الجيش الأميركي يفتح تحقيقاً رسمياً في انفجار الموصل

القوات العراقية تتقدم باتجاه مسجد النوري في المدينة القديمة

أحد افراد الشرطة الاتحادية العراقية يطلق قذيفة باتجاه {داعش} في الموصل أول من أمس (رويترز)
أحد افراد الشرطة الاتحادية العراقية يطلق قذيفة باتجاه {داعش} في الموصل أول من أمس (رويترز)
TT

الجيش الأميركي يفتح تحقيقاً رسمياً في انفجار الموصل

أحد افراد الشرطة الاتحادية العراقية يطلق قذيفة باتجاه {داعش} في الموصل أول من أمس (رويترز)
أحد افراد الشرطة الاتحادية العراقية يطلق قذيفة باتجاه {داعش} في الموصل أول من أمس (رويترز)

قال رئيس القيادة المركزية الأميركية، أمس، إن تحقيقاً في انفجار وقع في 17 مارس (آذار)، في مدينة الموصل العراقية، ويعتقد أنه أودى بحياة عشرات المدنيين، انتقل من مجرد تقييم إلى تحقيق رسمي. وخاضت القوات الخاصة وقوات الشرطة العراقية، أمس، قتالاً ضارياً ضد تنظيم داعش، قرب مسجد النوري، بالمدينة القديمة غرب الموصل، وهو المسجد الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم «دولة الخلافة». وأحكمت القوات العراقية سيطرتها على محيط المنطقة المهمة في معركتها للسيطرة على المدينة.
وقال رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، خلال جلسة بلجنة القوات المسلحة بالكونغرس: «سيكون هناك نهج رسمي على نحو أكبر للبحث في تفاصيل انفجار الموصل بقدر ما نستطيع لتحديد ما حدث، والحقائق المحيطة به، ثم تحديد المسؤولية، وبعد ذلك بالتأكيد استخلاص الدروس المستفادة من ذلك».
وأقر قائد القوات الأميركية في العراق، أول من أمس، بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ربما كان له دور في الانفجار، لكنه قال إن تنظيم داعش يتحمل المسؤولية أيضاً.
وفي هذا السياق، قال فوتيل إن 284 من أفراد القوات العراقية قتلوا منذ بدء الهجوم لاستعادة غرب الموصل، وإن أكثر من 1600 أصيبوا. وفي جلسة الكونغرس نفسها، قال فوتيل إنه إضافة للقتلى في غرب الموصل، لقي 490 من أفراد القوات العراقية حتفهم في شرق المدينة، وأصيب أكثر من 3 آلاف.
من جهة أخرى، قال قادة عسكريون إن القوات الخاصة وقوات الشرطة العراقية خاضت اشتباكات مع متشددي تنظيم داعش، لتقترب أكثر من مسجد النوري، بغرب الموصل، أمس، وتشدد بذلك قبضتها حول الموقع المهم في معركة استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة بالعراق.
ويتركز القتال على المدينة القديمة، المحيطة بالمسجد الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش «دولة الخلافة» في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم بالعراق وسوريا، قبل قرابة 3 أعوام.
وفر آلاف السكان من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم داخل الموصل، أكبر معقل متبق للمتشددين في العراق، لكن عشرات الآلاف الآخرين ما زالوا محاصرين داخل منازل وسط القتال والقصف والضربات الجوية، مع تقدم القوات العراقية المدعومة من تحالف بقيادة الولايات المتحدة في غرب الموصل.
ويقول سكان فارون إن أصوات إطلاق النار الكثيف ظلت تتردد من منطقة المدينة القديمة، حيث يختبئ المتشددون وسط السكان، ويستخدمون الحارات ومنازل السكان والأزقة الضيقة الملتوية لصالحهم.
وأسقطت القوات العراقية طائرة واحدة من دون طيار على الأقل، يشتبه بأنها تابعة لـ«داعش». ويستخدم المتشددون نماذج تجارية صغيرة من الطائرات من دون طيار للتجسس، وإسقاط الذخيرة على مواقع الجيش العراقي.
ومع دخول معركة الموصل المناطق المكتظة بالسكان في غرب الموصل، فإن المخاوف من سقوط قتلى وجرحى مدنيين تزداد. وتقول الأمم المتحدة إن مئات المدنيين قُتلوا الشهر الماضي، ويقول سكان إن متشددي «داعش» يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.