قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي... أنقرة تعلن انتهاء «درع الفرات»

مجلس الأمن القومي التركي أصدر البيان بحضور إردوغان

قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي... أنقرة تعلن انتهاء «درع الفرات»
TT

قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي... أنقرة تعلن انتهاء «درع الفرات»

قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي... أنقرة تعلن انتهاء «درع الفرات»

أعلن مجلس الأمن القومي التركي أمس، انتهاء عملية «درع الفرات» التي دعم الجيش التركي فيها فصائل من الجيش السوري الحر في شمال سوريا بنجاح.
وجاء الإعلان، الذي اعتبره مراقبون «مفاجئاً» في بيان للمجلس الذي اختتم اجتماعاً استغرق نحو 6 ساعات برئاسة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، لبحث التطورات الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطورات في سوريا والعراق.
ولاحقاً أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي شارك في اجتماع المجلس، انتهاء عملية «درع الفرات»، لكنه أكد أن تركيا ستراقب التطورات في شمال سوريا، وستتدخل في أي وقت إذا تطلب الأمر بعملية أخرى تحمل اسماً آخر.
وبدأت تركيا عملية «درع الفرات» في أغسطس (آب) الماضي، وكان هدفها تطهير المناطق المحاذية لحدودها من التنظيمات الإرهابية، بالإضافة لمنع إقامة كيان للأكراد في شمال سوريا.
وجاء الإعلان عن انتهاء عملية «درع الفرات» قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي لأنقرة اليوم. وفي الأسابيع الأخيرة شهدت العملية توقفاً شبه تام بعد أن سيطرت القوات المشاركة فيها على مدينة الباب، وسط تأكيدات من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وكبار المسؤولين الأتراك بأن العملية ستتجه بعد ذلك إلى منبج، ومن ثم إلى الرقة.
وتعقد الوضع في منبج، مؤخراً، بعد أن باتت مسرحاً لجميع الأطراف المشاركة في الحرب في سوريا، حيث دخلها النظام وحلفاؤه وروسيا وأميركا، فيما لم تجد تركيا ترحيباً من جانب الإدارة الأميركية بمقترحاتها بشأن تحرير الرقة دون الاعتماد على وحدات «الشعب الكردية».
وأشار البيان الختامي لاجتماع مجلس الأمن القومي الذي عقد في قصر رئاسة الجمهورية في أنقرة إلى أن الاجتماع تناول مكافحة الإرهاب بكل أبعادها، والاستمرار في مطاردة جميع المنظمات التي تشكل تهديداً للأمن القومي التركي.
وأضاف البيان أنّ استخدام عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي لن يجلب الحلول لمشاكل المنطقة.
وبشأن عملية «درع الفرات»، قال البيان إن القوات المشاركة في العملية تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة، واستطاعت دحر عناصر تنظيم داعش الإرهابية من مساحات واسعة في تلك المناطق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد أكد أول من أمس، أن القوات التركية باقية في سوريا ما دام كانت هناك تهديدات للأمن القومي التركي، مشيراً إلى أنه بعد انتهاء تطهير المنطقة من جرابلس إلى بلدة الراعي إلى مدينة الباب من «داعش»، والتي تقوم القوات التركية حالياً بتطهيرها من عناصر وحدات «حماية الشعب» الكردية التي تتواجد في منبج.
ولم يشر أي من المسؤولين الأتراك إلى ما إذا كان سيتم سحب القوات التركية من شمال سوريا، كما لم يصدر عن الجيش التركي ما يشير إلى هذا الأمر.
بينما قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، إن هدف بلاده في سوريا هو هزيمة تنظيم داعش الإرهابي. وقال في مقابلة مع موقع «بريتبارت» الإخباري الأميركي: «منذ البداية كان سبب دخول تركيا إلى سوريا، هو هزيمة (داعش)، وتحرير منبج منه ومن (عناصر إرهابية) أخرى»؛ في إشارة إلى القوات الكردية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.