنة الرئيسية للتعبئة العامة في الحديدة بأمر الانقلابيين في الحديدة، من حسن الهيج محافظ الحديدة المكلف من قبل الانقلابيين، ونايف أبو خرفشة مشرف ما يعرف بـ«أنصار الله» وعدد من قيادات الميليشيات في المدينة، وتعمل اللجنة مع القيادات العسكرية على استقطاب المدنيين للانخراط تحت تهديد السلاح في معسكرات التدريب.
وقال عبد الحفيظ الحطامي الناشط الحقوقي في الحديدة، إن الانقلابيين يحشدون كل قواهم في الوقت الراهن داخل مدينة الحديدة وعلى مينائها مخافة أن تسقط المحافظة الواقعة في الجزء الغربي من اليمن، وميناءها الاستراتيجي، في قبضة الجيش ويفقدون بذلك أحد أهم المنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر، خصوصاً أن المدينة تحيط بها سلسلة جبال ومنها «جبل رأس، جبل دباس، وجبل مستور، وجبل الضامر» وغيرها من الجبال الشاهقة التي تشكل مراكز دفاع عن المدينة من خلال نشر الأسلحة الثقيلة عليها ورصد تقدم الجيش اليمني، وهذه الجبال تساعد في وقف الزحف نحو صنعاء التي تبعد قرابة 226 كيلومتراً.
وأشار الحطامي، إلى أن الميليشيات تفرض خطب جمعة جاهزة ومعممة من مقرها الرئيسي في صعدة، بحسب ما رصد من قبل خطباء في مساجد وصاب بمحافظة ذمار، موضحا أن الخطبة المفروضة على الخطباء تحمل مضامين تكفيرية وتخوينية وطائفية للشعب والكثير من دول التحالف العربي، كما اعتمدت الميليشيات عدداً من المشايخ الموالين لهم في مناطق قرضان وقوير وربع المغارب، وعزل مديرية وصاب.
وفي جبهة البقع بصعدة، تصدت قوات الجيش لمحاولات ميليشيات الحوثي وصالح المستمرة في التقدم والتسلل إلى مواقعها، حيث شهدت الجبهة، أمس، تجددا للمواجهات العنيفة التي سقط على أثرها أربعة عناصر من الميليشيات الانقلابية قتلى إضافة إلى سقوط جرحى آخرين.
وبحسب مصادر عسكرية، أطبقت وحدات من الجيش الوطني الحصار على الميليشيات في جبال أم العضب في البقع.
ويأتي ذلك بعد تأكيد مصدر عسكري وصول لواء عسكري جديد من قوات الجيش الوطني بوصفها تعزيزات إلى قوات الجيش في منطقة علب بمديرية باقم في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثيين، وذلك تعزيزا للقوات الشرعية المرابطة في الجبهة للمشاركة في تحريرها وتحرير صعدة بشكل كامل.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن «اللواء الجديد هو لواء مشاة وقد تم تدريبه بشكل جيد خلال الأيام الماضية، حيث إن أغلبهم ينتمون إلى مناطق مختلفة من المحافظات اليمنية بما فيها محافظة صعدة».
وفي جبهة البيضاء، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح قصفها على قرى أهالي قرية ذي كالب الأسفل في مديرية القريشية، مما تسبب في سقوط جرحى ووقوع خسائر مادية في صفوف المدنيين جراء قصف منازلهم ومزارعهم.
وفي تعز، تستمر المواجهات بين الجيش والميلشيات في مختلف الجبهات القتالية في المدينة والريف، واشتدت المعارك في محيط التشريفات والقصر الجمهوري شرقا، وعلى الساحل الغربي شمال مديرية المخا الساحلية غرب تعز.
وتسعى قوات الجيش الوطني المدعومة جويا من طيران التحالف العربي إلى التقدم صوب مدينة الخوخة أولى مديريات محافظة الحديدة الساحلية، وتحرير معسكر خالد بن الوليد في موزع، غرب المدينة. وشنت الميليشيات قصفها على عدد من الأحياء السكنية في تعز وقرى العبدلة وحمير في مديرية مقبنة، ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة آخرين بجروح.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.